دعم المصارف لمكافحة "كورونا"يجسد دورها الوطني ..والإنساني

المركزية- مرة جديدة يثبت اللبنانيون انهم يستحقون دولة بما للكلمة من معنى. حملة التبرعات لمواجهة فيروس كورونا التي توزعت بين المستشفيات والصليب الاحمر والعائلات التي وضعها الوباء في حال من العوز اظهرت مدى اتحادهم بعيدا من الفروقات السياسية والطائفية والمذهبية والحزبية. من كبار المتمولين الاغنياء  و"قجة" الاطفال وفلس الارملة جمعت التبرعات امس ما يناهز الـ24  مليار ليرة، كانت للقطاع المصرفي فيها حصة الاسد حيث افتتح سجل التبرعات بمليار ليرة قدمها بنك عودة قبل ان تكر السبحة من مصارف عدة ومؤسسات وافراد.

قد تكون الخطوة المفاجئة، ليست جديدة في تاريخ المصارف اللبنانية، ذلك ان ما سطّره القطاع طوال السنوات المنصرمة، يثبت بما لا يرقى اليه شك أنه لم يتردد يوماً في أن يكون السند المتين للدولة، والعمود الفقري للاقتصاد، كما لم يبخل لحظة في مَد يد العون والمساعدة للنهوض بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفد المبادرات الاجتماعية الفردية أم الجماعية، بما يفي حاجتها لتحقيق الهدف.

لكنّ "المفاجأة"، ان ردّة الفعل على هذه المبادرة جاءت من رَحَم معاناة القطاع المصرفي، من رأس الهرم إلى أسفله...من هَمّ الدولرة إلى الكابيتال كونترول فالهيركات وصولاً إلى إعلان الحكومة تعليق دفع دين اليوروبوند...فعلى رغم كل هذه المطبات لم تُسلِم المصارف الروح، بل أطلقت العنان لمبدأها الإنساني قبل أي شيء آخر .. قررت ، وبادرت، فأثلجت قلوب كثيرين ينتظرون بارقة أمل في ظلمة الخوف من كل شيء: من الوباء، من الفقر... من الجوع.

في الأمس، أطلقت محطة mtv نداء المناجاة، لأن الوضع خطير وينزلق الى المجهول...فلبّى أصحاب الأيادي البيضاء النداء ليشكلوا السَد المنيع لجبه الوباء الذي قضم ظهر الوطن بل الدولة الواهنة أصلاً لألف سبب وسبب.

واذا كان من كلمة حق تقال فإن الواجب يقتضي الاشادة بخطوة بنك عودة. اذا وبعد ان أعلنت جمعية المصارف يوم الجمعة الماضي تبرّعها بـ ٦ ملايين دولار لمكافحة فيروس كورونا، فاجا بنك عودة اللبنانيين بدعم الحساب المفتوح لمواجهة وباء "كورونا" بمبلغ مليار ليرة، هذه اللفتة تجسّد الوجه الوطني أولاً والإنساني ثانياً للمصارف اللبنانية التي دأبت منذ انطلاق مسيرتها المصرفية على أن تكون في خدمة المواطن والمجتمع والوطن... 

فلنلاقِ مبادرتها بتحية شكر وأمل باقتصاد أفضل ومستقبل زاهر...