Jul 17, 2020 1:02 PM
خاص

الخارج ملمّ بـ"تفاصيل التفاصيل" لبنانيا: أداء الحكومة لايشجّع على الدعم
الاصلاحات والنأي مفتاح المساعدات..والسلطة تنفّذ أجندة حزب الله و"تتحاصص"!

المركزية- لبنان تحت المجهر الدولي. العالم كلّه يراقب المستجدات المتتالية فوق ساحته، بتمعّن واهتمام. "لكن مع الاسف"، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، لم تتمكّن العواصم الغربية والعربية، حتى الساعة، من ايجاد عامل واحد يشجّعها على اتخاذ قرار "التشمير عن زنودها" ووضع أيديها بيد الحكومة اللبنانية، لينتشلا معا، لبنان واللبنانيين من الأزمة الاقتصادية المالية المعيشية الآخذة في الاشتداد، وبوتيرة متسارعة، على كل الصعد. الحراك الدبلوماسي المحلي والخارجي، والمواقف التي تصدر في شكل شبه يومي عن مسؤولين دوليين رفيعي المستوى، يدلّان الى ان المجتمع الدولي يتابع من كثب وأول بأوّل التطورات اللبنانية، وأنه ملمّ بـ"تفاصيل التفاصيل"! هم يشخّصون "المرض" اللبناني بدقّة ويصفون للسلطات اللبنانية الدواء، الا ان الاخيرة تدير لهم حتى الساعة، الأذن الصماء.

آخر النداءات أتى من الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط، الذي حذر من أن "الوضع في لبنان خطير للغاية، ويتجاوز كونه مجرد أزمة اقتصادية أو تضخما"، مشيرا إلى أنها "أزمة شاملة لها تبعات اجتماعية وسياسية خطيرة، ويمكن للأسف أن تنزلق لما هو أكثر خطرا". واضاف "أرجو بكل صدق أن تستشعر الطبقة السياسية هذه المعاناة غير المسبوقة، لأنني، حتى الآن، لا أرى أن رد فعل الطبقة السياسية في مجملها على الأزمة يعكس ما كنا نأمله من استشعار للمسؤولية الوطنية أو الإدراك الكافي لخطورة الموقف الذي يواجه البلد، فما زال هناك، للأسف، تغليب للمصالح الضيقة على مصلحة الوطن، وهو ما يعمق الأزمة"... على الخط عينه، كانت لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر خلال الساعات الأخيرة مواقف لافتة، قال فيها ان "عمر الحكومة اللبنانية 140 يوماً ولكنها لم تقم بأي تقدم فعلي ملموس نحو تطبيق الاصلاحات أو اللجوء إلى برنامج من صندوق النقد الدولي، لا يبدو أنّ هذه الحكومة تشعر بأنها أمام حالة طوارئ"، معتبرا ان حكومة دياب "لا تبدو جدية بشأن الإصلاحات وسلوكها لا يوحي بالثقة للشركاء الدوليين"وهي "لم تبذل جُهداً يُذكر للمضي بالأشياء قدماً، ولعلّ ذلك نتيجةً لوجود ائتلاف من حلفاء "حزب الله" معارض بشدة للإصلاحات لأنها تقوّض قدرة الحزب على الاستفادة من المؤسسات المالية اللبنانية"، ليصوّب على ما جرى في ملف معمل سلعاتا قائلا "الإصرار على 3 معامل للكهرباء هو لكي يتمكنوا من توظيف أصدقائهم والاستفادة مالياً من الموضوع"!

واذا أضفنا هذه المواقف المنتقدة أداء الحكومة "المحاصصتي الفاسد" والخاضع لحزب الله، الى ما قاله وزير خارجية فرنسية جان ايف لودريان القادم الى بيروت الاسبوع المقبل وتشديده على ضرورة تحقيق اصلاحات ملموسة "تساعد اصدقاء بيروت على مساعدتها"، والى التنسيق الدبلوماسي العربي - الغربي في بيروت وحركة السفير السعودي وليد بخاري في الداخل واجتماعاته الى كل الاطراف المتمايزة عن حزب الله وآخرهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واليوم، متروبوليت بيروت المطران الياس عودة، يتأكّد ان مفتاح الانفراج اللبناني هو نأي حقيقي بالنفس (أي استطرادا، خروج الحكومة من تحت عباءة حزب الله) معطوفا الى اصلاحات حقيقية. لكن اين الحكومة من كل هذه المطالب؟ هي لا تزال حتى الساعة تتخبط في وحول الخطة الاقتصادية التي ستقدّمها الى صندوق النقد، في حين تتجه شرقا ملبّية، من حيث تدري او لا، مخططات حزب الله وايران الاستراتيجية!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o