Apr 13, 2018 6:49 AM
صحف

اتصالات لـ"حفظ ماء الوجه" ولا مفرّ من "ضربة سوريا"

يستمر هبوب رياح الحرب على سوريا، على رغم فرملة الاندفاعة الأميركية في تنفيذ ضربة عسكرية، في وقتٍ بَرز إجماع لبناني رسمي على رفضِ استباحة الأجواء اللبنانية.

وبدا للمراقبين أمس أن المواقف الأميركية الملتبسة من الضربة في سوريا تكشف أحد أمرين: إما أن هناك تبايناً بين مراكز القرار الاميركي، أي بين البيت الابيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) حيال فائدة الضربة الآن قبل انتهاء التحقيقات في شأن الجهة التي استعملت السلاح الكيماوي في "دوما".

وإما ان واشنطن تريد ان تستعيد سلاح المفاجأة الذي أفقدتها إياه تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب حين اعطى الانطباع بأن الضربة ستحصل في خلال الـ24 أو الـ48 ساعة الماضية، ما دفع بالاطراف المستهدفين في سوريا إلى اتخاذ الاحتياطات والحمايات الضرورية.

وكان ترامب، بعدما هدد بشن ضربةٍ على سوريا مستخدماً "صواريخ جميلة ذكية ونظيفة"، ودعا روسيا الى الاستعداد، أطل امس في تغريدة جديدة قال فيها ان الضربة الأميركية "قد تتمّ قريباً جداً أو ربما بعد حين".

ورأى المراقبون في هذه الفوضى التي تلف المواقف الاميركية، ولا سيما منها موقف ترامب الاخير، أنها تكشف عدم وجود استراتيجية واضحة من الآن، لا حيال الضربة في سوريا، إنما حيال ما بعد الضربة كذلك.

إتصالات دبلوماسية: في موازاة هذا الواقع، نُقل عن مصادر دبلوماسية اشارتهخا الى "وجود اتصالات جدّية دبلوماسية وعسكرية بين موسكو وواشنطن لمعالجة الوضعِ السوري، بنحوٍ يَسمح بإنقاذ "ماء الوجه" لكل مِن أميركا التي اكدت انها ستضرب، ولروسيا التي اكدت انها سترد".

وأفادت معلومات دبلوماسية مساء امس، أن المفاوضات حقّقت تقدّماً، إذ إن الجانب الروسي تفهَّم الموقف الاميركي وطرَح أفكاراً تعويضية تتناوَل موقفَ اميركا تجاه روسيا في ملفات أخرى، خصوصاً في جزيرة القرم وأوكرانيا. وعُلم في هذا الإطار ان المحور الاميركي ـ البريطاني، وبدرجةٍ أقل الجانب الفرنسي، مصمّم على توجيه ضربةٍ الى سوريا، لكن بعد ان يَحسم "البنتاغون" الجهة التي استَعملت السلاح الكيماوي.

وفي محاولةٍ لتطويق التصعيد الاميركي، توجّهت لجنة من منظمة حظر الاسلحة الى سوريا لتكشفَ حقيقة استعمال الكيماوي في دوما. وافادت المعلومات نقلاً عن مصادر دبلوماسية، ان واشنطن حدّدت 48 ساعة للّجنة لكي تعطي النتائج، لأن، حسب الإدارة الاميركية، المعلومات تؤكد "ان النظام استعمل هذا السلاح بنسبة 80 في المئة"، وتعتقد الإدارة أن الـ 20 في المئة لا يتطلّب اكثرَ من ساعات على الارض للتأكيد الحاسم، خصوصاً أن واشنطن تفضّل، في حال حصول الضربة، ان تتمّ قبَيل القمّة العربية المقررة الاحد المقبل أو عشيتها، وبالتأكيد قبل لقاء ترامب والرئيس الكوري الشمالي. وهناك من يتحدث عن رغبة اميركية في ان تنعقد القمة ويتضمّن بيانُها دعوةً الى معاقبة من استعملَ السلاح الكيماوي.

ويرى مراقبون أنه مهما تكن التصريحات المتناقضة، فإن التحالف الدولي لا يستطيع إلا ان يضرب في سوريا، ويبقى ان يُعرَف من ينبغي ضربُه، لأنه إذا كان التحالف والامم المتحدة متّفقان على ان استعمال الكيميائي خط احمر يستحق العقاب فمعنى ذلك ان الضربة حتمية مع فارقٍ وحيد، أن توجَّه هذه الضربة للطرف الذي استعمل هذا السلاح.

إسرائيل: في جانبٍ آخر، أفادت معلومات دبلوماسية ان إسرائيل أبلغَت إلى الطرفين الاميركي والروسي ان عدم معالجة التحالف الدولي للوضعِ السوري سيَدفع اسرائيل الى اتخاذ إجراءات أحادية في الوقت المناسب. وذكرت هذه المعلومات "ان ما يهمّ اسرائيل ليس قوات النظام تحديداً، إنما القوات الايرانية و"حزب الله" في سوريا".

ودعا سفير لبنان في واشنطن سابقاً رياض طبارة الى ترقّبِ نتائجِ المفاوصات التي تجري تحت الطاولة بين واشنطن وموسكو للبحث في سُبل الخروج من هذه «الزنقة»، وقال "لذلك نسمع تصريحات متناقضة للرئيس ترامب". ولم يستبعد حصول ضربة أميركية "حتى لو نجَحت هذه المفاوضات"، ومؤكداً ان الضربة هذه إذا حصلت "ستكون أكبرَ من الضربة السابقة مع بنك أهداف أوسع".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o