May 05, 2020 5:37 PM
خاص

بانوراما لقاء بعبدا: المعارضة تغيب والموالاة بنصاب مجتزأ؟

المركزية- يواصل قصر بعبدا استعداداته الأخيرة لاستضافة رؤساء الكتل والأحزاب غدا في إطار طاولة حوارية تهدف إلى شرح تفاصيل الخطة الانقاذية "التاريخية"، على حد توصيف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام القوى السياسية بعدما أقرتها الحكومة بالاجماع في جلسة عقدتها في القصر الجمهوري الخميس الفائت.

على أن اللقاء الذي أراده الرئيس عون جامعا، وفرصة لتأكيد تمسكه بشعاره الأبوي "بي الكل" ما لبث أن اصطدم بتصفية الحسابات السياسية القريبة والبعيدة المدى مع العهد وأركانه وحلفائه، فطعنت المبادرة الرئاسية في الصميم، بغياب القوى المعارضة عن اللقاء، ما ينزع عنه الصفة الجامعة. بدليل أن كتلة المستقبل الماضية في نهج تأكيد انتهاء صلاحية التسوية الرئاسية وزمن المهادنة في مواجهة العهد وحزب الله، بادرت إلى إعلان مقاطعة اللقاء، معربة عن شكوكها في الأهداف الحقيقية الكامنة خلف عقده بعد إقرار الخطة، وليس قبله. على أن الأهم يكمن في أن قرار المقاطعة الزرقاء هذه يأتي في سياق كباش الصلاحيات بين بعبدا وبيت الوسط، الذي يتهم الرئيس عون بالسعي إلى تحويل النظام السياسي رئاسيا، وتخطي صلاحيات مجلس النواب، مع العلم أن الرئيس سعد الحريري نفسه كان شارك في جلستين حواريتين عقدتا في بعبدا بصفته رئيسا للحكومة.

على أن المستقبل لن يكون المعارض الوحيد الغائب عن طاولة الغد. بل إن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لن يحضر أيضا، لأسباب صحية. وإذا كان هذا القرار قد فاجأ بعض الأوساط السياسية في ضوء الاجواء الايجابية التي دأبت المختارة وبعبدا على ضخها أمس بعيد لقاء عون وجنبلاط لأول مرة منذ غدائهما الأخير في بيت الدين بعيد حادثة قبرشمون الشهيرة، فإن الغياب الشخصي لن يمنع الزعيم الدرزي من إبداء ملاحظاته على الخطة، وهو سيرسلها إلى رئيس الجمهورية، بعد تعذر ايفاد ممثلين عن أقطاب الصف الأول، على اعتبار أن الدعوات موجهة إليهم شخصية.

وعلى مقلب المعارضة أيضا، تشخص الأنظار بقوة إلى الصيفي ومعراب لمعرفة الموقفين الكتائبي والقواتي من اجتماع بعبدا، خصوصا أن الطرفين أبديا تحفظا على توقيت عقد الاجتماع، على اعتبار أن هذا النوع من اللقاءات، وحرصا على نجاحه، كان من المفترض أن يتم قبل أقرار الخطة للأخذ بملاحظات الجميع في شأنها، بدلا من الاكتفاء بشرح يمكن أن يقدمه مستشارون ولا يحتاج جمعة وطنية شاملة. وفي انتظار أن يحسم الحزبان موقفهما، علم أن المكتب السياسي الكتائبي فوض رئيس الحزب النائب سامي الجميل اتخاذ القرار المناسب، لجهة المشاركة أو عدمها، بالنظر إلى تموضع الحزب المعارض في المشهد السياسي.

كذلك، تتريث القوات في اتخاذ الموقف النهائي لجهة حضور رئيس الحزب سمير جعجع أو عدمه، نظرا إلى العلاقات المقطوعة بين القوات وثنائي العهد- التيار الوطني الحر، مع العلم أن القوات كانت قد شاركت في لقائين حواريين في بعبدا، ممثلة برئيس القوات شخصيا ورصدت الكاميرات مصافحتيه مع كل من رئيس الجمهورية وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية، الذي أتم مصالحة تاريخية مع القوات، فيما علاقاته مقطوعة تماما مع التيار الوطني الحر والرئيس عون.وحتى ساعات المساء كانت معراب لم تحسم خيارها بحسب ما ابلغت اوساطها "المركزية".

تبعا لهذه المعادلة، تكثر التساؤلات حول مشاركة فرنجية في اللقاء، في وقت تحدثت معلومات عن احتمال ايفاد فرنجية نجله النائب طوني فرنجية إلى الحوار الموسع، علم أن القرار النهائي لم يتخذ بعد في انتظار الساعات المقبلة، في ظل رفض الرئاسة مشاركة "ممثلين" عن المدعوين، ما يدفع الى ترجيح كفة عدم المشاركة. والسبب عينه دفع الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس كتلة الوسط المستقل، إلى اتخاذ قرار عدم المشاركة في الطاولة، بعدما كان من المفترض أن يمثله النائب نقولا نحاس. وقد أصدر ميقاتي اليوم بيانا هاجم فيه الخطة معتبرا أن حكومة دياب لن تستطيع تنفيذها.

وفي مقابل تردد المعارضين هذا، حسمت بعض القوى الموالية قرارها في الحضور، حيث أن الرئيس نبيه بري سيحضر ما يعني أنه يمثل حركة أمل، فيما يحضر حزب الله بشخص رئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد، ممثله التقليدي في الطاولات الحوارية. كذلك يشارك التيار الوطني الحر، الراعي الأول للعهد، في اللقاء، بشخص النائب جبران باسيل، فيما أوكلت المهمة عينها إلى الأمين العام لحزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان. إشارة إلى أن النائب فيصل كرامي سيمثل اللقاء التشاوري السني.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o