Apr 03, 2018 1:10 PM
صحف

"هارتس": لماذا قرر ترامب الانسحاب من سوريا؟

المركزية- أشارت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية الى أن "هناك تغيرا كبيرا ظهر في السياسة الأميركية تجاه النزاعات في الشرق، بفعل التنسيق الواضح في المواقف بين واشنطن والرياض خاصة فيما يتعلق بالحرب المستعرة في سوريا، والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".

وأضافت أن "التعامل البارد للرئيس الاميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع ما يحدث في غزة واستسلامهما للواقع في الموضوع السوري، يرسم استراتيجية أميركية – سعودية أكثر وضوحا تقضي بأن النزاعات الإقليمية يتم علاجها من قبل الدول التي تجري فيها هذه النزاعات، أما النزاعات التي فيها إمكانية كامنة لحرب عالمية، هي فقط التي ستحظى بالاهتمام وحتى بالتدخل. كما هو الحال تجاه إيران التي تعتبر بؤرة تهديد على المستوى الدولي".

ولفتت إلى أن "الرئيس الأميركي وأبقىمساعديه ووزرائه في دهشة عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستخرج قريبا جدا من سوريا، بخلاف موقف أعلنه قبل بضعة أيام وزير الدفاع جيمس ماتيس عندما قال إن "الوجود الأميركي في سوريا سيكون بلا سقف زمني". 

وتساءلت "ما الذي دفع ترامب، لإصدار هذا الإعلان؟"، مشيرة الى أن "يبدو أن المحادثات التي أجراها ترامب مع ولي العهد السعودي دفعته إلى الاعتراف النهائي بأن واشنطن ليس لديها ما تبحث عنه في سوريا، فصحيح أن محمد بن سلمان في مقابلة مع المجلة الأسبوعية "التايم" قال إن من المهم أن تبقى القوات الأميركية في سوريا، من أجل صد توسع النفوذ الإيراني فيها. ولكن في نفس المقابلة، قال إن "الأسد سيبقى في الحكم، وأنا فقط أعتقد أن مصلحة الأسد هي ألا يسمح لإيران بأن تفعل ببلاده ما تشاء".

وتابعت "بن سلمان قام بكسر كل القواعد، فالسعودية كانت الدولة العربية الأخيرة التي وقفت كسد منيع ضد إمكانية أن يواصل الأسد الحكم، ها هي تنزل من برج الحراسة، وتعترف بفشل سياستها في سوريا".
وعن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قالت "يبدو أن الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي بقيت لديهما ورقة لعب واحدة في المنطقة، هي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ويعتقدان أن "صفقة القرن" ما زالت فكرة محفوظة لترامب مثل كنز محفوظ لأصحابه. لا أحد يعرف بشكل صحيح ما الذي يحويه"، مشيرة الى أن "النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لم يعد يعتبر تهديدا دوليا، وحتى ليس تهديدا إقليميا، لذلك، فإن مصر تريد وتستطيع التعامل معه من الجانب العربي، وسيكون كافيا".

وفي ما يتعلق بتطلعات تركيا لإزالة خطر التسلح الكردي على حدودها واعتبار ذلك شأنا تركيا خالصا قال "قبل بضعة أسابيع أصبح معروفا للأكراد أن الولايات المتحدة لا تنوي مد رقبتها من أجلهم، عندما سمحت لتركيا بغزو عفرين واحتلالها. الآن لن يحصلوا على كامل المساعدات الأميركية التي تم التعهد لهم بها"، متابعة أن "تبين أن أنقرة مهمة لترامب أكثر من الأكراد، وكما هو الأمر في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أو في الحرب "المحلية" في سوريا، فإن النزاع بين الأكراد وتركيا أيضا سيدار في إطار محلي بين الطرفين وليس بواسطة الولايات المتحدة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o