Mar 18, 2020 4:35 PM
خاص

نصف طلاب العالم محرومون من الدراسة بسبب "كورونا"
"التربية" تطلق تجربة التعلم عن بعد... فهل تنجح؟

المركزية – أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" أن نصف التلاميذ والطلاب في العالم محرومون من الدراسة بسبب فيروس كورونا المستجد. وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية، التي تبقى رهن المعطيات الصحية، اتخذت معظم المدارس إجراءات بديلة واعتمدت التعليم عن بعد، كل حسب امكانياتها وامكانيات تلامذتها، فبعض المدارس اختارت تزويد التلامذة بنماذج عن واجبات عبر الواتساب في المواد كافة لحلها على مدى اسبوع ومن ثم ارسال التصحيح إضافة الى فيديوهات لشرح دروس جديدة. ومدارس أخرى اعتمدت التعليم المباشر عبر برامج خاصة عبر الانترنت تقوم على التواصل المباشر بين التلامذة والاستاذ، وتعتمد على تطبيقات خاصة يقوم من خلالها التلميذ بحل الفروض ويتم تصحيحها الكترونياً ومباشرة بعد إنجاز الواجب والضغط على زر "التأكيد".

أمس أطلق وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب خطة للتعلم عن بعد. وأكدت مصادر تربوية لـ"المركزية" أن التجاوب كان سريعاً من قبل الاساتذة ومن مختلف المناطق والاختصاصات للتطوع وسجلوا اسماءهم لمساعدة التلامذة على تخطي هذه المرحلة بأقل أضرار "تربوية" ممكنة".

ولفتت المصادر إلى "أن الوزارة في حال استنفار لإنجاح الخطة"، موضحة "أن القطاعين العام والخاص يصران على إجراء الامتحانات الرسمية. إنما الامور تبقى رهن التطورات الصحية".

وأشارت المصادر إلى "أن الوزارة طلبت من الاساتذة والمدراء تعبئة نموذج، عما أنجزته كل مدرسة من المنهج الدراسي في كل صف ومادة، ليتم لاحقاً ارسالها الى المناطق التربوية التي ترسلها بدورها الى الادارة لفرزها، لكي يتبين للوزارة في كل منطقة ما هي المناهج التي تم انجازها وما المتبقي"، لافتة الى أن الهدف من هذا الإجراء هو القيام بجردة لمعرفة الدروس التي سيتم تصويرها والدروس التي خسرها الطالب، لتبدأ الوزارة بالحد الادنى من النواقص، ليس فقط لطلاب الشهادات الرسمية انما لكل الصفوف، ليتمكن التلامذة من اجتياز امتحان آخر السنة والترفّع الى الصف الاعلى".

واعتبرت المصادر "ان الظرف الذي نمر به لا يختلف عن معظم بلدان العالم التي اوقفت الدراسة، ولا أحد يعلم مسار الامور وكم ستطول وهل ستؤجل الامتحانات او سيطول العام الدراسي ام سنلجأ الى عام بعامين، كل ذلك مرتبط بالمعطيات الصحية، ومن المبكر الحديث عن الامر، بانتظار كم ستكون ايام العطل بسبب كورونا، والوزارة تجري اجتماعات مستمرة في هذا الخصوص وتعلن عنها تباعا"، مشددة على أننا نمر في ظرف صحي غير طبيعي سبقته أيام تعطيل بسبب الحراك أو الثلوج في المناطق الجبلية، فتراكمت ايام التعطيل، فكان التعليم البديل او التعليم عن بعد للاستجابة في زمن الازمات".

 هذه الظروف الاستثنائية ليست غريبة على بلد كلبنان، الذي عانى من ظروف الحرب الأهلية ومن اضطرابات وإضرابات زعزعت العام الدراسي ومعه الامتحانات الرسمية. فخلال الحرب الأهلية مرت عدة سنوات من دون إجراء الامتحانات الرسمية حصل حينها الطلاب على إفادات خاصة في الثمانينات، وفي إحدى السنوات، تمّ دمج سنتين دراسيتين بسنة واحدة جرت للتعويض عن ايام التعطيل.

وعام 1990 إبان ما عرف بحرب الإلغاء، أصرّ المعنيون على إجراء الامتحانات الرسمية رغم أيام العطل الطويلة، والتي امتدت اكثر من ثلاثة اشهر، وأجريت الامتحانات في 22 و23 و24 كانون الاول من العام الدراسي المقبل. أما عام 2006، فتزامن موعد الامتحانات الرسمية الدورة الاولى مع حرب تموز، وتمّ تأجيلها الى الدورة الثانية.  وعام 2014 كان عاماً استثنائيا ايضا، حيث جرت الامتحانات الرسمية لكنها لم تُصحح بسبب الاساتذة الذين أعلنوا الاضراب من أجل سلسلة الرتب والرواتب، فحصل الطلاب على إفادات تفيد ان الطالب حصل على طلب ترشيح، لكن لم تجر الامتحانات سنتها.

وأعربت المصادر التربوية عن قلقها، مشيرة الى "أن المشكلة ليست في الامتحانات التي يركز عليها معظم الناس، إنما في العام الدراسي وكيف سنرفع تلميذا من صف الى صف وهو لم ينهِ العام الدراسي والمنهاج"، لافتة إلى "أننا سنكون في هذه الحالة أمام كارثة تربوية في العام المقبل اذا لم نقم بأي أمر للتعويض"، مشددة على "ضرورة التعلم عن بعد وان يبقى التلميذ على تواصل مع الدرس، بانتظار تطبيق التعاميم التي أصدرها وزير التربية" آملة أن تحظى بالتجاوب المطلوب وتنجح الخطة فلا يضيع العام الدراسي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o