تريث في "معاقبة" سوريا ومشاورات دولية لسحب فتيل التفجير
ترامب: الضربة قد تكون قربية جدا وقد لا تكون...والمانيا لن تشارك
لبنان يرفض استباحة اجوائه وعون يزور قطر والحريري وباسيل الجنوب
المركزية- بمثل السخونة التي دمغت المواقف العالية السقف ازاء تسديد ضربة سريعة موجعة لسوريا ردا على استخدامها الكيميائي في حق شعبها في الغوطة، بدأت البرودة النسبية تطبع الكلام الصادر من الجهات نفسها، لا سيما قائد الحملة، الرئيس الاميركي دونالد ترامب في شأن شكل وحجم وموعد الضربة، على ان تتظهّر اكثر في اطلالته عبر قناة "فوكس نيوز" الأميركية في الثالثة والنصف فجرا بتوقيت بيروت. وعزز الاعتقاد بسلوك الامور نهج التريث والتهدئة الى تغريدة ترامب التي اشار فيها الى ان الضربة قد تكون قريبة جدا أو في وقت أبعد، الاعلان عن"فتح قنوات التواصل وتنشيطها بين العسكريين الروس والأميركيين بشأن عمليات الجيشين في سوريا والهادفة الى تفادي الحوادث" وفق ما اكد الكرملين، وحركة المشاورات الدولية بين عواصم القرار من فرنسا الى المانيا وتركيا وغيرها.
حبس انفاس: فتزامنا مع تحرّك الاساطيل الحربية التابعة لواشنطن وعواصم غربية اخرى في اتّجاه المتوسط لتنفيذ الضربة، اطل الرئيس ترامب عبر "تويتر" بموقف اشبه بـ"التريّث" قال فيه "الهجوم على سوريا قد يكون قريبا جداً وقد لا يكون كذلك. لم اتحدث قط عن موعد الهجوم على سوريا.على اي حال، قامت الولايات المتحدة تحت إدارتي بعمل عظيم في تخليص المنطقة من داعش. اين -(شكراً اميركا"؟). وفي ما يُشبه "الاحتواء" للتصعيد الاميركي، اكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "ان خط الاتصال بين موسكو وواشنطن لتفادي الصدامات العرضية في سوريا لا يزال مفتوحا، وان الطرفين يستخدمانه باستمرار". من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "انه سيتخذ القرار في شأن توجيه ضربة لأهداف تابعة للحكومة السورية، فور الانتهاء من جمع كل المعلومات الضرورية". ولاقت بريطانيا الموقف الفرنسي باعلان وزير شؤون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز، "ان اي خطوة ستتخذها بريطانيا ستخضع للبحث بترو شديد واستناداً إلى الأدلة". اما المانيا، فيبدو انها لن تكون على الموجة ذاتها مع حلفائها، اذ اعلنت المستشارة انغيلا ميركل ان "برلين لن تشارك في اي ضربات في سوريا". وفي تعليق على التهديدات الاميركية، اشار الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي الى "ان اي تحركات محتملة ضد سوريا لن تساهم إلا في زعزعة الاستقرار في المنطقة، وان هذا الأمر يهدد السلم والأمن الدوليين". من جانبه، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي "تجنّب خروج الوضع في سوريا عن السيطرة"، معربا عن "قلقه العميق في شأن المأزق الراهن"، اسفاً "لان مجلس الامن لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى اتفاق في شأن هذه المسألة".
استنفار اسرائيلي: وفيما يُخيّم القلق على الاجواء اللبنانية التي لن تكون بمنأى عن التطورات الخطيرة المُقبلة عليها سوريا،اذا حصلت، لاسيما لجهة فتح جبهة الجنوب للردّ على الضربة العسكرية، افاد مصدر امني "المركزية" "ان الجيش الاسرائيلي اطلق صفارات الانذار في بلدتي الغجر والعباسية الحدوديتين القريبتين من منطقة الجولان السوري المحتلة". وتردد دوي الصفّارات في منطقة حاصبيا من دون معرفة الاسباب، فيما لوحظ استنفار للجيش الاسرائيلي على طول الخط الممتد من العباسية الى الغجر مروراً بالوزّاني صعوداً نحو العديسة وكفركلا وامتداداً حتى التلال المُشرفة على بلدة ميس الجبل.
