Apr 05, 2018 9:14 AM
صحف

هل يفاجئ بن سلمان لبنان بـحضوره "سادر"؟

تتّجه انظار بيروت ابتداءً من يوم غد إلى باريس التي تَستضيف مؤتمر "سادر 1" لدعم الاستثمار والاقتصاد اللبناني والذي يَجري رصد دقيق لما سيُفضي إليه من نتائج ولـ"المفاجآت" التي سرى أنه قد يشهدها ولا سيما من البوابة السعودية، وذلك بعد "ثلثاء المملكة" في لبنان الذي كرّس عودة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها وأكثر، ومعاودة احتضان الرياض لـ"بلاد الأرز" على قاعدة "التأثير الإيجابي".

وفيما كانت عمليات "التقصي" على أشدّها لأبعاد المشهدية التي ارتسمت أول من أمس مع افتتاح "جادة الملك سلمان بن عبد العزيز" عند الواجهة البحرية لبيروت وما رافقها من لقاءات بعضها حَمَلَ طابع "المصالحة" بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية” سمير جعجع واكتسب بعضها الآخر منحى سياسياً مثل الذي جَمَعَ الأخيرين بالزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط برعاية موفد الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، فإن العيون شخصت على "سدر 1" الذي ينعقد غداً وبعده من زاويتين: الأولى ما سيعود به لبنان من قروض مدعومة وطويلة الأمد لتمويل أكبر نسبة من المرحلة الأولى من البرنامج الاستثماري للبنى التحتية الذي وضعته الحكومة بتكلفة 17.2 مليار دولار (المرحلة الأولى تكلفتها 10.8 مليار دولار ستُطرح في "سادر"). والزواية الثانية ما سيعبّر عنه من دعم دولي متجدّد للبنان في ظل تَرقُّب كبير للمساهمة السعودية، خصوصاً والخليجية عموماً (تشارك أيضاً الكويت والإمارات وقطر).

وفي حين تَحضر 50 دولة ومنظمة المؤتمر الذي ستتخلّله كلمة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وأخرى للحريري والذي يُشكّل الحلقة الثانية في "ثلاثية" مؤتمرات الدعم للبنان التي بدأت منتصف الشهر الماضي من روما وتُستكمل نهاية الجاري في بروكسيل، فإن توقعات سادت في بيروت بإمكان ان يشهد "سادر 1" مفاجأة بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جانباً منه بحال كان وصل الى العاصمة الفرنسية التي يقوم بزيارةٍ لها يبدأ برنامجها الرسمي الاثنين.

ويأتي التركيز على الحضور والمساهمة السعودية في "سادر 1" على خلفية سلسلةِ إشارات الدعم التي تُطْلِقها المملكة تجاه لبنان من ضمن "المسار الجديد" الاحتوائي الذي بدأته لمرحلة أزمة استقالة الحريري وما سبقها من توتر في العلاقة مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون (وُجّهت له أول من أمس دعوة لحضور القمة العربية في السعودية منتصف الجاري) على خلفية مواقف له داعمة لـ"حزب الله" وسلاحه، وهو المسار الذي يرتكز على حفظ استقرار لبنان تحت سقف التسوية السياسية التي أنهت الفراغ الرئاسي واعتماد استراتيجية "مواجهة الصمود" بوجه "حزب الله"، الذراع الإيرانية الأبرز، ومنعه "على البارد" من "الإطباق" على مفاصل الواقع اللبناني سواء في الانتخابات النيابية المقبلة او ما بعدها.

وكان الأمير محمد بن سلمان "تلقى صورة" اللقاء الثلاثي الأول من نوعه منذ فترة طويلة الذي جَمَع الرئيس الحريري وجعجع وجنبلاط على هامش العشاء الذي أعقب تدشين جادة الملك سلمان. وفيما اجتمع الحريري وجعجع للمرة الأولى منذ استقالة رئيس الحكومة وما تركته من "ندوب" في علاقتهما بفعل "ازمة الثقة" التي رافقتها، فإن التقاء الحريري وجنبلاط جاء بدوره معبّراً في غمرة الفتور بينهما على خلفية ملف الانتخابات النيابية واستياء الزعيم الدرزي

"الراي الكويتية"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o