Aug 18, 2020 12:59 PM
خاص

دبلوماسية البوارج في المتوسط: خطأ قد يُشعل حرباً؟!

المركزية- يعجّ البحر الابيض المتوسط بالبوارج العسكرية بدءاً بالسواحل قبالة ليبيا، حيث ترابض فرقاطات من دول عدة أبرزها فرنسا بهدف مواجهة التمدد التركي في ليبيا مروراً بالساحل السوري الذي تتواجد فيه البوارج الروسية وصولاً الى شواطئ لبنان الذي تزدحم فيه البوارج الغربية التي تنفذ عملياً مهمة تقنية وإنسانية وطبية بعد تفجير المرفأ في 4 اب. 

في الشكل بررت الدول الغربية تدفق بوارجها الى المياه الاقليمية اللبنانية لنقل مساعدات غذائية وطبّية طارئة يحتاجها سكان المناطق المنكوبة، لكن ما إن اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تصريح من بيروت التي زارها عقب الإنفجار، أن وجود البوارج الأجنبية قبالة بيروت "يُمثّل تهديداً للبنان والمقاومة" حتى اعطى انطباعاً بأن الأمر يتعلق برسالة فرنسية-غربية ضمنية موجهة إلى إيران وحلفائها في لبنان  بهدف الضغط عليها ولو كانت هذه البوارج في وضعية غير قتالية (حتى الآن).  

اوساط دبلوماسية غربية وصفت عبر "المركزية" ما يجري في لبنان بعد انفجار المرفأ وتدفق البوارج الحربية الاميركية والاوروبية والتركية والروسية الى البحر الابيض المتوسط، لاسيما منذ دخول تركيا على خط الازمة الليبية، بـ "دبلوماسية البوارج في المتوسط".  

فهذه الدول قد تكون وجدت في إنفجار المرفأ فرصة لتوسيع بيكار تواجدها على شواطئ المتوسط، فإستعجلت ايفاد البوارج تحت عنوان "المساعدة الانسانية"، الا ان ذلك لا يُخفي حقيقة الخطوة، خصوصاً في ظل الخلاف التركي مع اليونان وقبرص وفرنسا والمانيا وايطاليا ومصر بسبب ليبيا والسيطرة على ثروة المتوسط النفطية في ظل جهد ايراني للوصول الى المتوسط عبرالساحل اللبناني. 

واعتبرت الاوساط "ان هذا الحضور يُشكّل ضغطاً على تركيا ورسالة واضحة الى ايران التي سارعت عبر وزير خارجيتها الى انتقاد هذه الدبلوماسية بعدما تبين ان التناغم التركي- الايراني في المنطقة قائم، بحيث يتحكم الايراني في مضيق هرمز والتركي يسيطر على المتوسط من خلال وجوده في ليبيا وتحكّمه بمضيق جبل طارق وقناة السويس". 

لذلك، تحاول معظم الدول بعث الرسائل من الساحة اللبنانية في ظل فراغ حكومي بعد استقالة الرئيس حسّان دياب والتريّث بالدعوة الى استشارات نيابية لتكليف من يُشكّل الحكومة. 

من هنا، لفتت الاوساط الدبلوماسية الى "ان البحر الابيض المتوسط في حال توتر، واي خطأ في الحسابات او حادث بسيط يمكن ان يشعل حرباً اقليمية ودولية". 

اما إنفجار المرفأ، فتسعى هذه الدول من خلال تواجد بوارجها قبالة الشواطئ اللبنانية لتفكيك منظومة حزب الله، على حدّ تعبير الاوساط، وذلك تحت عنوان البحث عن مواد متفجرة في المناطق بعدما تبين وفق تقديرات عسكرية ان كمية كبيرة من نيترات الامونيوم سحبت من العنبر رقم 12 وان الكمية التي انفجرت هي 300 طن وليس 2750 طناً، لان لو انفجرت هذه الكمية لأطاحت بيروت "عن بكرة أبيها" وأزاحتها عن الخريطة وربما مناطق اخرى لا بل لبنان". 

وانطلاقا من الخطورة على الانسان، قد تبدأ فرق غربية موجودة في لبنان بتفتيش بعض المناطق القريبة من العاصمة استناداً الى الخريطة التي سرّبتها اسرائيل اخيراً عن وجود مخازن صواريخ ومصانع ومواقع عسكرية في مناطق سكنية. 

لذلك، اوضحت الاوساط الدبلوماسية "ان فرق التحقيق الغربية تنتظر نتائج التحقيقات لتبدأ مهمتها الامنية التي ستكون نتيجتها تحويل بيروت والمناطق المحيطة بها الى "منطقة منزوعة السلاح". وفي الاطار، يقول مسؤول سابق ان لبنان نتيجة للانفجار المروّع في المرفأ بات تحت رعاية دولية سياسية امنية اقتصادية انسانية وهذا ما يخشاه البعض بسبب الحشد الدولي وتضارب المصالح كما هو ظاهر حتى الان". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o