Jul 02, 2020 6:54 AM
صحف

الحاضنة السياسية للحكومة تقرّ بأن الاخيرة فشلت وتميل لحكومة "وحدة وطنية"...ولكن!

يبدو انّ الوضع الحكومي بالشكل الذي يُدار به، صار ميؤوساً منه. وبحسب معلومات "الجمهورية" انّ النقاش حول مصير الحكومة لم يعد محصوراً بالصالونات السياسية المعارضة ولا في اوساط الناس فحسب، بل صار بمثابة خبز يومي في صالونات الحاضنة السياسية للحكومة.
وتكشف هذه المعلومات أنّ الكلام المتداول في صالونات الحاضنة، خرج من دائرة التحفّظ الى العلنيّة، ويعكس إقراراً صريحاً بأنّ الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً. وأبلغ أحد رموز هذه الحاضنة الى "الجمهورية" قوله "ما عاد فينا نكَمّل هيك، لديّ شعور بأنّ الحكومة تُحتَضر وكأنّها في أيامها الاخيرة".
وبحسب المعلومات فإنّ النقاش داخل الحاضنة السياسية يعكس مرارة جدية من فشل حكومتها فيما أزمة البلد تتعاظم، مَمزوجة بحال من التخبّط والارباك على كل المستويات، أولاً لفقدان الأمل نهائيّاً بالحكومة، وثانياً للصعوبة الشديدة التي تواجهها لبلورة فكرة عن بديل او خيار يمكن ان تتبنّاه الاكثريّة الحالية لوَقف النزيف الحاصل، ومسلسل الخسارات المتتالية مع حكومة حسان دياب.
وأكدت مصادر من قلب الحاضنة السياسية للحكومة لـ"الجمهورية" أنّ الخيار الأسلم لقيادة البلد في هذه المرحلة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، أي حكومة أقطاب أو ما يعادلهم لتتولى زمام الأمور".
المعارضة: فليتخبّطوا
الّا انّ هذا الخيار تعترضه مجموعة عقد، تلخّصها مصادر سياسية مسؤولة لـ"الجمهورية" بالآتي:
أولاً، يكفي لتطيير الحكومة استقالة أحد اطرافها بما يفقدها الثقة فوراً، اي انها تسقط فوراً اذا ما تم التصويت على الثقة في مجلس النواب. ولكن حتى الآن لا يوجد إجماع داخل الحاضنة السياسية حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبعض الحاضنة وتحديداً "التيار الوطني الحر"، وإن كانت لديه ملاحظات على حكومة حسان دياب، يعتبر أنّ إسقاطها هو بمثابة الانتحار السياسي، واستسلام أمام قوى المعارضة التي حدّدت هدفها من البداية بتفشيل الحكومة وعهد الرئيس ميشال عون في آن معاً.
ثانياً، حتى ولو مالَ الميزان الداخلي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، فإنّ الأوفر حظاً لترؤسها هو الرئيس سعد الحريري، الّا انّ الحريري ليس جاهزاً لترؤس أيّ حكومة في هذا الظرف الذي يحرق كلّ من يقاربه.
ثالثاً، المعارضة على اختلاف مكوناتها، ترفض المشاركة في حكومة جديدة، إذ هي تعتبر انّ مشاركتها في أي حكومة وأيّاً كان شكلها، هي إنقاذ للأكثرية الحالية من ورطتها، بل أقصى ما تريده هي ان تبقى في موقع المتفرّج على اكثرية تذوب سياسياً وجماهيرياً.
رابعاً، مع موقف الحريري وكذلك موقف المعارضة، يصبح صعباً تمرير خيار الحكومة الجديدة، إذ تخشى الأكثرية من ان يؤدي إسقاط الحكومة الى دخول البلد في فراغ حكومي مع ما قد يُرافقه من انحدار رهيب للأزمة، فحكومة حسان دياب بكامل صلاحياتها مارست منذ تشكيلها أداء يُقارب تصريف الاعمال، فكيف سيكون الحال معها لو تحوّلت فعلاً الى حكومة تصريف أعمال؟
فلتتغيّر الحكومة
الى ذلك، أقرّت مصادر نيابية ممثلة في حكومة دياب بأنّ الأمل بات مقطوعاً من هذه الحكومة، وقالت لـ"الجمهورية": يجب الاعتراف انّ الحكومة الحالية صارت تدفع الى اليأس، والشرط الاول والمنطقي لخروج لبنان من أزمته هو أن تكفّ يد الحكومة وتأتي حكومة جديدة، فالمشكلة في حكومة دياب انها مصرّة على العناد وتفتقد المبادرة ولا تتمتع حتى بالحد الأدنى من الخبرة، علماً انّ الخبرة ثمينة، ولو كانت تملكها لَما كنّا وصلنا الى ما وصلنا إليه. والمهم بالحكومة التي يفترض ان تتشكّل، هو ان تُظهر للعالم انّ "حليمة تغيّرت"، وليس أن تبقى حليمة على عادتها القديمة".
ليتنازل "الحزب"
الموقف في الجانب المعارض يتناغم مع هذا الطرح، حيث قال مصدر قيادي في المعارضة لـ"الجمهورية": حكومة دياب انتهت، والازمة على أشدها، وباتَ المطلوب بإلحاح أن يُبادر "حزب الله" الى تقديم تنازلات". وهو مطلب مؤيّد من رؤساء الحكومات السابقين. وقد عبّر عن ذلك الرئيس الحريري حينما تَوجّه، خلال لقائه وفد الهيئات الاقتصادية الاسبوع الماضي، الى "حزب الله" بالدعوة الى تقديم تضحيات من أجل لبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o