Jul 29, 2020 3:29 PM
خاص

زيارة لودريان... من التوبيخ الاصلاحي الى التأني السياسي

المركزية- فاجأ رئيس الحكومة حسان دياب المراقبين بالهجوم الكلامي الحاد الذي شنه من على منبر مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للدفاع على وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان الذي عاد وكرر رسالة "التوبيخ" عينها إلى السلطات اللبنانية بعد التقصير في وضع قطار الاصلاحات الموعودة والمنتظرة على سكة التنفيذ، ذاهبا إلى حد الكلام عن نقص في معلومات رئيس الديبلوماسية الفرنسية في ما يتعلق بخطوات تصر الحكومة على تصويرها انجازات، مع العلم أنها لم تجد طريقها إلى التنفيذ، حيث أنها اصطدمت بمنطق المحاصصة وتقاسم النفوذ وتصفية الحسابات السياسية.

غير أن الرسالة الاصلاحية الشديدة اللهجة لم تكن "العبرة الوحيدة المفترض استخلاصها من جولة لودريان في بيروت. ذلك أن مصادر سياسية لفتت عبر "المركزية" إلى أن كثيرين توقعوا أن يقود امتعاض المجتمع الدولي إزاء الشلل الحكومي في الملف الاصلاحي رئيس الديبلوماسية الفرنسية إلى لقاءات تشمل أقطاب المعارضة كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. إلا أن المصادر نبهت إلى أن أي خطوة من هذا النوع كانت لتكلف فرنسا، الأم الحنون للبنان اتهامات بالتحيز لفريق على حساب آخر، بما من شأنه أن يعيد إلى الأذهان ما يمكن تسميتها نظرية "المؤامرة" التي يركن إليها كثير من أركان الحكم والحكومة في مواجهة الاتهامات بالفشل، بدليل أن مداخلات الرئيس دياب في الجلسات الحكومية لا توفر بسهامها معارضي الحكومة، بفعل الهجمات والانتقادات التي تطال عملها.

وشددت المصادر على أن برنامج زيارة لودريان إلى بيروت أعد بعناية كي لا يستفز أحدا من الحاضرين على الساحة اللبنانية، ولذلك اقتصرت الاجتماعات على "من يمثلون الدولة اللبنانية ومؤسساتها"، على حد قول لودريان نفسه، بعدما التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية ناصيف حتي، وهو أمر "طبيعي" على حد قول مصادر ديبلوماسية لـ "المركزية"، نافية الكلام المتداول في وسائل الاعلام عن لقاء بين لودريان وحزب الله على هامش جولته في الضاحية، مع العلم أنها أقيمت  في غياب أي ممثل عن الحزب، وفي ذلك انعكاس لطبيعة العلاقات بين الحزب والمجتمع الدولي.

أما في ما يخص منتقدي الاجتماع الذي ضم لودريان إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فشددت المصادر السياسية على أنه بدا بمثابة تأييد لضغط الراعي في اتجاه تكريس حياد لبنان. غير أن هذا لا يعني خوض المواجهة مع مناهضي هذا الطرح. كل ما في الأمر أن الكنيسة المارونية تلاقي المطالبة الدولية بحياد لبنان، وهو المطلب الذي يرفعه المجتمع الدولي منذ سنوات، حيث أنه ذهب إلى حد جعل إعلان بعبدا الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراعات، وثيقة دولية تعترف بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o