اجتماع بعبدا فكرة جيدة بإخراج سيء...ماذا بعد؟
اولويات التنمية واجراءات مكافحة الغلاء في السراي
خطر كورونا من الوافدين يرتفع ودفعة تعيينات قريبا
المركزية- على وقع اجتماع بعبدا وتباين تطلعات المشاركين فيه كما من قاطعه، بين التعويمي الباحث عن غطاء والشخصي المتطلع الى منصب والاناني الرافض تداول السلطة، وقلة باحثة عن مصلحة وطنية لم تعد مدرجة في حسابات معظم القيمين على شؤون البلاد، يمضي المشهد السياسي العام. الفكرة في حد ذاتها ايجابية ، لو ان ظروفها الحقيقية متوافرة، لكن اخراجها السيء نزع عنها الصفة التي ارادها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كـ" لقاء وطني جامع" يعكس للخارج المطلوبة مساعداته بإلحاح صورة الوحدة والالتفاف حول الوطن في لحظة نزاعه، علّه يستعيد الحياة.
وبعد، ما الذي قدمه لقاء بعبدا في مسار انقاذ الوطن؟ وهل يمكن لعاقل ان يقتنع بجدوى خطة اصلاحية لم تقنع معديها انفسهم، وقد رجمها اهل البيت قبل المعارضين، وفُتحت في وجهها كل انواع الجبهات والقنص السياسي المحلي والخارجي، والاصلاحات الجوهرية المطلوبة بإلحاح والتي تشكل المعبر لاستعادة الثقة لم يبصر اي منها النور ؟
وبعد بعبدا امس، ورش اقتصادية - اجتماعية اليوم لمحاولة ترقيع الثقوب قبل انفجار الشارع مجددا، لكن هي الاخرى غير متوافرة الحظوظ في غياب المعالجات الحقيقية، فالى اين يتجه الوطن؟
إجماع وطني؟: بعيد لقاء بعبدا، رأس رئيس الحكومة حسان دياب مساء امس في السراي، إجتماعا للبحث في أولويّات التنمية التي تعتزم الحكومة العمل عليها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، حضره نائبته وزيرة الدفاع زينة عكر ووزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، وسفراء عدد من الدول منها الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، سويسرا مونيكا كيرغوز، فرنسا برونو فوشيه (..) واكد دياب في المناسبة "العمل على دعم اللبنانيين واطلاق الدورة الإقتصادية والقطاعات الإقتصادية وتحديد الأولويات مشددا على انه لم يسبق للبنان ان واجه كما من الأزمات كما هو اليوم، ولا توجد دولة في العالم واجهت هذا الكم من الأزمات عند تقديمها طلبا للمساعدة من صندوق النقد الدولي".
شينكر: من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر ان "لبنان يواجه تحديات كبيرة وواقع أن الحكومة استطاعت المضي قدمًا وقدمت طلب المساعدة لصندوق النقد هو خطوة إيجابية لكن العبرة بالتطبيق". وتابع في حديث لـال بي سي آي ردا على سؤال عن الاجراءات التي ستراقبها واشنطن لدعم خطة الحكومة وطلب المساعدة، "ما نبحث عنه هو نوع الإصلاحات الهيكلية التي ستغير الطبيعة الأساسية لكيفية عمل الاقتصاد اللبناني".
الغلاء في السراي: على صعيد اقتصادي آخر، التأم مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب قبل الظهر في السراي، في جلسة مخصصة لمناقشة الوضعين المعيشي والاجتماعي وبحث ملف غلاء الأسعار والاحتكار في الأسواق. وأكد رئيس الحكومة في مستهل الجلسة أن "من واجب الحكومة مجتمعة مؤازرة وزارة الاقتصاد في معالجة غلاء الأسعار". وقبيل الجلسة أكد وزير الصناعة عماد حب الله أنه سيتم اتخاذ اجراءات لمكافحة الغلاء من دون قطع أرزاق الناس. أما وزير العدل ماري كلود نجم فقالت:" وزارة العدل تتابع الشكاوى المقدمة من وزارة الاقتصاد وطلبنا البت بها سريعا".
الاموال المنهوبة: ماليا، أعلن رئيس لجنة المال والموانة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع اللجنة الفرعية المنبثقة من اللجان النيابية المشتركة لمتابعة درس اقتراحي القانون المتعلقين باسترداد الاموال المنهوبة في سياق الجلسات التي تعقدها لاقرار "منطومة قوانين مكافحة الفساد"، اننا "اجرينا قراءة اولية للقانون المتعلق بالاموال المتأتية عن الفساد وعرضت علينا صيغة مشتركة دمجت فيها الاقتراحات المقدمة"، موضحاً أن "المصطلح المتعارف عليه عالميا هو استعادة الاموال المتأتية عن الفساد وعرضنا سبل الاسترداد المحلي والخارجي".ولفت كنعان الى انه جرى الحديث عن صندوق وطني لادارة الاموال المستعادة وهناك اقتراحات عدة مطروحة حوله ليتحول الى مؤسسة عامة، وتحدث عن ان مشروع شبكة الامان بقيمة 1200 مليار الذي اعدته الحكومة ولم يقر في الجلسة التشريعية الاخيرة احيل الى لجنة المال والموازنة وسنبحثه الاسبوع المقبل. واعتبر أن التعاون بين السلطتين التشريعية والتتفيدية مطلوب كي لا نقوم بالعمل مرتين بالاقتراحات ولا يكون هناك ازدواجية في ما يطرح.
