May 07, 2020 4:18 PM
خاص

القوات خرقت مقاطعة المعارضة وبعض الموالاة لاجتماع بعبدا
دوافع وابعاد وطنية بعيدا من الحساسيات والمصالح الفئوية

المركزية- خلافا لكل زملائها في المعارضة، لم تجد معراب سببا وجيها لمقاطعة اجتماع بعبدا امس، وإن كانت ترى مشروعية في بعض التساؤلات التي طرحها المقاطعون واسباباهم الموجبة للغياب على غرار جدوى المشاركة بعد اقرار الخطة. تشاورت مع الحلفاء الاستراتيجيين،وتريثت في اتخاذ القرار بعدما اشبعته درساً وتمحيصاً. ولأن لكل طرف حق التعبير عن رأيه وتحديد خياره انطلاقا من تقييمه السياسي للحظة اتخذ رئيس الحزب قراره وابقاه طي الكتمان حتى اللحظات الاخيرة، وهو اسلوب لطالما اعتمده في استحقاقات مماثلة.

في معرض تفنيدها لابعاد المشاركة القواتية تقول اوساط معراب لـ" المركزية" ان الحزب دأب على المشاركة في كل الاجتماعات التي تدعو اليها رئاسة الجمهورية متخطيا بعض الملاحظات الشكلية، ولم يجد هذه المرة اي اعتبار يحول دون ذلك. فالهدف الاساس التعبير عن الموقف من داخل المؤسسات الدستورية وامام رؤساء الدولة والقادة السياسيين وتسجيل موقف للتاريخ . في 2 ايلول الفائت وبعد مواقف نارية اطلقها قبل ساعات رئيس الحزب في ذكرى شهداء القوات من معراب، توجه الى قصر بعبدا وشارك في الاجتماع الاقتصادي وقدم ملاحظاته، محذرا من الانهيار اذا لم يتم تشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين، وفي الامس شارك جعجع ايضا وقدم ملاحظات وسجل الموقف ليس بتغريدة او بتصريح بل من داخل ارفع مؤسسات الدولة قافزا فوق كل التحفظات المتصلة بنوعية المشاركين حيث كان المعارض الوحيد على الطاولة، وابلغ من يعنيهم الامر بأن الاجراءات المذكورة في ورقة الملاحظات كفيلة بالانقاذ وعدم الاخذ بها سيحمل المسؤولين في الدولة تبعات الانهيار.

وتضيف: كما اكدت القوات سابقا انها تتعاطى مع الحكومة على قاعدة الثناء حيث تصيب والتحذير حيث تخفق، لا يمكن لمنطقها هذا الا ان ينسحب على رئاسة الجمهورية. فالتعاطي لا يمكن ان يتم على قاعدة الاستنسابية والشخصانية بل من منطلق سياسي وطني بامتياز. فالحضور امس لم يكن لا للإشادة بالخطة ولا للتصفيق لمن اعدها واقرها، بل لايصال الصوت والتحذير وهذا واجب وطني في مرحلة بالغة الخطورة كالتي تمر بها البلاد. وسألت الأوساط: في غياب اي جبهة معارضة لعدم الاتفاق على المشروع المتكامل حول كيفية انقاذ الدولة، ما الجدوى من المقاطعة اذا تحولت الى المستوى الوطني وهل من المصلحة فتح مزيد من الملفات الخلافية في ظروف مشابهة؟ ثم ما البديل من العهد والحكومة فيما لو تقرر تغييرهما؟ من وماذا والى اين ؟ هل ان المعارضة لمجرد المعارضة او لحسابات على قاعدة "قوم تا اقعد محلك" هي الحل؟

في غياب اي موقف منسق للمعارضة لم تجد معراب الجدوى سوى في المشاركة، توضح الاوساط، لان الازمة المالية اكبر من الكل وتتهدد الوطن باكمله في لحظات مصيرية وتوجب القفز فوق تسجيل نقاط سياسية.

واعتبرت ان المواقف التي اطلقها جعجع من بعبدا المتصلة بسيادة الدولة على ارضها وسيادة المواطن لجهة الحفاظ على حقوقه والخطوات العملية الواجب تنفيذها بعيدا من التنظير والخطابات الممجوجة تشكل خريطة طريق انقاذية. هي رسالة ابلغها "الحكيم" لرؤساء الدولة وكل مسؤول في السلطة السياسية فإذا اخذوا بها امر مستحسن، واذا لم يأخذوا، فسيتحملون حكما تبعات ما يقترفون امام الله والشعب والتاريخ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o