Apr 04, 2020 4:02 PM
تحليل سياسي

وسط اجواء موبوءة سياسيا وصحيا.. طائرات المغتربين تحط في بيروت غدا
رئيس الجمهورية يستنجد بالداعمين الاثنين.. وباسيل يفاقم الشرخ الحكومي!
التعيينات المعلّقة تشعل خلاف الازرق-البرتقالي.. وحزب الله: واشنطن تتدخل

المركزية- فيما الدولة ومؤسساتها شبه ركام، ليس فقط بفعل عجز الطبقة السياسية الحاكمة عن ايجاد الحلول الناجعة للأزمات الاقتصادية والمعيشية القاتلة التي تتخبّط فيها البلاد، بل ايضا بفعل انقسام حكومة "اللون الواحد" على ذاتها وتحوّلها "حكومات" متناحرة، غيرَ قادرة لا على وضع خطة اصلاحية انقاذية ولا على انجاز تعيينات مالية نظيفة نزيهة .. وسط هذا الجو القاتم "الموبوء" سياسيا وصحيا ايضا، تحط غدا في مطار رفيق الحريري الدولي، اولى الطائرات التي تقل المغتربين اللبنانيين العائدين الى بيروت هربا من كورونا. لبنان الرسمي والشعبي، يحبس أنفاسه في انتظار تبيان معالم هذه التجربة من جوانبها كلّها، أكان من الناحية التقنية او من الناحية "الصحية". فهل ستكون آلية انتقال العائدين من الخارج الى لبنان منظمة كما يجب؟ والاهم، هل ستحمل الطائرات أعدادا "مقلقة" من الاصابات ممكن ان تكسر ظهر القطاع الاستشفائي المحلي؟

12 اصابة: هذه الاسئلة التي سيزول الغموض الذي يكتنفها تدريجيا في الساعات المقبلة، تبدو مشروعة، خاصة مع تلاشي الالتزام بقرار التعبئة العامة. فانتهاكه مستمر خاصة خلال النهار حيث حركة السير طبيعية واكثر على الطرقات، فيما تسجل زحمة في بعض اسواق الخضار وبعض الاحياء الداخلية، ما يتهدد بكارثة صحية وشيكة. وما يزيد المخاوف، هو إحجام الناس عن اجراء الفحوص المخبرية لاسباب عدة، ابرزها الخوف من ردات الفعل "الاجتماعية" تجاههم. وهذا الإحجام هو الذي يبقي عداد اصابات كورونا بطيئا. فاليوم، أعلنت وزارة الصحة أنه حتى تاريخه بلغ عدد الحالات المثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة بالإضافة إلى المختبرات الخاصة  520 حالة بزيادة 12 حالة عن يوم امس، علما ان عدد الفحوصات التي أجريت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 550  فحصا. ولم يتم تسجيل اي حالة وفاة جديدة بالفيروس، ليستقر عدد الوفيات حتى تاريخه على ١٧ وفاة.

4 طائرات غدا: في الاثناء، يستعد المطار والاجهزة المعنية لاستقبال 4 طائرات تقل لبنانيين عائدين من نيجيريا وشاطئ العاج والسعودية وابو ظبي، وقد وجّه مجلس الوزراء كتابا لوزارة الخارجية والمغتربين يتضمّن نسخة جديدة منقّحة لآلية فتح مطار رفيق الحريري الدولي لعودة من يرغب من اللبنانيين في الخارج، بعد إدخال تعديلات عليها أقرت من قبل اللجنة الوزارية ولم تدرج خطأ في متن النسخة الموزعة امس.

عون يستنجد بالداعمين: الاوضاع المحلية الدقيقة التي يمر بها لبنان استدعت تحركا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يبدو قرر دق باب الدول المانحة طالبا منها نجدة بيروت. فقد دعا اليوم  أعضاء "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" (ISG) الى اجتماع يعقد قبل ظهر الاثنين المقبل في قصر بعبدا، في حضور رئيس الحكومة حسان دياب وعدد من الوزراء والمستشارين، لاطلاع أعضاء المجموعة على الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية التي يمر بها لبنان، وانعكاسات أزمة وباء "كورونا" على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، كما وعلى مسألة النازحين السوريين. وسيفتتح الرئيس عون الاجتماع بكلمة جامعة سوف تتناول المواضيع المطروحة، كما سيتحدث الرئيس دياب عن الخطوات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة الاوضاع. وسيقدم عدد من الوزراء عروضا عن الاوضاع الراهنة ماليا واقتصاديا وصحيا، وما يمكن أن تقوم به الدول أعضاء المجموعة لمساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها. والى الدول الاعضاء، سيشارك في الاجتماع ممثل عن البنك الدولي.

