Mar 19, 2020 3:26 PM
خاص

واشنطن تشدد الطوق اقتصاديا حول الجمهورية الاسلامية وداعميها
وضع ايران المأزوم "صحيا" لم يلجم العقوبات.. فهل تتعظ طهران؟

المركزية- صحيح ان الولايات المتحدة منهمكة بمحاربة فيروس كورونا الذي يجتاحها كما بقية دول العالم، وصحيح ايضا انها تعد العدة لاخلاء قواعد تابعة لها في العراق، الامر الذي يهلل له محور الممانعة بقيادة ايران في المنطقة، الا ان هذه الوقائع لا تحول دون استمرارها في نهجها المتشدد ضد التنظيمات والافراد التي تعتبرهم ارهابيين ويعرضون امنها وامن العالم للخطر.

فعشية تسلّم القوات الأمنية العراقية قاعدة القائم العسكرية في الأنبار، بعد انسحاب قوات التحالف الدولي منها اليوم، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، فرض عقوبات على تسعة كيانات وثلاثة أفراد "انخرطوا في نشاط قد يمكّن السلوك العنيف للنظام الإيراني".

وذكرت الخارجية في بيان صادر عن الوزير مايك بومبيو أن القرار اتخذ الثلاثاء، وأن تصرفات هؤلاء الأفراد والكيانات توفر عائدات لنظام طهران، الذي قد يستخدمها لتمويل الإرهاب ونشاطات أخرى مزعزعة للاستقرار، مثل الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت القوات العراقية وقوات التحالف في قاعدة التاجي العسكرية في العراق. وجاء في البيان أن العقوبات ستحرم النظام من الدخل الأساسي الذي يحصل عليه من صناعته البتروكيماوية ويزيد من عزلة إيران الاقتصادية والدبلوماسية. وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة ستواصل تطبيق عقوباتها على طهران بشكل كامل.

هذه العقوبات تأتي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، على وقع تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني امس، إن بلاده سترد على اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس قاسم سليماني، مضيفا "الأميركيون اغتالوا قائدنا العظيم. قمنا بالرد على هذا العمل الإرهابي وسوف نرد عليه"، حسب وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا". واشار الى أن "الصناعة النووية الإيرانية في حلّ من جميع القيود التي فرضت عليها"، مؤكدا أن "العدو لم يتمكن من إخضاع إيران عبر الضغوط الاقتصادية"، في إشارة للعقوبات الأميركية المفروضة على طهران. والحال ان طهران لا تكتفي بالتصعيد سياسيا ولفظيا ضد الولايات المتحدة، بل ان أذرعها العسكرية، دأبت في الاشهر الماضية على استهداف قواعد للجيش الاميركي والتحالف الدولي، منتشرة في المنطقة، لا سيما في العراق.

هذه الممارسات لن تسكت عنها واشنطن ، الا انها ستكتفي بالرد عليها عبر سلاح العقوبات والحصار المالي، على ما يبدو. فحتى الوضع المأزوم الذي تتخبط  فيه الجمهورية الاسلامية راهنا، بفعل فتك وباء كورونا بها وبأهلها - حيث افيد اليوم ان "كل ساعة تقريبا يصاب 50 شخصا بفيروس "كوفيد-19" كما يتوفى شخص مصاب بهذا الفيروس كل 10 دقائق كمعدل" – لم يحل دون تضييق الاميركيين الخناق اكثر حول عنقها.

فهل تتعظ طهران وتلجم نفسها سياسيا وعسكريا، ام تقرر المضي في المواجهة مهما كلّفتها؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o