May 05, 2020 1:37 PM
خاص

ليونة ومرونة في خطاب نصرالله.. لإسعاف حكومة "اللون الواحد" دوليا!
تطمينات للغرب والعرب في موقفه من المصارف: اهل الحكم يشعرون بالسخن

المركزية- يشعر العهد وحكومته بالسخن. الامر واضح ولا يحتاج الى كثير عناء لتبيانه، خاصة اذا ما نظرنا الى المستجدات السياسية اللافتة التي سُجّلت على الساحة المحلية في الساعات الماضية. لن نتوقّف طويلا عند الدعوة التي قرر قصر بعبدا توجيهها الى رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط لزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس بالذات، بعد اسابيع من التصعيد المتبادل بين الجانبين، بما تحملها من مؤشرات على كون الفريق الحاكم بات يحتاج الى دعم حتى من الدّ الخصوم، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". بل سنسبر أغوار خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لان فيه أسطع الادلة الى "الخنقة" التي يشعر بها اهل الحكم اليوم.

بهدوء ومرونة قلّ نظيرهما، تحدث نصرالله. مدّ اليد الى الجميع طالبا منهم تأمين الدعم الوطني الكامل للخطة الاقتصادية التي اقرتها حكومة "مواجهة التحديات". وغداة اعلان الرئيس عون ورئيس الحكومة حسان دياب ان الخطة باتت امرا واقعا حقيقيا وانجازا تاريخيا طال انتظاره، بدا نصرالله على موجة أخرى، اذ اكد ان الورقة غير منزلة، وانّ اذا كانت للقوى السياسية ملاحظات، فيمكن الاخذ بها وادخالها الى قلب البرنامج، في موقف ليّن يريد منه استمالة الاطراف المعارضة نحو المشاركة في اجتماع بعبدا غدا، وقد تساءلت الاخيرة عن المغزى منه بعد ان "كتب ما كتب". بحسب المصادر، هذه النبرة التصالحية تعكس إدراك حزب الله لواقع ان صورة حكومته ذات اللون الواحد، ليست "بيّيعة" غربا ولا على الساحة الدولية ولا تسعفها على نيل ثقة المانحين، بل هي جلابة لـ"الكوارث" المالية والاقتصادية ، وبالتالي لمساعدتها في ما هي في صدده اليوم، اي طلب الاستعانة من صندوق النقد ذات "العصب" الاميركي – الاوروبي – الخليجي، لا بد من محاولة إظهارها كحكومة "منفتحة" على الفريق الآخر في البلد، الفريق غير المصنّف ارهابيا على اللوائح الغربية! واذا كان حزب الله حاول القول امس ان موقفه من شروط "الصندوق" سيحدد بعد درسها في حينه، رافضا "الاستسلام" له، فإن ذلك لم يمح حقيقة ان تبدلا "دراماتيكيا" طرأ على موقف الحزب الذي كان يعتبر "الصندوق"، حتى الامس القريب "الشيطان الاكبر". أما التبدل الاكبر، فكان في موقفه من مصرف لبنان وحاكمه. فبعد ان كان رفع السقف ضده الى الحدود القصوى، وقد أفيد انه أبلغ الرئيس نبيه بري منذ ايام انه لم يعد يحبّذ بقاء رياض سلامة في موقعه، وغداة تحريك شارعه ضد "المركزي" في الحمرا حيث ردد مناصروه "شيعة شيعة"...نفى نصرالله كل هذه المعطيات أمس، حتى انه ذهب ابعد وأكد انه لا يريد وضع يد الحزب على القرار الاقتصادي في البلاد ولا على الحاكمية، وان جلّ ما يطلبه هو حماية اموال المودعين والا تكون المصارف ملكية اكثر من الملك في تطبيق العقوبات الاميركية.

هذه الانعطافة التي تضاهي انعطافات جنبلاط السياسية، بحسب المصادر، يريد من خلالها نصرالله، بعث رسالة الى الداخل والخارج، يطمئنهم فيها الى ان الحزب، صحيح يمسك بالحكومة، الا انه ليس في صدد وضع اليد على الدولة اللبنانية، في موقف من شأنه ايضا تسهيل مسار المفاوضات بين حكومته وصندوق النقد.

على اي حال، نصرالله قالها امس بالفم الملآن "لا نريد ولا يمكن ان نمسك بالقرار المصرفي لاننا فريق عليه عقوبات، ما يعني ان اذا فعلنا سنعرّض الشعب اللبناني كلّه للضرر".. فهل ستكفي الاستفاقة المتأخرة على هذه الحقيقة، لفكّ عزلة بيروت عربيا ودوليا؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب، لكن الاكيد ان لا مفر من نأي بالنفس ومن اصلاحات حقيقية...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o