May 12, 2020 1:31 PM
خاص

التضامن الوزاري وداعا.. وأصداء الصراع السياسي تبلغ دوائر القرار
"حرب الاخوة" تضرب أكثر حماسة "الصندوق" للتعاون مع حكومة "حزب الله"!

المركزية- بات حلالا ومشروعا بعد مستجدات الساعات الماضية، نعي التضامن الحكومي رسميا وقراءة الفاتحة عن روحه، بضمير مرتاح. فالمواقف التي سجلت، سياسيا وماليا، على لسان اهل البيت الوزاري الواحد، أكدت بما لا يرقى اليه شك، ان الحكومة حكومات، وانها لا تتفق على ملف واحد.

والاخطر في هذا الواقع، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، هو ان الطلاق بين الاخوة في الخندق نفسه يأتي بالتزامن مع بدء صندوق النقد الدولي، مفاوضاته مع السلطات اللبنانية حول خطتها الانقاذية.

رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قالها بوضوح امس، مصوبا سهامه على التيار الوطني الحر "هم يضيعون وقت الناس بمسألة الذهاب الى الصندوق، فشروط الاخير معروفة، والتيار لا يوافق عليها". اما حزب الله، فانتقد على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، كيف ان بعضهم وافق على الخطة في مجلس الوزراء ثم عاد ليطلق النار عليها لاحقا، من دون ان ينسى التذكير بأن الحزب "حذر" في التعاطي مع الصندوق وانه لن يبصم على ما يطلبه لانه اداة "اميركية". في الموازاة، يرفع رئيس مجلس النواب نبيه بري عاليا، ومنذ اسابيع، لواء حماية المودعين واموالهم، في وقت يقوم جزء كبير من الخطة الموضوعة على مطالبة المصارف – اي المودعين في صورة غير مباشرة – بالمشاركة في تأمين مداخيل الى الخزينة من الارباح التي حققتها طوال العقود الماضية! من جانبه، يدافع رئيس مجلس الوزراء حسان دياب بشراسة عن الخطة ويرى فيها ورقة تاريخية ستضع لبنان على طريق التعافي.

فأي حكومة من هذه الحكومات سيفاوض الصندوق؟! وهل تضمن الحكومة ان تصمد خطتها بعد وضعها على مشرحة مجلس النواب الذي يستعد لنسف أسس مهمة من هيكلها، خاصة في ظل جو تصفية الحسابات السياسية، المفتوح على مصراعيه، حتى بين الحلفاء؟!

في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، السلطة التي يفترض بها قيادة السفينة الى بر الامان، يتقاتل اهلُها داخل قمرة القيادة. وهذا الصراع السياسي – القضائي - الرئاسي، وفق المصادر، لن تبقى اصداؤه محصورة في الافق اللبناني، بل وصلت طبعا، الى دوائر القرار العالمي وعواصمه، التي باشرت التفاوض ماليا مع بيروت عبر "الصندوق". وبحسب المصادر، المشاورات التقنية اليوم ستتأثر بلا شك بالمستجدات السياسية. والحال انه كما حزب الله حذر في التعاطي مع الصندوق، المانحون بدورهم غير متحمسين للتعاون مع حكومة حزب الله. فكم بالحري، التعاون مع حكومة حزب الله المنقسمة على ذاتها والتي يتراشق سكانها التهم بالفساد والسرقة والكذب؟!

حكومة مواجهة التحديات لم تعرف كيف تصون "الانجاز" الذي حققته في وجه كورونا، وعلى الارجح، ينوي عرابوها قبل خصومها، من حيث يدرون او لا، تحميلها مسؤولية انهيار لبنان اقتصاديا وماليا، والتضحية باللبنانيين الجائعين، على مذبح حساباتهم السياسية الفئوية والشخصية الضيقة.. الا اذا استفاقت ضمائرهم فجأة... لنصلّ على هذه النية، تختم المصادر!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o