Apr 20, 2020 1:45 PM
خاص

هل تشتعل جبهة الجنوب بفتيل تلاقي مصالح المتخاصمين؟

المركزية- بالمكان والزمان بدت لافتة الضربة الاسرائيلية في بحر الاسبوع الماضي عبر طائرة مسيّرة لسيارة مدنية "جيب شيروكي" كان بداخلها عناصر من "حزب الله" على الحدود اللبنانية-السورية في اتّجاه بلدة جديدة يابوس في ريف دمشق.

ومع أن حزب الله لم يصدر بياناً يوضح فيه ملابسات ما حصل متوعداً بالردّ كما جرت العادة ولا حتى إسرائيل لم تُعلن تبنّيها العملية، إلا أن طريقة تعاطي الطرفين مع الحادثة وكأنها أمر عادي ضمن إطار قواعد الاشتباك معناه انهما ماضيان بالمواجهة الجديدة القائمة على "حرب المسيّرات" والردّ والردّ المضاد ضاربين عرض الحائط مندرجات القرار الدولي 1701 الذي ثبّت الاستقرار على جبهة الجنوب.

وفي حين تضاربت المعلومات في شأن "الصيد الثمين" الذي جنته إسرائيل من عملية جديدة يابوس بين اغتيالها لخبير تطوير الصواريخ الدقيقة في حزب الله ومرافقيه ونجاة الاخرين ومنهم نجل القيادي السابق عماد مغنية، مصطفى بعد هروبهم من السيارة خلال توقيت الثلاثين ثانية الفاصل بين الصاروخين اللذين استهدفاها، وبين نجاة كل من كان بداخل جيب الشيروكي، يبقى الثابت والمؤكد ان حزب الله لم يلتزم بقرار التعبئة العامة الذي اتّخذته الحكومة المُمثل بها الحزب من اجل مواجهة فيروس كورونا المستجدّ.

فبرأي اوساط سياسية مراقبة عبر "المركزية" فإن السيارة "الامنية" التابعة للحزب التي كانت متوجهة الى سوريا خرقت قرار التعبئة الذي يتضمّن إقفال الحدود البرية والبحرية كما أنها لم تلتزم في المقابل بالقرارالسوري بإقفال الحدود مع لبنان حتى على السوريين الراغبين في العودة من ضمن الإجراءات المتّخذة لمواجهة تفشّي جائجة كورونا". وسألت "هل قرار إقفال الحدود لا يسري على حزب الله ونشاطاته العسكرية في اتّجاه سوريا لجهة نقل العتاد والمقاتلين مثبّتاً في ذلك أنه خارج منظومة الدولة وقراراتها وبأنه جزيرة معزولة عن قوانينها وإجراءات مؤسساتها الدستورية والشرعية"؟

هذا التطور العسكري "الخطير" بين إسرائيل وحزب الله في جديدة يابوس وإن كان خارج حدود الاشتباك التي رسمها القرار 1701 إستتبع بتوتر في الجنوب على الحدود اللبنانية، وتحديداً في منطقة ميس الجبل، حيث أطلق الجيش الاسرائيلي قنابل مضيئة في المنطقة قبل أن يوفد فرقة متخصصة لإصلاح الشريط الشائك الذي تم إحداث فجوة فيه وكانت بجانبه أكياس سحبتها القوات الاسرائيلية بعدما اشارت الى ان أجهزة الرصد في المنطقة رصدت تحركات على الحدود.

وسألت الاوساط السياسية في معرض قراءتها لهذه التطورات العسكرية وربطها بالمستجدات السياسية على المسرح الإسرائيلي في ظل التخبّط في تشكيل الحكومة "هل تريد إسرائيل استدراج حزب الله الى مواجهة عسكرية على أرض الجنوب ليتمكن بنيامين نتنياهو من الخروج من المأزق السياسي وتشكيل حكومة يحتكر فيها التمثيل الاكثري؟

على أي حال فإن تطورات الايام المقبلة قد تحمل إجابات واضحة عن هذه التساؤلات من دون أن نُسقط من سلّم الحسابات تلاقي مصالح التصعيد وتسخين جبهة الجنوب بين ايران التي تسعى من جهة الى "توظيف" التوتر بين إسرائيل وحليفها حزب الله لاستدراج الولايات المتحدة الى إستئناف المفاوضات المتوقّفة منذ سقوط الاتّفاق النووي، وحزب الله الذي يريد من جهة اخرى الخروج من الوضعية التي هو فيها داخل التركيبة السياسية القائمة حالياً ليقلب الطاولة في الداخل على المعارضة التي تتحضّر لمواجهته مع العهد. من هنا تتخوّف قوى سياسية من خطورة اللعب بالنار في الجنوب في هذه المرحلة بالذات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o