Apr 18, 2020 3:54 PM
خاص

محطات التغويز إلى الواجهة.. و"توتال" تقترح واحدة شمالاً
أبي حيدر: لحصرها بدير عمار ... والأولوية لبناء المعامل

المركزية-  لم تحجب جائحة "كورونا" ولا مسودات الحكومة للنهوض الاقتصادي، مشروع إنشاء محطات التغويز الثلاث في البداوي وسلعاتا والزهراني، بعدما رست المناقصة على تحالف شركة "إيني" الإيطالية و"قطر بتروليوم" والتوجّه إلى التفاوض بغية خفض الأسعار.

الموضوع يبدو خرج عن إطاره التقني البحت، ليدخل نفق التسييس والمحاصصة، خصوصاً أن شركة "توتال" قد أبرقت إلى وزارة الطاقة والمياه مقترحة "إنشاء محطة تغويز واحدة في الشمال وإيصال الغاز عبر الأنابيب إلى المعامل الأخرى، من دون تحميل خزينة الدولة تكاليف إنشاء ثلاث محطات تغويز".

وتبيّن أن مشروع المحطات عزّز مبدأ المحاصصة واحدة للسُنّة في البداوي، وأخرى للمسيحيين في سلعاتا، وثالثة للطائفة الشيعيّة في الزهراني، على حدّ تعبير مسؤول سابق في معرض انتقاده إنشاء ثلاث محطات بدل محطة واحدة وعصر النفقات.

أبي حيدر تؤيّد "توتال".. موضوع محطات التغويز يعود إلى أكثر من أربع سنوات وفق ما أكدت الخبيرة في شؤون الطاقة المحامية كريستينا أبي حيدر، فلفتت في حديث لـ"المركزية" إلى أن الدراسات الأولى أشارت إلى وجوب إنشاء محطة واحدة، ثم ارتأت دراسات أخرى إنشاء اثنتين، وفجأة لحظت خطة الكهرباء الصادرة عام 2019 إنشاء ثلاث محطات تغويز. وهنا السؤال المطروح: هل لبنان بحاجة إلى ثلاث فعلاً؟".

وعلّقت بالقول: حتماً لبنان لن يحتاج إلى ثلاث محطات خصوصاً إذا أصبح لديه نفط وغاز فلن يعود بحاجة إليها. فقد نحتاج إلى محطة تغويز واحدة إلى حين البدء باستخراج النفط والغاز.

ولم تغفل أبي حيدر الإشارة إلى أن "المحطة الثالثة المقترحة سيتم بناؤها في منطقة سلعاتا حيث لا يوجد معمل كهرباء ولا حتى شبكة كهربائية أو أي إمدادات، في ظل وضع اقتصادي مزرٍ.. حتى لو تم اللجوء إلى القطاع الخاص للاستثمار في تلك المحطات، هناك ملفات أهم ولها الأولوية لعامل الاستثمار. فلبنان لم يعد قادراً على الرزوح تحت دين إضافي في أمور غير مجدية وغير ملحّة، وبالتالي لم يعد لديه ترف الوقت ولا المال".

وتساءلت "هل لا تزال لدى الشركات الخاصة العالمية النية بالاستثمار في ظل أزمة الركود الاقتصادي العالمي بفعل انتشار وباء "كورونا" ورصد مليارات الدولارات لمكافحته؟!، كما أن تعثر الدولة عن سداد دينها أفقد لبنان ثقة الخارج به... فما هي عوامل الجذب المتوفرة لاستقطاب الشركات العالمية المحترمة؟!".

وخلصت أبي حيدر إلى التأكيد أن "لبنان لا يحتاج سوى إلى محطة تغويز واحدة في دير عمار أولاً، ثم الزهراني في المرحلة اللاحقة إذا وجدنا أن الأولى حققت الهدف المرجو، علماً أن الدراسات العلمية تشير إلى وجوب إنشاء اثنتين بسبب العامل الجيولوجي لمدّ الأنابيب... لكن بالتأكيد لا حاجة إطلاقاً إلى إنشاء محطة ثالثة في سلعاتا لا لجهة الموقع ولا الظرف ولا الحاجة".  

وشددت على "أننا في أمسّ الحاجة إلى بناء معامل كهرباء وليس محطات التغويز، خصوصاً أن الجهات المانحة تشترط إصلاحات ملموسة ولا سيما في قطاع الكهرباء".

تقييم الاستكشاف.. وفي المقلب الآخر، أوضحت أبي حيدر أن عملية استكشاف النفط والغاز في الرقعة رقم "4" أنجزت في 15 الجاري، على أن تنطلق المرحلة التالية لتقييم النتائج، لمعرفة ما إذا كنا أمام استكشاف تجاري أو غير تجاري، أو أن البئر فارغ.

وشددت على ضرورة "عدم استباق النتائج وإطلاق الآمال غير المؤكدة، لأن اللبنانيين باتوا يريدون شيئاً ملموساً ومعلومات علمية رسمية... وليس الأوهام، لكون المعاناة كبيرة اقتصادياً ومالياً وصحياً".

* * *

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o