Mar 20, 2020 11:36 AM
خاص

صراع روسيا وايران على الثروات السورية: لمن الغلبة؟

المركزية- صراع النفوذ بين روسيا وإيران في سوريا لم يعد خافياً على المعنيين بالملف السوري، وهو يتّخذ أشكالا عدة، من بينها الصراع على الثروات الوطنية تعويضاً عن تكاليف دعمهما لبقاء نظام الرئيس بشار الأسد منذ انطلاق الثورة في اذار 2011 حتى اليوم.

مع إنتشار رقعة الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام في مدن ومناطق سورية تعتبر استراتيجية، استعان الرئيس الاسد بمساعدة الايرانيين للتصدّي للثورة فأرسلت ميليشياتها وطلبت من حزب الله حشد مقاتليه الى سوريا لوقف الاحتجاجات. ومع إشتداد قوّة المعارضة المسلّحة وتوسّع رقعة سيطرتها، طلب النظام السوري مساعدة الكرملين فأرسل قواته الى سوريا لمساندة الجيش السوري.

وبعد ان نجح النظام السوري بإستعادة السيطرة على الجزء الاكبر من سوريا بفضل المساندة الايرانية براً والمساعدة الروسية جوّاً، طلب من القوات الايرانية مغادرة سوريا، الا ان ايران رفضت مطالبةً بتعويضات مالية و"إستثمارية" في مقابل الاثمان التي دفعتها من اجل تثبيت سيطرة النظام مجدداً على الارض ودحر المعارضة المسلّحة. كما ان روسيا ابلغته ان مساعدتها العسكرية للنظام ليست مجّانية وتطالب بتعويضات تعتبرها حقاً لها لانها مكّنت النظام من إستعادة السيطرة على الارض.

امام هذا الواقع، تقول اوساط دبلوماسية مطّلعة على الملف السوري لـ"المركزية" "ان الرئيس السوري اعطى للروسي والايراني "مغانم" سورية تعويضاً عن مساندتهما للجيش السوري لفرض سيطرته على الارض. وتأتي في السياق مثلاً مصادقة مجلس الشعب السوري في السابع والعشرين من آذار 2018، على العقد بين "المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية" التابعة لوزارة النفط السورية من جهة، وشركة "ستروي ترانس غاز" الروسية من جهة أخرى، والذي ينص على إعطاء الأخيرة حق استثمار واستخراج الفوسفات في منطقة مناجم الشرقية (45 كم جنوب غرب تدمر) ضمن قطاع يبلغ الاحتياطي المثبّت فيه 105 ملايين طن. كما اعطى روسيا حق إستثمار ميناء طرطوس لمدة 50 عاماً". كما منح ايران حق الافادة من من ميناء اللاذقية ومصفاة حمص وإقامة جامعات ايرانية فضلاً عن انشاء سكك حديد وشبكات للاتصالات.

وتسأل الاوساط "الى متى سيستمر الرئيس الاسد في "تلزيم" الثروات السورية للروسيين والايرانيين على حساب السوريين؟ وابعد من ذلك، هل سيبقى الروسي والايراني راضون عن هذا التوزيع للخيرات السورية من ثروات نفطية وفوسفات في وقت تشهد الارض السورية صراعاً عسكرياً "خفياً" بينهما لعل ابرزه ما حصل في معركة ادلب اخيراً الى جانب الضربات العسكرية الاسرائيلية للمواقع الايرانية في سوريا بـ"قبّة باط" روسية كما تشير المعلومات؟ وهل ستقبل روسيا ان يكون لايران موطئ قدم على شاطئ البحر الابيض المتوسط في ميناء اللاذقية قرب القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس؟

لعل الاجابة عن هذه التساؤلات اتت من معركة إدلب الاخيرة تقول الاوساط، لان المواجهات بين القوات التركية والنظام والمليشيات الايرانية وحزب الله افضت الى اتفاق بين الروسي والتركي بتثبيت وقف اطلاق النار وتسيير دوريات عسكرية مشتركة على طول الحدود وطرد المقاتلين من هناك".

وتلفت الاوساط الى "ان التموضع السياسي للرئيس السوري يُحدد مستقبله ومستقبل سوريا عربياً ودولياً. فاذا اختار الابتعاد عن التحالف مع ايران فان عودة سوريا الى الجامعة العربية لن تكون بعيدة. واذا قرر تعزيز تحالفه مع الروس فان مستقبله السياسي سيكون مضموناً وإمكانية ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2021 وحصر المعركة به ستكون مؤّمنة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o