Apr 23, 2020 1:53 PM
خاص

هل يُطيح الكباش الروسي-الايراني الاسد؟

المركزية- لم يعد سرّاً الصراع الروسي- الايراني على حصد أكبر قدر ممكن من النفوذ داخل سوريا والذي يشتد عوده مع كل تحوّل يشهده ميدان المعارك، حتى بات ما يحدث أشبه بـ"حرب باردة" بين الطرفين.

ولعل أبرز وجوه هذا الصراع تجلّت عشية زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لدمشق الاثنين الفائت ولقائه الرئيس بشار الاسد، حيث شنّت وسائل اعلام روسية مقرّبة من الرئيس فلاديمير بوتين للمرّة الاولى حملة على نظام الاسد وفساده بنشرها تسريبات عن مشاكل تعود للمقرّبين من الاسد وذهبت الى حدّ وصفه بـ"الضعيف"، لانه غير قادر على محاربة الفساد المستشري في إدارته، واتّهمت مسؤولي النظام باستغلال المساعدات الروسية لأغراضهم الشخصية.

وركّزت التقارير على وجود خلافات كبيرة بين جماعتين مقربتين جدا من الاسد، يضع احدهما يده على استثمارات الثاني الذي يتعاون مع روسيا وأدّى ذلك الى حجر بعض من أموال هذا الفريق ومؤسسات تجارية وخيرية مملوكة منه قبل أن تؤدي الخلافات الى مغادرة محمد مخلوف خال بشار الأسد إلى روسيا، وإقالة ابنه من منصبه كمدير للمناطق الحرة في سوريا.

هذه التقارير الروسية التي طالت الاسد وأهل السلطة، منهم رئيس الحكومة عماد خميس الذي اتّهمته ببيع الكهرباء الى لبنان وقبض ثمنها، تحمل في سطورها إنزعاج الكرملين من الاسد وتصرّفات أعوانه لمصلحة إيران، ولم تتردد بالإشارة الى ان نسبة السوريين الذين يؤيدون بقاء الاسد في السلطة عشية الإنتخابات الرئاسية في العام 2022 لا تتجاوز 32%. كما ان موسكو لم توفّر في التقارير التذكير بأن الاسد باقٍ في السلطة بفضلها وليس بفضل سواها في إشارة الى ايران وميليشياتها في سوريا. وهنا تكشف اوساط دبلوماسية غربية عن توسط ايران لدى موسكو إبّان إشتداد المعارك بين النظام والمعارضة المسلّحة وتوسّع رقعة سيطرة الاخيرة على سوريا، للمساعدة لمنع سقوط النظام بعدما فشلت طهران وحزب الله في مهمة منع سقوطه".

واعتبرت اوساط دبلوماسية غربية عبر "المركزية" "أن الحملة التي شنّتها وسائل اعلام روسية قريبة من الكرملين على الاسد رسالة واضحة له لعدم إنجراره الى المخطط الايراني على حساب موسكو، خصوصاً أن الاخيرة أبلغته في مناسبات عدة رفضها اي شراكة معها في سوريا وان القرار لها دون غيرها". وذكّرت "بالمواجهات بين الجيش الروسي وعناصر من الحرس الثوري والميليشيات التابعة لايران بما فيها حزب الله على الارض السورية".

وتأتي في سياق الصراع الروسي-الايراني الغارات التي تشنّها اسرائيل على سوريا لمنع التوسّع الايراني ونفوذها وتشمل أيضاً مواقع ومخازن حزب الله الذي تعتبره اسرائيل اخطر الاذرع العسكرية الايرانية، واخرها استهداف سيارة للحزب كانت تقل مسؤولا الى سوريا في جديدة يابوس. كل ذلك وسط صمت روسي. لذلك إعتبرت الاوساط الدبلوماسية "ان مصيرالاسد على المحك وعليه ان يحسم خياره السياسي إما تحت العباءة الايرانية التي تخلى لاجلها عن السيادة السورية والحضن العربي او روسيا التي لولاها لما بقي في السلطة هو ونظامه"؟  

وعليه، سألت الاوساط هل سيُصيب الصراع بشظاياه منصة استانة التي أنشأها الروسي والايراني من اجل حلّ الازمة السورية، لاسيما وان موسكو ماضية في "التفرّد" بالورقة السورية وبالقرار وعدم السماح لاي طرف بالشراكة معها"؟

وعلى الجانب اللبناني من الصراع، هل ان الدعوة التي وجهها السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الى الراغبين من رعايا بلاده بالعودة، رسالة جدّية من النظام لهم للعودة والعفو عمن بحقهم مذكرات توقيف؟ او ان الدعوة رسالة الى روسيا لإعادة إحياء مبادرتها بالمساعدة على عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وذلك من أجل ترطيب الاجواء مع الكرملين؟

على أي حال، ومع إستمرار هذا الصراع، يبقى النظام السوري "بلا حول ولا قوة في مواجهة هاتين القوتين" تختم الاوساط الدبلوماسية الغربية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o