Apr 21, 2020 4:43 PM
خاص

"الثورة الحقيقية المستقلّة لا علاقة لها بأحزاب السلطة"
القعقور: مستمرون ونتحمّل المسؤولية حفاظاً على الصحة العامة

المركزية – بشروط الوقاية التي فرضتها "كورونا" عادت تحركات ثورة 17 تشرين إلى الشارع بالتزامن مع انعقاد جلسات مجلس النواب. وفي مقابل محاولة لتسييس الثورة ووضعها في خانة العمل لحسابات بعض القوى سعيا لعودتها إلى الساحة من بوابة المطالب الشعبية، بدأت قوى سياسية موالية بإطلاق صفارة المواجهة مع قوى المعارضة وشارعها لتطويق الحملات والالتفاف على الثورة من خلال اعتبارها تتحرك بأمر من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبتوجيهات من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وبدعم من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وسط الحسابات السياسية الضيقة المعتادة والتي باءت بالفشل في محاولات مستمرة لاستغلال الثورة المنتفضة أساساً على هذا النوع من الممارسات، أكّدت الناشطة السياسية في "تحالف وطني" حليمة القعقور لـ"المركزية" أن "منذ انطلاقها كان شعار الثورة "كلن يعني كلن" و"8 و14 عملو البلد دكانة"، بالتالي إذا كان الطرفان في مواجهة فيما بينهما ويتنازعان على الحصص أو يريدان تنفيذ أجنداتهما الخارجية فلا علاقة للثوار بذلك، لا بل ثورتهم على هذا الواقع والمحاور والأجندات والمحاصصة وعليهم جميعاً. لا علاقة لهؤلاء بأي شكل بالثورة ولا يمكن القول أنها منحازة لأي جهة. ثورتنا الحقيقية مستقلّة عن كل أحزاب السلطة ونحملها كلّها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع ولا يمكن لأي منهم العيش في إنكار وإقناعنا أنه في المعارضة وضد الفساد، فجميعهم شاركوا فيه".

أما عن رسالة الثوار عبر التحركات بالتزامن مع الجلسات النيابية، فأوضحت أن "كل من يدعي أن الثورة ماتت يمكنه التأكد من العكس فهي مستمرة ومسؤولة"، مضيفةً "نتحلّى بالمسؤولية بالنسبة إلى "كورونا" ونحرص على الصحة والسلامة العامة فاتخذنا كلّ الإجراءات الوقائية اللازمة، حتى أننا الغينا كلّ الندوات والتحضيرات التي كان مقررا القيام بها. كذلك، جزء كبير من الناشطين يتحرّكون على الأرض خلال هذه الفترة لجمع المال وتقديم المساعدات، حتى أنهم تكفلوا بإيصال الطعام لمصابين بـ "كورونا". إلى ذلك، نشاطنا ليس حصراً إنسانيا بل معارض سياسي في الأساس، لكننا عاجزون عن التحرك على الأرض مثلما كنا نفعل قبل الوباء، لذلك نحاول التحرك بطرق مختلفة من وقت إلى آخر، ومسيرة السيارات اليوم أقيمت للتأكيد على أن الثوار ما زالوا موجودين، ولم يغادروا الشوارع لأن الثورة انتهت بل انطلاقاً من مبدأ المسؤولية".

ولفتت القعقور إلى أن "اجتماعات مجموعات الثورة والتنسيق فيما بينها مستمر online وتناقش المشاريع البديلة. ووفق المعطيات الراهنة اعتقد أن التنسيق سيكون أكبر بعد الوباء، ما يعني أنها ستكون أكثر صلابة وبحضور أكبر".

وختمت "بات لدينا همان الإنساني والسياسي. نسعى إلى تكوين معارضة حقيقية للوصول إلى نظام حكم أقرب إلى الديمقراطية الشاملة، وكذلك همنا الناس التي تموت من الجوع والمرض والعوز، في حين أننا عاجزون عن التصرف ومساعدة الجميع لأن مقوماتنا المادية محدودة. أمام مرض الإنسان ووجعه وجوعه لا يمكن الانتظار عشرات السنوات للانتهاء من هذه المعاناة، على عكس المشروع السياسي الطويل الأمد. فالمسيرة الديمقراطية السلمية التي اخترناها للتغيير بعيداً من العنف والانقلاب بقوة السلاح والتعامل مع الخارج والاعتماد على تمويله، بالتالي نعرف انها ستستغرق وقتاً، والمهم أن نكون على الطريق الصحيح، لكن هذا الوقت يكلفنا الكثير من الأرواح والوجع الإنساني، سيما وأن في زمن الـ "كورونا" تفاقم الوضع سوءاً".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o