May 12, 2020 3:50 PM
خاص

ماذا في أبعاد زيارة بومبيو لإسرائيل؟
جابر: دعم الحكومة وبحث المستوطنات والتوتر مع سوريا

المركزية – استأنف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زياراته الخارجية، التي فرملها فيروس "كورونا"، بزيارة لإسرائيل. اللافت، أن هذه الزيارة تتزامن وتنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، الأمر الذي دفع إلى تأجيل الحدث إلى الغد، وسيلتقي بومبيو كلا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشريكه في الائتلاف الحكومي بيني غانتس. فما أبعاد هذه الزيارة وتوقيتها؟

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر اعتبر عبر "المركزية" أن "الزيارة تتزامن مع تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وكذلك مع التوتر السائد حالياً في المنطقة. بومبيو يريد أولاً تأكيد دعم الولايات المتحدّة الأميركية لإسرائيل وللحكومة التي ستتكشّل، وتوقيته مناسب لأن الحكومة كانت تسير على مسار صعب.

ثانياً، سيتم البحث حتماً بملف توسيع المستوطنات وضم أراض من الضفة الغربية. نتنياهو بالغ في ضم أراض من الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات التي تدعم أميركا إداراتها الحالية، لا سيما وأن أي جهة لم تصدر ردا جديا رافضا للموضوع وسط عجز فلسطيني عن ردعها. لكن، ما لا نعرفه إن كانت الإدارة الأميركية ستطلب الاستمرار في التوسّع أو وقفه.

ثالثاً، هناك كلام عن رد محتمل على العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، وإذا تكثّفت الهجمات الرد سيحصل، وفي هذه الحالة لا يمكن لأحد أن يتوقّع كيفية تدحرج كرة الثلج ومسارها، وإذا فتحت جبهة الجنوب ستنشب حرب إقليمية. لذلك، توقيت الزيارة جاء أيضاً لبحث التوتر بين الجانبين ومستقبل الغارات على سوريا، وعلى الأرجح سيوضع لها حدّ لأن أميركا غير جاهزة حالياً للانشغال في حرب تورّطها فيها اسرائيل".

وأوضح جابر أن "العدوان الإسرائيلي على سوريا كان شهرياً، وأصبح أسبوعياً ويتحوّل إلى يومي، وفي وقت تتصدى فيه الدفاعات السورية إلى حدٍّ ما، بدأت تبرز نقمة في سوريا تتساءل عن سبب عدم الرد، لذا يبدو أن هناك قرارا روسيا بتهدئة الأوضاع".

ولفت إلى أن "اسرائيل تدعي أنها تضرب أهدافاً إيرانيةً وحجتها أن "حزب الله" بات يملك صواريخ عديدة ومنها بالغ الدقة تشكل خطراً على اسرائيل. ويقول الإسرائيليون في صحيفة "The Jerusalem Post" أنه في حال تركت اسرائيل "حزب الله" على غرار ما فعلت منذ 2006 ستتنامى قدراته، وتقدّر الصحيفة عدد الصواريخ التي يملكها ما بين الـ 130 و150 ألفا، معتبرةً أن خلال أي حرب قريبة يمكن للحزب إطلاق ما بين ألف وألفي صاروخ يومياً من جنوب لبنان، لذلك ترى أنه يجب إيجاد حلّ لهذا الواقع وفي ظلّ عدم تجرّؤ اسرائيل على فتح جبهة الجنوب نظراً إلى التداعيات الكبيرة الناجمة عنها والتي يمكنها توريط المنطقة في مشاكل، تستعيض عن ذلك بضرب مراكز إيرانية تقول أنها تحضّر أسلحة دقيقة وصواريح للحزب. ولا يمكن أن أؤكّد أو أنفي هذه المعطيات. كذلك، اسرائيل تعتبر أن حزب الله في سوريا بات أقل انشغالاً في الحرب على جبهات عديدة بالتالي يحضّر ويؤسس مقاومة في الجولان المحرر لإطلاقها في الجولان المحتلّ لذلك الهدف هو حزب الله وإيران خصوصاً أن فتح جبهة الجنوب غير وارد".

وعلى خط إقليمي آخر، رأى جابر أن "كل ما يقال عن تخلّي الروس عن الرئيس السوري بشار الأسد مجرّد تكهنات خاطئة وشائعات، لأن المؤكّد ألا بديل منه في الوقت الحاضر. كذلك، ولاية الأخير تنتهي عام 2022، ومن الآن إلى حينه تبدي روسيا اهتماماً في إيجاد حلّ سلمي للمسألة السورية، وحتماً سيكون للأسد حينها حصة كبيرة في الحكم المقبل وقد لا يترشّح شخصياً لكنه يدرك أن حصته محفوظة. ولا بحث إطلاقاً لا لدى الروس ولا غيرهم في تغيير الرئيس السوري قبل 2022".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o