Apr 05, 2018 6:51 AM
صحف

"14 آذار" "راجعة" بعد الانتخابات!؟

في وقتٍ ترصد الاوساط السياسية أجواء اللقاءات التي عقدها المستشار الملكي السعودي نزار العلولا في الساعات الاخيرة، كشفَت مصادر "القوات اللبنانية" "ان الخلوة الخماسية التي عقِدت امس الاول في فندق "فينيسيا" وجَمعت الى العلولا، القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري والرئيس سعد الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط ركّزت على 3 نقاط أساسية:

-النقطة الاولى تتعلق بالانتخابات، فما كتِب فيها قد كتِب ولا يمكن العودة الى الوراء، أي ان التحالفات انجِزت، وقد يكون هذا ضمناً، رسالة سعودية في مكانٍ ما مفادها أن المملكة لا تريد التعاطي في تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية، وبالتالي لكل طرف حرية في تحالفاته السياسية، وهي لا تتدخل في هذا الشأن. لذلك، عملياً خلوةٌ من هذا النوع جاءت بعد اقفالِ كل ابواب التحالفات ولم يعد هنالك امكانية للعودة الى الوراء.

-النقطة الثانية: التواصل والتنسيق بين "القوات" و"الاشتراكي" و"المستقبل" بعد الانتخابات، لأن التنسيق على المستوى الوطني بينهم ضرورة وطنية، والمملكة التي تدعم مشروع الدولة في لبنان حريصة في الوقت نفسه على دعمِ القيادات اللبنانية التي تؤيّد هذا المشروع، وفي طليعتها الحريري وجعجع جنبلاط. وبالتالي بعد الانتخابات يومٌ آخر من أجل التنسيق في كل الملفات الوطنية، وهذا لا يعني العودة الى اصطفافات عمودية أو جامدة وإنما تنسيق طبيعي. والامر غير الطبيعي هو عدم التنسيق الذي كان قائماً منذ سنتين الى الآن.

-النقطة الثالثة: إستعراض كل ما يجري في المنطقة والتحديات القائمة والنزاع في سوريا في ظل حِرص سعودي ـ لبناني على اولوية الاستقرار في لبنان وتجنّبِ انتقال عدم الاستقرار الاقليمي الى الواقع السياسي اللبناني. وبالتالي التمسك الى الحدود القصوى بالاستقرار اللبناني، لكن التمسك بهذا الاستقرار لا يعني اطلاقاً عدم الاستمرار في المواجهة السياسية تحت عنوانين: قيام دولة فعلية في لبنان، ومواجهة الفساد وكل ما يمت الى الممارسة السياسية البعيدة عن القوانين المرعية".

"الاخبار": من جهتها، نقلت "الاخبار" عن اوساط بارزة في "تيار المستقبل"، تأكيدها ان هناك إرادة سعودية لإعادة وصل ما انقطع بين الحريري وجعجع وبين الحريري وجنبلاط وبين الأخير ورئيس القوات». وأشارت إلى أن «الجانب السعودي لم يعكس أي رغبة سعودية في عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 2009». لكنه أكد «ضرورة التنسيق والتواصل الدائم بين حلفائه»، وأبرز أمامهم طريقة إدارة ما كان يُسمّى فريقَ 8 آذار، إذ لم تعُد العلاقة بين مكوناته كما كانت في السابق، لكن هذه القوى، وبقوة دفع من حزب الله، تنسّق في ما بينها عندما يتعلق الأمر بملفات كبرى واستراتيجية.

واعتبر الجانب السعودي، بحسب الأوساط نفسها، أن «ما حصل بشأن التحالفات الانتخابية قد حصل، وبالتالي لا يُمكن تعديله، خصوصاً أن اللوائح قد أعلنت والانتخابات على الأبواب». لكن يمكن منذ الآن التفكير في مرحلة ما بعد الانتخابات. وأكدت الأوساط ذاتها أن «العلاقة بين جعجع والحريري عادت إلى ما كانت عليه»، وأن الخلوة «تخلّلها استعراض لأمور المنطقة، ولا سيما في سوريا، وقد حصل إجماع على ضرورة الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في لبنان». لكن ذلك «يجب أن يحصل تحت سقفين أساسيين: الحفاظ على السيادة اللبنانية أولاً والاستقرار الاقتصادي ثانياً».

الشرق الاوسط: بدورها، نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر، قوله "ان خلوة الفينيسيا كانت أكثر من طبيعية"، مشيرا إلى "أن الخلافات القائمة بين الحريري وجنبلاط وجعجع تفصيلية ومرتبطة بمعايير الوضع الانتخابي، وليست استراتيجية"، مؤكدا "ان الاتفاق بينهم تام وشامل في القضايا الاستراتيجية، بدءاً من سلاح "حزب الله" ودوره التخريبي في الداخل والخارج ورفض الدويلة، والوضع في سوريا والعلاقة مع العالم العربي والمجتمع الدولي"، لافتا إلى "ان تحالف "14 آذار" تداعى سياسيا، لكن بالفكر الاستراتيجي لا يزال قائماً".

وأكد صقر "ان ضخّ الدم مجددا في جسم "14 آذار" السياسي، ينسجم مع مصالح لبنان، ومع نظرة العالم العربي للبنان في ظل التغيرات الاستراتيجية في المنطقة، ومنها الملف السوري"، مشددا على "دور لبنان المحوري ان لجهة الأزمة السورية، أو لتطويق دور "حزب الله" الذي يحدث خللا في الداخل، ويُشكّل مصدر تخريب في العالم العربي".

ونفى صقر "وجود خلافات أو عمليات تخوين بين "المستقبل" و"القوات اللبنانية" حتى في ذروة التباين، معتبرا "ان هذه التسريبات المغرضة كانت تصدر عن إعلام قوى الثامن من آذار فحسب". وذكّر بأن "الرئيس الحريري قال بوضوح، أنا أتحاور مع ("حزب الله"، لأنه خصم، ولا أتحاور مع حليف استراتيجي مثل جعجع، وهو أعاد التأكيد على أن معادلة س-س (سعد - سمير) تحمي البلد، والحريري يعمل لتوسعتها، وأن يدخل إليها الرئيس ميشال عون، وهو دخلها إلى حد ما، وشاهدنا تباينات "حزب الله" مع الوزير جبران باسيل في أكثر من محطة".

كذلك، أثنى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبور، على "اهمية اللقاء الذي يعقد للمرة الأولى منذ ستة أشهر، خصوصا بين الحريري وجعجع، لكنه لفت إلى "أن الاتصالات بينهما لم تنقطع وكذلك لقاءات الموفدين من الطرفين". وأكد لـ«الشرق الأوسط»، "ان اللقاء أعاد الأمور إلى طبيعتها بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع والنائب جنبلاط، وهو أول لقاء على هذا المستوى بين القادة الثلاثة من سنتين تقريباً، حيث غاب التنسيق بينهم على مستوى القضايا الوطنية".

ولفت شارل جبّور إلى "أن اللقاء انتهى إلى حرص واضح، على إعادة بناء جسور العلاقة بين أصحاب المشروع السيادي". وقال "ان المملكة العربية لم تتدخل ولن تتدخل بموضوع الانتخابات ولا في تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية". ولفت إلى "ان تم الاتفاق بين القادة الثلاثة (الحريري - جنبلاط - جعجع)، على عودة التنسيق بعد الانتخابات في كل العناوين الكبرى، انطلاقا من نظرتهم المشتركة إلى مشروع قيام دولة القوية، ذات السيادة المطلقة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o