May 18, 2020 2:06 PM
خاص

الفصائل الفلسطينية تنسحب من "كورونا" وتلاحق تجار المخدرات
عبد الهادي: الأونروا مستمرة في تقصيرها والتنسيق مع الدولة قائم

المركزية-  في وقت لا تزال المخيمات الفلسطينية تعاني التبعات الشديدة السلبية للأزمة الوجودية التي تعاني منها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، في زمن كورونا، سجلت الفصائل الفلسطينية خطوة لافتة، باتخاذها قرار الانسحاب من لجنة الطوارئ المركزية الخاصة بمتابعة ملف كورونا، مع العلم أن المخيمات تتفرد في تسجيل ما يمكن اعتباره استقرارا في عدد الاصابات بالفيروس، مقابل الارتفاع الذي يسجله التقرير اليومي لوزارة الصحة اللبنانية.

وفي ما يخص أسباب هذا الانسحاب، أوضح ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي لـ "المركزية" أن هذا القرار مرتبط بما سماه "تقصير وكالة الأونروا" في أداء واجباتها ، مشيرا إلى "أننا رأينا أن من بداية الأزمة اللبنانية في 17 تشرين الأول الفائت، والتي استفحلت بها الكارثة الاقتصادية والمالية، وانعكست على شعبنا، خصوصا بعد تنفيذ إجراءات وزارة العمل (في إشارة إلى خطة الوزير السابق كميل أبو سليمان لضبط العمالة الأجنبية)، معطوفة على  فيروس كورونا، وأدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، سجلت الأونروا تقصيرا في واجباتها، بدليل أنها  لم تقدم أي شيء لشعبنا، ولم تطلق أي برنامج إغاثي، إضافة إلى تقصيرها على المستوى الصحي".

ولفت إلى أن "بناء على هذه المعطيات، اتخذت قوى التحالف الفلسطينية، موقفها، حيث اصدرنا بياناً رفعنا من خلاله الصوت في وجه الأونروا مطالبين بدعم برامج إغاثية لأبناء شعبنا، خصوصا أن الأزمة طويلة، ودعوناها إلى أن تلعب دورها على المستوى الصحي لتأمين مراكز الحجر والعلاج، وتقديم المعقمات وغيرها".

 

وفي مجال آخر، تحدث عبد الهادي عن الجهود المبذولة للقبض على تجار المخدرات، فشدد على أن "الفصائل مجتمعة مصرة على القضاء على ظاهرة المخدرات وتمنع استمرار نشاط المروجين والمتعاطين في المخيمات، بناء عليه سجلت مبادرة من الفصائل مجتمعة، قامت على تشكيل قوة من الفصائل داهمت أماكن وجود المروجين واعتقلت تسعة منهم، وتم تسليمهم إلى مخابرات الجيش اللبناني".

 وأشار إلى أن  ثلاثة أو أربعة من المروجين والمتعاطين الأساسيين، لا يزالون  فارين من وجه الفصائل الفلسطينية، وهم مطلوبون، مؤكدا أن سيتم اعتقالهم أينما وجدوا".

 وشدد على  "التنسيق مع الجهات اللبنانية المعنية والأحزاب وخصوصاً مخابرات الجيش اللبناني وحزب الله وحركة أمل، مشيرا إلى ان في المخيمات الأخرى (بعد القضاء على المروجين في مخيم برج البراجنة)، يجب أن يكون هناك جهد للفصائل مجتمعة مع المجتمع المدني". 

وكشف أن "في مخيم البداوي تم اعتقال وتسليم مروجي المخدرات في مرحلة سابقة، والعمل جار الآن على ملاحقة الباقين. أما  في مخيم الرشيدية وبعد الحادثة الأليمة التي حصلت منذ أيام وقتل فيها أحد شباب المخيم نتيجة اشتباك عبثي، سجلت مسيرة أمس مطالبة بإنهاء ظاهرة المخدرات، وتسليم المروجين، هذا الرأي العام الذي بدأ يتكون في المخيمات يجب أن يستفاد منه من قبل الفصائل لملاحقة مروجي المخدرات واعتقالهم وتسليمهم للدولة اللبنانية".

وفي ما يتعلق بالمطلوبين في عين الحلوة، أوضح أن "منذ فترة ليست بعيدة أطلقت حركة حماس مشروعاً لترتيب ملفات المطلوبين في مخيم عين الحلوة، مع العلم أن عددهم قل كثيراً، وقد غادر جزء منهم المخيم، والجزء الآخر تم تسليمه إلى الدولة اللبنانية عبر مخابرات الجيش والأمن العام وغيرها من الأجهزة اللبنانية، مؤكدا أن "هناك أفكارا ومقترحات في ما يخص العدد القليل الذي تبقى في المخيم، يجري العمل على بلورتها من أجل تسوية ملفاتهم وتسليمهم إلى الدولة وفق تفاهم مع الجهات الأمنية والقضائية في لبنان، حتى نصل إلى إنهاء ظاهرة المطلوبين في مخيم عين الحلوة".

وعن علاقة حماس بحركة فتح، لفت عبد الهادي إلى أن "علاقة حماس مع كل الفصائل الفلسطينية ممتازة، ونعمل بتعاون وتنسيق وتكامل في كل القضايا، مشددا على أن كل الفصائل تنضوي في إطار هيئة العمل الفلسطيني المشترك، مع العلم أن هذه الهيئة معطلة منذ فترة، ونأمل في أن يتم تفعيلها لأنها حاجة وطنية مهمة بالنسبة إلى شعبنا ، مطمئنا إلى أن العلاقة مع فتح جيدة، خصوصا أننا  متفقون على عدم نقل خلافات الداخل إلى الساحة اللبنانية". لكنه أوضح في المقابل أن  "في بعض الأحيان يسجل اختلاف في وجهات النظر لجهة مقاربة عدد من المسائل، لكن هذا لا يعني أن هناك مشكلة بين الحركتين".  

أما عن العلاقة مع الدولة اللبنانية، لفت إلى أن "علاقتنا مع الجهات اللبنانية الرسمية السياسية والأمنية مميزة لأننا نعتقد أن هناك مصلحة في ذلك، ولأننا موجودون أولاً على الأراضي اللبنانية ثم أن هناك تداخلا في مصالح الشعب الفلسطيني مع مؤسسات الدولة، إضافة إلى حرصنا على أن تقف الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها الرسمية السياسية والأمنية مع قضيتنا الفلسطينية، وقد خبرنا مواقف مشرفة لها قي هذا المجال مشددا على أن التنسيق يتم في القضايا الهامة، وخصوصاً على المستوى الأمني المتعلق بالمخيمات". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o