Apr 24, 2020 1:25 PM
خاص

إسقاط التسوية بإبعاد الحريري عن السلطة:
خطة لإحكام السيطرة على ما تبقى من مفاصل الدولة

المركزية- أبعد من إسقاط التسوية السياسية التي كان تفاهم "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" سيبتها الاساسية، مخطط محبوك جيداً يبدأ بإخراج الرئيس سعد الحريري من السراي الحكومي وإضعافه سياسياً ولا ينتهي بوضع اليد على البلد بشكل كامل تنفيذاً لأجندات إقليمية.

هذا المخطط الذي رُسمت معالمه من الانتخابات الرئاسية بإيصال العماد ميشال عون الى قصر بعبدا لا يُمكن ان تكتمل فصوله الا بإخراج الرئيس الحريري وما يُمثّله من خط سياسي معارض من المسرح السياسي وإن كان وجوده على رأس السلطة الثالثة ضرورة في البداية من أجل نجاح المخطط وتثبيته.    

ورأى أصحاب هذا المخطط وجود الحريري في السراي عائقاً كبيراً لتنفيذ مشروعهم السياسي، فأعدوا العدّة لإخراجه من بوّابة إسقاط التسوية السياسية القائمة على معادلة "عون في بعبدا والحريري في السراي" ليخلو لهم الجو لاستكمال السيطرة على مراكز القرار في البلد.

ولم يكتفِ هؤلاء بضرب التوازن السياسي بتجاوز سقوط التسوية السياسية إنما ذهبوا نحو تحميل "الحريرية السياسية" مسؤولية إيصال البلاد الى هذه الوضعية السيّئة اقتصادياً ومالياً وسياسياً على حدّ قول أوساط سياسية معارضة لـ"المركزية". فبرأيهم الاوضاع المُزرية التي وصل إليها البلد هي نتاج تلك السياسات الممتدة لثلاثين عاماً، من هنا كان لا بد من إقصاء الرئيس الحريري من السراي كَونه يُمثّل "الحريرية السياسية" كمقدّمة لإعادة قطار البلد الى السكّة الصحيحة ووضع حدّ للهدر والفساد والإدارة السيّئة".

ومن اجل تبرير إقصاء الحريري عن السلطة، دأبت الاوساط العونية على تحميل "التيار الازرق" ورئيسه مسؤولية الهدر والانفاق غير المجدية بحسب الاوساط المعارضة، وارتفاع نسبة العجز من دون ان تبادر الحكومات المتعاقبة للحريري الى وضع خطة انقاذية تبدأ في تصفير نسبة العجز في الموازنة، وهو ما جسّده كتاب "الإبراء المستحيل" الموقّع من "التيار البرتقالي" وإن كان وُضع في الادراج إبّان "شهر عسل" التسوية الرئاسية.

وعلى أهمية محاسبة "كلن يعني كلن" وعدم تحميل فريق معيّن أو شخص محدد مسؤولية ما وصلت اليه البلاد وجعله "كبش فداء" لما اقترفته أياديهم، ردّت اوساط سياسية قريبة من "المستقبل" عبر "المركزية" على الادّعاءات "البرتقالية" بالقول "ان سياسة العهد وخياراته الخارجية وانحيازه كلّياً الى جانب المحور الايراني هي سبب الازمة وليس أي شيء أخر. فهو رفع شعار الاصلاح والتغيير والمحاسبة وحتى اليوم لم يُبادر الى ايجاد حل جذري لأزمة الكهرباء التي كبّدت لبنان 47 مليار دولار دين اي 45% من نسبة الدين العام وهو يتولّى إدارتها منذ العام 2008 وحتى اليوم".

وأضافت "لكن يبدو ان ملف الكهرباء خط احمر ممنوعة مقاربته وانه سيبقى بعهدتهم وسيعملون على معالجته رغم محاولات العرقلة كما يدّعون من دون ان يوضحوا الخطة والالية وحتى من دون الكشف إسمياً عن المعرقلين والذين "ما خلونا نشتغل".

وفي معرض "إنتقادها" لسياسات العهد التي أوصلت البلد الى ما هو عليه، تطرّقت الاوساط السياسية القريبة من "المستقبل" الى أزمة الدولار الذي يُحلّق عالياً من دون أي ضوابط، فأعادت الى العام 2016 عندما وصل العماد عون الى سدّة الرئاسة حيث كانت العملة الخضراء ثابتة عند السعر الرسمي 1507 مقابل الليرة وتجاوز النمو نسبة 10%، لكن في النصف الثاني من الولاية الرئاسية بدأت الامور تتراجع نحو الأسوأ، إذ قفز الدولار الى 3600 والنمو دون الصفر. لماذا؟ لان العهد يخسر الدعائم التي استند إليها للوصول الى قصر بعبدا منها سقوط التسوية السياسية وتوتّر علاقاته بمعظم القوى السياسية باستثناء حزب الله، فضلاً عن تأزّم علاقاته بالدول العربية، تحديداً الخليجية والدول الغربية. فكيف يُمكنه ان يُكمل من دونها؟ تختم الاوساط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o