Apr 29, 2020 3:04 PM
خاص

ماذا وراء استهداف مقر جهاز المخابرات في العراق؟
رسالة من الحشد الى الكاظمي بعدم المس بحيثية الفياض

المركزية – بعد تفجير انتحاريين نفسيهما أمام مبنى مقر جهاز المخابرات التابع لوزارة الداخلية في محافظة كركوك 250 كم شمال بغداد، ارتسمت علامات استفهام كثيرة حول سبب استهداف هذا المقر بالذات، في وقت يسعى مصطفى الكاظمي مدير المخابرات إلى تشكيل الحكومة العراقية؟  

فالرئيس برهم صالح كلّف الكاظمي استناداً الى موافقة القوى السياسية بما فيها الكتل الشيعية المحسوبة على ايران، بعد اجتماعها مع قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني. كما حظي تكليف الكاظمي بارتياح داخلي وخارجي. فقد اعلن المرجعية الشيعية علي السيستاني تأييده له وانه مع الغاء جميع الميليشيات وانضوائها تحت الادارة المركزية اي الجيش فلا سلاح خارج الشرعية داعياً إلى استعادة العراق سيادته الكاملة.

مصادر عربية مطلعة أفادت"المركزية" أن كل ذلك يجري في وقت تمارس فيه ايران ضغطاً على العراق لفتح حدوده أمامها، في ظل رفض عراقي لأن فتح الحدود يهدد الامن القومي نتيجة تفشي وباء كورونا وانتشاره الواسع في ايران. وامام هذا الواقع تستمر ايران في المطالبة بخروج القوات الاميركية وبتقليص نفوذ واشنطن في العراق، وسط معلومات عن عودة داعش وتنفيذها عمليات عسكرية ما حمل العراق على الاستعانة بالجانب الاميركي والتحالف لانهاء هذه الحالة.

وأشارت المصادر إلى أن التفجير الذي استهدف مركز المخابرات تقف وراءه جهات متضررة من تشكيل الكاظمي الحكومة إضافة الى الحشد الشعبي الذي يعترض على قرار تنحية فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي. واعتبرت ان الانفجار رسالة من الحشد الى الكاظمي بعدم المس بحيثية الحشد والفياض، وسط معلومات تتحدث عن تفكك الحشد الشعبي الى "حشدين" وربما أكثر، ما قد يؤدي الى تفككه وذوبانه، ويواجه تحديات مع صعوبة ملء الفراغ الذي تركه اغتيال رئيسه أبو المهدي المهندس.

وبحسب المصادر، تعترض الكاظمي عقبات كبيرة أمام تشكيل الحكومة منها داخلية كالتظاهرات المستمرة والمطالبة بوضع حد للفساد وإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل نظام سياسي جديد يمكن ان يوفر فرص عمل وينهي سوء الادارة التي دامت سنوات، بالاضافة الى الازمة الداخلية جراء تفشي فيروس "كورونا"، التي أدت إلى انعدام دخل عدد كبير من العراقيين جراء حظر التجوال، فإن العراق يعاني من أزمة اقتصادية جراء هبوط أسعار النفط؛ وهذا يعني أن ميزانية الدولة ستعاني نقصاً بمليارات الدولارات، ما يحد من قدرتها على تمويل المشاريع لتحسين مستويات المعيشة والخدمات، ومنها خارجية حيث ان العراق لا يزال ساحة معركة بين الولايات المتحدة وإيران.

وتلفت المصادر إلى أن الكاظمي عند قبوله منصب رئيس الوزراء المكلف، تخلّى عن رئاسة جهاز المخابرات وهو أحد أقوى المناصب في العراق. وفي حال فشل في تشكيل الحكومة، فإن عودته إلى جهاز المخابرات ستكون في غاية الصعوبة. وتقول مصادر قريبة من الكاظمي "هذا قد يسمح لإيران بمحاولة فرض أحد حلفائها في هذا المنصب وبالتالي وضع الجهاز تحت سيطرتها"، الامر الذي يحمل أيضاً مخاطر للولايات المتحدة في العراق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o