May 13, 2020 2:52 PM
خاص

بين لبنان وحزب الله والمجتمع الدولي... الأم الفرنسية الحنون!

المركزية- منذ وصوله إلى قصر الاليزيه، كان خيار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واضحا في ركونه إلى خيار سياسة احتواء ايران وطموحاتها النووية التوسعية، وهو ما أخرج إلى العلن، وبكثير من الوضوح التناقض الكبير بين باريس وواشنطن، في ما يتعلق بالملف الايراني. ذلك أن في مقابل سياسة ماكرون الاحتوائية، لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصرا على المضي في المواجهة المفتوحة مع طهران، قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يريد لها أن تنتهي إلى عودته إلى البيت الأبيض.

وفي ظل هذه الصورة الدولية المعقدة، تعتبر مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" أن فرنسا قد تستمر في انتهاج سياسة الإحتواء مع طهران لا لشيء إلا لتأكيد وجودها وحضورها على الساحة الدولية، بعدما خطف الرئيس ترامب بتصريحاته وأخطائه وخطاياه السياسية الشنيعة، الأضواء من جميع نظرائه، بينهم ماكرون نفسه.

وفي السياق، تلفت المصادر عينها إلى أن التعاطي الرسمي الفرنسي مع لبنان، في الآونة الأخيرة، يظهر بوضوح أن لا توجه إلى قطع العلاقات نهائيا مع ايران وأذرعها في المنطقة. وقد عملت فرنسا على تنظيم مؤتمر لمجموعة الدعم الدولية للبنان، قبل إنجاز المؤتمرات الدولية المخصصة لمساعدته. وتنبه المصادر في هذا الاطار إلى أن هذه المبادرات الانفتاحية على لبنان أتت في وقت كان الجزء الأكبر من المجتمع الدولي يرى أن  لبنان بات محكوما من جانب حزب الله الذي نجح في ايصال المرشح الذي لطالما دعمه إلى الرئاسة، وألف حكومتين غير متوازنتين لصالح الضاحية وحلفائها... 

وتذكّر المصادر أيضا أن سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه كان من الوجوه الديبلوماسية القليلة التي أبدت نوعا من الدعم الحذر لحكومة الرئيس حسان دياب، وإن كانت لا تزال تنتظر بفارغ الصبر، كما سائر أعضاء الأسرة الدولية، الانطلاق الفعلي في مسار الاصلاحات ومكافحة الهدر والفساد لينال لبنان المساعدات الموعودة.

وفي تحليل لهذه الخيارات الفرنسية، تعتبر المصادر أن باريس ترى أن لا مصلحة لها في معاداة حزب الله، خصوصا أنها من الأعضاء الأساسيين في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، ويشغلها هم الحفاظ على صورتها كدولة قادرة على التواصل مع كل أطراف الداخل اللبناني، بدليل الكلام عن أن عددا من الديبلوماسيين الفرنسيين الذين زاروا لبنان أخيرا كانوا التقوا ممثلين عن حزب الله، كما هي الحال مع الديبلوماسي كريستوف فارنو الذي واكب من بيروت الثورة الشعبية في شهرها الثاني. 

لذلك، تختم المصادر من غير المستبعد أن تعمل فرنسا على المضي في التواصل مع حزب الله، ودعم لبنان وسلطاته الشرعية، خصوصا بعدما أعربت باريس مرارا عن استعدادها للعب دور الوسيط بين ايران والولايات المتحدة. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o