Mar 19, 2020 2:40 PM
خاص

المخيمات الفلسطينية وكورونا: لا إصابات حتى اللحظة ولكن...
خوف الناس وراء اكتظاظ الأسواق ورهان على التزام قرارات الحكومة

المركزية- بغض النظر عما إذا كانت حكومة الرئيس حسان دياب قد تأخرت، للأسباب السياسية في إقرار حال التعبئة العامة معطوفة على عدد من الاجراءات القاسية لدفع الناس إلى البقاء في منازلهم للحد من سرعة انتشار فيروس كورونا، فإن الموضوعية تقتضي الاعتراف لفريق الرئيس دياب بأن هذه التدابير أتت ثمارها سريعا. بدليل أن عددا لا بأس به من الناس تقيدوا بالقرارات الحكومية. غير أن هذا لا ينفي أن بعض التنفيذ الجدي لهذه الاجراءات لا يزال يصطدم بلغم كبير قد لا يكون تفكيكه سهلا. إنه لغم الاختلاط والاكتظاظ افي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وهو ما من شأنه أن يطرح تساؤلات مشروعة حول التدابير المتخذة في المخيمات، فيما الإجراءات الحكومية وقرارات الاقفال التي سبقتها تهدف إلى الحد من الاحتكاك والتواصل بين الناس منعا من انتقال العدوى. وفي هذا الاطار، أثار فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر تجمعات بشرية في أحد أسواق عين الحلوة الذعر إزاء احتمال تحول المخيمات مناطق "موبوءة" بفيروس كورونا المستجد.

غير أن مصدرا فلسطينيا أكد لـ "المركزية" أن اللاجئين ملتزمون القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في جلستها المنعقدة الأحد الفائت. لكن هذا لا ينفي أن بعضهم يخشى نفاد البضائع من السوق، خصوصا أن قرار الاقفال العام سيمتد حتى 29 آذار الجاري على الأقل".

وشدد المصدر على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعطى توجيهات واضحة لجهة ضرورة تقيد المخيمات وأبنائها بالقرارات الحكومية اللبنانية، ما دفع سفير فلسطين في بيروت أشرف دبور إلى إجراء سلسلة اتصالات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، كما مع وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لبحث سبل مواجهة انتشار فيروس كورونا، لافتة إلى أن هذه الاتصالات انتهت إلى وضع خطة مواجهة بدأ تنفيذها من خلال تشكل هيئة صحية مشتركة تتولى الأونروا رئاستها. 

وإذ بدا المصدر حريصا على الطمأنة إلى أن أيا من المخيمات لم يسجل إصابات بفيروس كورونا على الأقل، شدد على أنها ملتزمة تطبيق قرارات وتدابير الحكومة اللبنانية، كاشفة في المقابل أن الجهات المعنية الفلسطينية نفذت حملة تعقيم واسعة للمراكز التعليمية والثقافية في المخيمات، علما أن الناس باتوا يحجمون عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية من أعراس وجنازات، وهذا دليل إلى نسبة معينة من الوعي تجاه خطر الفيروس.

وفي السياق عينه، كشف مصدر فلسطيني لـ "المركزية" أيضا أن المؤسسات الصحية في عين الحلوة عقدت اجتماعا انتهى إلى اتفاق على إنشاء مراكز استقبال وفحص متخصصة في حال ظهور أعراض المرض على أحد الأشخاص، والتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني في شأن تنظيم عملية نقل المصابين (في حال فتك المرض بأبناء المخيم)، إلى جانب تأكيد الالتزام بالحجر الصحي الموقت وإخضاع الداخلين والخارجين من وإلى المخيم لفحوص ميدانية للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o