Mar 23, 2020 3:18 PM
خاص

25 اذار عيد البشارة والوحدة... الراعي يتوجّه بكلمة وطنية جامعة
السمّاك: لا احتفالات بسبب كورونا وعسى ان نتجاوز المرحلة

المركزية – يحلّ عيد بشارة السيّدة مريم في 25 آذار هذه السنة مختلفاً عن السنوات التي سبقت. فهذا اليوم الذي أراده اللبنانيون عيداً وطنياً يجمع اللبنانيين بجميع أطيافهم تحت شعار الوحدة والمحبة والسلام، لن يجمع ممثلي الطوائف معاً في احتفالية مشتركة كما جرت العادة، بسبب تفشي وباء "كورونا" وإعلان الحكومة قرار التعبئة العامة، كما لن تقام الاحتفالات التي كانت مقررة، وسيستعاض عنها بكلمات يوجهها ممثلو الطوائف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مواقف وبيانات عن عدد من المرجعيات والقوى السياسية.

وللمناسبة، سيتوجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بكلمة وطنية مهمة تتمحور حول صيغة العيش المشترك التي تجمع اللبنانيين بكافة أطيافهم، وأهمية الحفاظ عليها من خلال تضامنهم، خاصة أمام المحن التي تواجههم ولا تفرق بين مسيحي ومسلم، كما هي الحال مع الكورونا اليوم.  

أمين عام هيئة الحوار الوطني محمد السمّاك قال لـ"المركزية": "هذه السنة مختلفة عن السنوات السابقة. كنا قد حضرنا لترتيب احتفالي، لكن، في هذه الظروف، ومع منع التجمعات واللقاءات تجمدت كل النشاطات في هذا الاطار. مع الاسف، ستمر المناسبة بشكل محدود، خلافاً لاحتفالات السنوات الماضية، حيث نظمنا احتفالاً عام 2018 في القصر الجمهوري وآخر عام 2019 في السراي الحكومي، وكنا حضرنا احتفالاً اسلامياً مسيحياً واسعاً لهذه السنة، لكن التجمع ممنوع وصحياً لا يجوز".

أضاف: "راهناً علينا ان نتجاوز هذه المرحلة، لا يمكننا تنظيم الاحتفالات". أما عن توجيه كلام في المناسبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فاعتبر السمّاك "أن الامر يصبح مجرد زائد واحد للكلمات، اهمية الموضوع هو اللقاء المشترك بين رجال الدين من كل الطوائف وممثلي المرجعيات. الحضور الرسالة تتجسد في هذه المشاركة وليس في كلمات عابرة. مع الاسف، الترتيب الذي كنا حضرناه توقف".

وتوجه السماك بالدعاء قائلاً: "في هذه المناسبة التي تجمع المسلمين والمسيحيين إلى مريم، نسألها ان تشفع لهم في تجاوز هذه المحنة التي نمر بها، كما الانسانية جمعاء، ليس لدينا الا الدعاء كي يشفينا".

وفي عودة الى تاريخ هذه المناسبة، يمكن الاشارة الى ان فكرة العيد المشترك انطلقت مع أمين اللقاء الإسلامي- المسيحي القاضي الشيخ محمد النقري عندما كان يلقي محاضرة في فرنسا عن أهمية مريم في الاسلام، معتبراً أنّه لا يوجد ما يَمنع أن يجتمع المسلمون والمسيحيون في لقاء مشترَك ليُحيوا ذكراها ويَذكروا سيرتها، واقترح أن يكون هذا اللقاء هو يوم 25 آذار يوم بشارة السيّدة العذراء.

ويروي النقري أنه بَعد عودته النهائية إلى لبنان دُعي لإلقاء محاضرة في مدرسة الجمهور، وبَعد الانتهاء منها سأله أمين عام قدامى الجمهور ناجي خوري "اذا كان باستطاعة المسلمين والمسيحيين الالتقاءَ معاً في صلاة مشتركة (صلاة بمعنى الدعاء)، فأجابه: "ما في غير مريم بتِجمعنا. وهنا أخبَره خوري عن رؤيا كان يراها دائماً بأنّ مسلمين ومسيحيين يجتمعون داخل خيمة واحدة للصلاة وأنظارُهم شاخصة إلى فتحة في أعلى الخيمة مطلّة على السماء وأنّه داخل هذه الخيمة في حركة دائمة لتنظيم هذا اللقاء، مِن هنا انطلقَت فكرة عيد البشارة ونظّم خوري احتفالاتها منذ 2007.

بداية الأمر لم تُضَف هذه المناسبة إلى سِجلّ الأعياد الوطنية، وبعد عملٍ دؤوب مشترَك بين النقري وخوري، وتحديداً في إحدى مداخلات النقري في احتفالات البشارة طلبَ مِن هيئة الحوار الوطني بشخص أمينَيها العامَّين محمد السمّاك وحارس شهاب دعوة الحكومة اللبنانية أن تكون هذه المناسبة وطنية جامعة، وهكذا تحقّقت هذه الأمنية، وحَملها الرئيس سعد الحريري معه إلى الفاتيكان وأعلنَها من هناك أنّ الحكومة اللبنانية وافقَت، بجميع وزرائها، على أن تكون البشارة عيداً وطنياً جامعاً للمسلمين والمسيحيين، ويومَ عطلة رسمية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o