Aug 17, 2020 1:16 PM
خاص

لبنان ساحة صراعات للثروة الغازية والمرافئ

المركزية – فيما يمضي لبنان في لملمة نفسه من هول الكارثة الامنية والانسانية التي اصابته بتفجير مرفا بيروت مع ما يحمل ذلك من ابعاد اقتصادية وعمرانية نظرا للدور الذي كان يفترض ان يلعبه كمحطة رئيسة بالنسبة لاعادة اعمار سوريا من جهة وللثروة  النفطية الموعودة في لبنان والدول الشرق اوسطية، أمت شواطئه البوارج الحربية والسفن العسكرية تحت عنوان تقديم العون والمساعدة لبيروت وابنائها الذين طالتهم النكبة وحصدت ما يقارب ال200 شهيد منهم واكثر من 5000 مصاب لا يزال بعضهم في المستشفيات حتى اليوم . 

واذا كانت هذه الهجمة الاممية للوقوف الى جانب لبنان في محنته ادت الى فك العزلة الدولية التي  كان يتعرض لها على ما يقول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتقتصر على مثل هذه البراءة والانسانية في طبيعتها وحدودها فقد يكون العالم بأسره في افضل حال من التعاون الاخوي ولكن الوضع للاسف، على ما تقول اوساط في الفريق المناهض للسياسة الغربية لـ"المركزية"ليس كذلك بحسب الدلائل التي بدأت تتضح من مواقف الدول ورؤسائها وموفديها الذين سارعوا في القدوم الى لبنان والتنقل في احيائه متجاوزين كل المخاوف والاعتبارات الامنية التي كانوا يحذرون .رعاياهم منها 

وتضيف الاوساط ان لبنان ولا شك بفعل هذه الهجمة الاممية تحول الى ساحة مفتوحة للصراع الاقليمي-الدولي وللكباش الجاري تحت الراية الاميركية – الايرانية على ما تظهر من وجود وكلام كل من وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير ديفيد هيل ووزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف،  اضافة الى الاتهامات المتبادلة بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والتركي رجب طيب اردوغان حول مرامي هذه العودة الى لبنان وما تخفيه من مشاريع محلية واقليمية . 

وتختم الاوساط لافتة الى ان هذا التسابق الى بيروت ينطلق من عنوانين رئيسين الاول: الثروة النفطية والغازية  الموعودة التي تختزنها  الابار اللبنانية والتي قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب انها قادرة على سداد كل الدين اللبناني خلال اشهر قليلة،  وهو ما كان مدار بحث بين  السفير هيل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تبلغ من الجانب الاميركي وعودا غير مسبوقة مرفقة بتنازلات اسرائيلية في حال الموافقة على بعض التسهيلات التي تسمح بعودة الوسيط ديفيد شينكر والوصول الى توافق على عملية الترسيم الكامل للحدود  البرية والبحرية . 

اما العنوان الرئيسي الثاني فيتركز حول الدور المحوري والمستقبلي لمرفأ بيروت وما قد يشكله من محطة وانطلاقة لاعادة اعمار الدول العربية بدءا من سوريا وصولا الى العراق وليبيا وسواهما والذي تحاول اسرائيل من خلال انفتاحها على بعض الدول الخليجية والاتفاقات معها استبداله بمرفأ حيفا وغيره من الموانئ لديها وفي المنطقة وذلك لقناعة منها ان لبنان لن يكون الا آخر الدول العربية في حال التوصل الى السلام في المنطقة. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o