التعيينات: وفي حين غابت التعيينات عن جلسة الحكومة اليوم، أكدت مصادر حكومية ان يتم إعداد دفعة من التعيينات في مواقع لا تحتاج الى آلية، لافتة الى أن محافظ بيروت زياد شبيب انتهت فترة انتدابه للإدارة والتجديد له غير وارد لمخالفة هذا الأمر القانون. وأشارت المصادر الى أن التعيين في رئاسة مجلس الخدمة المدنية كما في كل مجالس الإدارات لا يحتاج الى آلية التعيينات.
بين اليازجي ودياب: وليس بعيدا، زار نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ووزيرة الدفاع زينة عكر عين التينة اليوم. واذ قال الفرزلي "همّ الرئيس نبيه بري هو الحفاظ على ودائع اللبنانيين وهذا ما نريده"، تلقى دياب اليوم اتصالا من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، أكد فيه دعمه رئيس الحكومة في توجهاته الوطنية والإجراءات التي تتخذها الحكومة. وأكد البطريرك تأييد التوجهات التي يعتمدها الرئيس دياب بالنسبة لمعايير الكفاءة والنزاهة في التعيينات الإدارية، منوها بـ"البعد الوطني الذي يلتزمه". ولاحقا،أعلنت البطريركية في بيان، "ان البطريرك يازجي اتصل برئيس الحكومة اللبنانية الدكتور حسان دياب، وشدد على أهمية احترام مواقع الطائفة الأرثوذكسية في التعيينات وتعويض الظلم الذي لحق بها خلال التعيينات السابقة. كما تشاور معه في شأن الجهود التي تقوم بها الحكومة لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية الخانقة، وفي ما يتعلق بالخطوات التي تتبعها الحكومة والمتعلقة باعتماد معايير الكفاءة في التعيينات الأدارية. وشدد البطريرك على أن الكنيسة تقف دائما على مسافة واحدة من كل أبنائها".
الرؤساء السابقون: وسط هذه الاجواء، اجتمع رؤساء الحكومات السابقون في بيت الوسط بعد الظهر على ان يصدروا بيانا يتطرقون فيه الى التطورات كلها، في وقت ستكون ايضا للرئيس سعد الحريري كلمة ايضا.
7 ايار: وفي ذكرى 7 ايار، غرّد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري عبر "تويتر" "في مثل هذا اليوم قبل ١٢ عاماً اجتاحت بيروت ومناطق في الجبل هجمة ميليشياوية مسلّحة لا تغيب عن ذاكرة اللبنانيين". اضاف "تحية للشهداء الذين سقطوا بالسلاح غير الشرعي ولأبناء بيروت الأوفياء خط الدفاع الاول عن الدولة والعيش المشترك".
ارتفاع لافت: صحيا، ارتفاع لافت سجله عداد كورونا مجددا. فقد اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 33 إصابة في صفوف الوافدين خلال الـ24 ساعة الأخيرة فيما سجلت إصابة واحدة في صفوف المقيمين، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 784.
رفض دمشق: وليس بعيدا، أفيد ان السلطات السورية عند معبر جديدة يابوس رفضت خروج مواطنين سعوديين باتجاه لبنان بحجة عدم مخاطبة الخارجية السعودية نظيرتها السورية حول هذا الملف. في الموازاة، اكتملت التحضيرات على معبر المصنع لاستقبال الدفعة الثانية من اللبنانيين الآتين من سوريا، في حين تردد ان الوافدين مواطنين أجانب من الجنسية الأميركية والسعودية.
الكاظمي يشكل: اقليميا، وبعد جمود دام عدة اشهر، وافق البرلمان العراقي على التشكيلة الوزارية التي قدّمها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي أدى اليمين الدستورية في حضور 255 نائبا. وقال الكاظمي في كلمة أمام النواب، "ان الحكومة الجديدة هي حكومة حل وليست حكومة أزمات"، مؤكداً رفض استخدام العراق ساحة للاعتداءات". كما شدد على "ضرورة حصر السلاح بيد الدولة والقوات المسلّحة وبأمر القائد العام".من جهة أخرى، كشف الكاظمي "أن حكومته تنوي التحضير لإجراء انتخابات مبكرة ونزيهة، وتعهد بمحاربة فيروس كورونا المستجد في البلاد". وكشف أيضا "أن الحكومة بصدد إقامة علاقات الأخوَّة والتعاون مع الأشقاء العرب والجيران والمجتمع الدولي".