باسيل: الا ان خطوة رئيس الجمهورية تأتي في وقت لم تقم الحكومة اللبنانية بعد بفروضها، خاصة من الناحية الاقتصادية، حيث لا تزال خريطة طريق الاصلاح والانقاذ، في عالم الغيب، وسط خلافات متنامية بين أهلها. وفي السياق، برزت اليوم سلسلة مواقف لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حيث قال غامزا من قناة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، "البعض أراد ان تكون هذه الحكومة لفترة قصيرة لتذهب وتعود السابقة وهناك تقاطع مصلحة بين بعض مَن في داخلها وبعض مَن في خارجها ولذلك نسمع تلويح البعض بالاستقالة". ورأى ان "آن الاوان ليبدأ لبنان تفاوضا" فوريا" وجديا" مع صندوق النقد حول برنامج مساعدة، واذا لم تناسبنا الشروط نغض النظر". وقال: قانون "الكابيتال كونترول" هو حجر أساس لأي عملية اصلاحية للقطاع المصرفي وقد تم الاتفاق أخيرا على وجوب قيام مجلس النواب بإقراره وعلى هذا الأساس قام وزير المال بتقديم مشروع القانون الى مجلس الوزراء ولا نعلم ماذا حصل حتى قام بسحبه". وتابع "اقول للحكومة الا تقع في الانتظار والابتزاز السياسي لعدم اتّباع سياسة نقديّة جديدة، والاّ فهي ستكون محكومة بالفشل وهذا ما يريده البعض لها"! واضاف "من واجب الحكومة ملء الشواغر في نواب حاكم مصرف لبنان اذا كانت تريد اصلاح الوضع المالي"، داعيا الى "نشر السير الذاتية للمرشيحن للتعيينات المالية ليتبين من اعتمد معيار الكفاءة ومن اعتمد معايير اخرى"، معتبرا ان "كل اتهام لنا عن محاصصة في التعيينات كذب".

الازرق يصعّد: وفي حين يرجّح ان يكون هذا الملف نام في الادراج "الا اذا"، فإنه صب الزيت على نار الخلاف السياسي الداخلي. اذ رفع تيار المستقبل اليوم سقف المواجهة، وقال نائب التيار الازرق محمد الحجار في حديث تلفزيوني: "ما تجرّبونا" ولن نسمح لهم بتمرير المحاصصة على حسابنا واستغلال ما يحصل لوضع يدهم على لبنان"، مضيفا " المعيار الأوّل في التعيينات يجب أن يكون الكفاءة وباسيل حاول وضع يده على حصة كل المسيحيين ولن نقبل بأن يضع يده على الحصّة السنيّة ولن نسمح له باللعب بتركيبة البلد".

تدخّل اميركي؟ وليكتمل المشهد، تحدث عضو الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله عن تدخلات اميركية في التعيينات حيث كشف أن "السفيرة الاميركية في بيروت تجول على بعض المسؤولين الرسميين، وتبلغهم من دون أي مواربة باسم مرشح الولايات المتحدة لأحد نواب حاكم مصرف لبنان، وتطالب الحكومة بتعيينه كجزء من حصتها في الإدارة المالية والنقدية للبنان، في اعتداء مكشوف على سيادة لبنان وكرامته الوطنية". وقال "إن هذا التمادي الأميركي في محاولة فرض موظفي الدولة على اللبنانيين يشكل نموذجا سافرا لمحاولة استباحة القرار الوطني وتدخلا في الشأن السيادي للبنان ويكشف في الوقت نفسه عن الأسباب الكامنة وراء حملة بعض الجهات السياسية على الحق الدستوري للحكومة في إجراء التعيينات". واستنكر فضل الله "هذا التدخل الأميركي السافر والمرفوض شكلا ومضمونا" داعيا الحكومة بجميع مكوناتها إلى التصدي لمثل هذا الخرق للسيادة الوطنية". وقال "نجدد التأكيد على حق الحكومة وواجبها الدستوري في إجراء التعينات، وعلى ضرورة تأدية هذا الواجب بمعايير وطنية، ونطالبها بإعتماد آلية شفافة واضحة تشكل نقلة نوعية في التعيينات".

تعميم منطقي: في الاثناء، أجبر تقاعس الحكومة عن القيام بواجباتها كما يجب، وتعثُّرها اقتصاديا، مصرفَ لبنان على التدخل لمحاولة تخفيف معاناة اللبنانيين، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". وفي هذه الخانة بالذات، يصب التعميمان اللذان اصدرهما حاكم المركزي رياض سلامة امس. وفي السياق - وفي حين سجّل سعر صرف الدولار انخفاضا ملحوظا حيث بلغ اليوم 2780 ليرة لدى الصرافين بعدما لامس حدود 3000 ليرة خلال هذا الاسبوع - اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر ان "تعميم مصرف لبنان منطقي، وأن الكتلة طالبت به منذ فترة، خصوصا ان 65 في المئة هم من صغار المودعين"، مشيرا الى أن "الحال في لبنان تختلف عن بقية دول العالم، ولبنان منذ تشرين شبه معطل، وبهذا التعميم يتم تسيير أمور الناس ويخاطب حاجاتهم ويسهل أمورهم، والموضوع كان يدرس بالأساس وليس تهديدا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o