Aug 22, 2020 11:29 AM
خاص

بعد زيارة الكاظمي لواشنطن..العلاقة العراقية - الايرانية نحو منعطف جديد

المركزية – وصف البيت الأبيض، العلاقات الأميركية _العراقية بأنها "شراكة استراتيجية" بين البلدين و"رغبة مشتركة في الأمن والازدهار". وأوضح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "إن القوات الأميركية موجودة في العراق لمواجهة أي تحرك إيراني محتمل"، لافتاً إلى "أن الولايات المتحدة طورت علاقة مع هذا الرجل (الكاظمي) وسيكون قويا بالنسبة للعراق".  

ويبدو ان زيارة الكاظمي الى واشنطن ستغير المعادلة العراقية _الايرانية ما سينعكس ايضا على العلاقة الايرانية في المنطقة ككل، فإيران المأزومة لم تحرك ساكناً حيال اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق، كما أنها لم ترد على الحملة المشتركة للجيشين العراقي والأميركي ضد الحشد الشعبي الموالي لها مع تولي الكاظمي لرئاسة الحكومة، إضافة إلى صمتها حيال الانفجارات المتنقلة التي استهدفت منشآت إيرانية في عدد من المدن. فهل تشكل زيارة الكاظمي لواشنطن أول مؤشر للتفاوض بالنيابة عن طهران مع واشنطن كبديل من دور سلطنة عُمان في هذا الخصوص؟ 

توضح مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" "ان الكاظمي يتعرض الى حملة شرسة والى تهديد من قبل الأذرع الايرانية في العراق وتهديد هؤلاء بتنفيذ انقلاب عليه بعدما تبين انحيازه الى المحور الاميركي واستمرار القوات الاميركية في العراق بعدما وعد ترامب بسحبها"، لافتة الى ان ترامب أشار خلال لقائه الكاظمي الى "أن الولايات المتحدة لديها عدد محدود من القوات في العراق، ونتطلع إلى اليوم الذي تنتهي فيه الحاجة لبقاء جنودنا هناك، وفي لحظة ما من الواضح أننا سنغادر العراق". وبالتالي ترى المصادر "ان الوضع في العراق صعب من خلال مواقف الخط الايراني وضغوطه على الكاظمي". 

من جهة ثانية، تعتبر المصادر "ان جدول اعمال زيارة الكاظمي الى واشنطن ينطوي على طلب دعم الجانب الاميركي لتخفيف الضغط الايراني عليه والتوسط بين اميركا وايران لحمل ترامب على استئناف المفاوضات مع ايران وفق اتفاق نووي جديد، ولعب دور الوسيط في هذا المجال"، مؤكدة "ان الزيارة تنطوي على تعزيز قدرة العراق العسكرية في وجه التحرك الميليشياوي للتنظيمات الايرانية".  

إلى ذلك، سيلعب العراق، وفق المعلومات الدبلوماسية، "دور الوسيط الناشط بين اميركا وايران وسيصبّ ذلك في مصلحة العراق"، مضيفة "ان ايران، وفي ظل التطورات في المنطقة ومشروع التسوية الكبرى تحاول ان تربح وتعزز وجودها وتحقق حلمها بنفوذ مؤثر في المنطقة من اليمن الى لبنان مروراً بالعراق وسوريا. ولذلك تصعّد مواقفها عشية التغيير في موازين القوى والتسوية الكبرى"، جازمة "ان خسارة ايران العراق سيؤدي الى خسارتها لبنان وسوريا".  

وفي هذا السياق، تعتبر اوساط دبلوماسية غربية "ان لا نفوذ لايران في هذه الدول لاسيما في لبنان وسوريا والعراق خصوصاً عشية التحضير لعلاقات اسرائيلية _خليجية تمهيداً للسلام الشامل قريباً". وتوضح "ان ايران متوجسة من زيارة الكاظمي وتعمل على تطويقها من خلال الترهيب والترغيب والتهديد والترويج لانقلاب على رئيس الحكومة واخراجه من الحكم".  

لكن يبدو "ان الامور في العراق تحت السيطرة والمراقبة ولا عودة الى الوراء وان زيارة الكاظمي ستوضح الكثير من الغموض في ملف اميركا ايران"، تختم الاوساط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o