مجلس الوزراء: في المقلب الداخلي، تنقل مجلس الوزراء الذي انعقد قبل الظهر في قصر بعبدا بين التطورات الاقليمية الساخنة والملفات الداخلية "المكهربة". فوضع على الخط الاول، حدٌّا للالتباس حول مسألة "النأي بالنفس" عن خرق الاجواء اللبنانية من قبل اسرائيل، اذ اتفق بالاجماع على رفض اي انتهاك للسيادة، مشددا على ان الحكومة تلتزم النأي بالنفس لكن ليس عن خرق اجواء لبنان من قبل اي جهة. واكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ان لبنان يعتبر استعمال الطيران الحربي الاسرائيلي للاجواء اللبنانية اعتداء على سيادتنا ولن نقبل ان تستبيح اسرائيل اجواءنا، وان اي اعتداء اسرائيلي على اي دولة عربية ندينه ونستنكره، معلنا "ان لبنان سيرفع شكوى الى مجلس الامن الدولي ضد الانتهاك الاسرائيلي للسيادة اللبنانية". أما رئيس الحكومة سعد الحريري، فقال "اننا نعمل على تحييد لبنان عن اي مشاكل يمكن ان تصيبه نتيجة التطورات"... أما ملف الكهرباء، فبُحث في الجلسة على وقع سجال قديم جديد بين الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل، حول معمل دير عمار وكلفة انشائه، قبل ان يُفضّ بتدخل الحريري ويتم الاتفاق على استكمال درسه الاسبوع المقبل. وافادت مصادر عليمة "المركزية" ان المجلس ناقش 3 نقاط اساسية في ملحق حول بند الكهرباء من ضمن 13 نقطة، وهي: التمديد للبواخر الحالية بين 3 و5 سنوات، البدء بتشييد معمل دير عمار2وتكبير قدرة معمل الزوق الحراري على الانتاج.
...والنأي بالنفس: وكانت اشكالية "الناي بالنفس" حضرت في سلسلة مواقف، اذ فيما قال الوزير علي قانصوه قبيل الجلسة" لم يعد هناك وجود لموضوع النأي بالنفس في ظل خرق السيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية لاستهداف دولة عربية"، رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الرئيس نبيه بري بالقول "صديقي الرئيس بري، إن النأي بالنفس يعني النأي بالنفس ونقطة على السطر".
القمة 30 في بيروت؟ في غضون ذلك وفيما يتوجه الرئيسان عون والحريري الى السعودية نهاية الاسبوع على رأس وفد وزاري للمشاركة في اعمال القمة التاسعة والعشرين التي تنعقد في الظهران بعيدا من صواريخ الحوثيين البالستية، افادت مصادر مطّلعة "المركزية" ان الرئيس عون يعتزم طلب عقد القمة الثلاثين في بيروت العام المقبل الا ان الامر ما زال خاضعا للنقاش مع سائر اركان الدولة لاتخاذ القرار في ضوء قدرة لبنان على استضافة القمة بما ترتب من اعباء.
عون الى قطر: الى ذلك علمت "المركزية" ان الرئيس عون سيزور قطر في 17 الجاري للمشاركة في افتتاح المكتبة الوطنية.
الحريري وباسيل في الجنوب: وسط هذه الاجواء، تستعد المنطقة الجنوبية الحدودية لزيارتين تحملان دلالات سياسية انتخابية قبل 24 يوما من موعد الاستحقاق.الاولى يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري يوم غد الى قضاء مرجعيون– حاصبيا، وعلمت "المركزية" من مصادر مواكبة انها تشمل عددا كبيرا من المناطق تبدأ من مرجعيون في الثالثة عصرا، ينتقل بعدها الى ساحة حاصبيا، ثم السراي الشهابية، وخلوات البياضة، الى شبعا، وكفرشوبا، وكفرحمام، والهبارية، وراشيا الفخار، على أن تكون له في كل محطة لقاءات ومواقف لا سيما في شبعا حيث أعدت منسقية تيار المستقبل أقواس النصر ورفعت اليافطات وصور الرئيس الحريري ووالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اما الزيارة الثانية للقضاء عينه، فيقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل بعد غد السبت، بحسب معلومات "المركزية" من مصادر جنوبية، اشارت الى أن "باسيل يبدأ جولته بافتتاح مكتب للتيار في بلدة حبوش– النبطية، ثم يتجه الى مرجعيون للقاء الكوادر".
كنعان يوضح والجميل يرد: في الشأن المحلي الحياتي، دخلت المادة 49 في الموازنة على خط سجالات يضعها البعض في خانة العدّة الانتخابية. واوضح رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، ان "المادة الاتية من الحكومة نصّت على الاقامة الدائمة، لكن باتت الاقامة مؤقتة مربوطة بامتلاك الشقة بعد تعديلها في مجلس النواب"، مشيرا الى "ان الحل يكون اما في عدم البيع او في التشدد في قانون تملك الاجانب"، ومضيفا "فلنذهب الى المجلس النيابي وندخل تعديلا على قانون تملك الاجانب في ضوء وجود اللاجئين السوريين في لبنان". وردا على موقف كنعان يطل النائب سامي الجميل عصرا عبر احد مواقع التواصل الاجتماعي لتفنيد ما لديه من معطيات في هذا الشأن ، علما أن رئيس الكتائب سبق أن أعلن عزمه على المضي في هذه المعركة حتى النهاية.