Mar 18, 2020 1:37 PM
خاص

خريطة تحالفات جديدة أفـرزتها معركة إدلب
حزب الله الخاسر الاكبر..فلماذا لا ينسحب؟

المركزية- على رغم إنشغال دول العالم بمواجهة فيروس كورونا المستجدّ وتجنيد طاقاتها الصحية والمالية للحدّ من إنتشاره، الا ان ما يجري في ادلب السورية لا يزال محط اهتمامها، لاسيما واشنطن وباريس وموسكو وبرلين وانقره والرياض بالاضافة الى عواصم عربية وغربية.

وحضرت ادلب طبقاً رئيسياً على طاولة محادثات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيّب اردوغان في القمة التي جمعتهما منذ اسبوع الى جانب اتصالات اجراها مسؤولون اتراك مع نظرائهم الاوروبيين والعرب لشرح وجهة نظرهم من التطورات في شمال سوريا.

وتقول اوساط عربية مراقبة لـ"المركزية" "ان ما يجري في ادلب رسم خريطة تحالفات جديدة بين اللاعبين عكستها المعطيات، كانت خفية وظهرت الى العلن من خلال اداء البعض على ارض الواقع".

وتلفت الى "ان ما يجري سلّط الضوء على حقيقة العلاقة بين من يُفترض انهم حلفاء تجمعهم مصالح مشتركة. الكرملين والنظام في سوريا وحتى تركيا من جهة وايران وحزب الله من جهة ثانية. وبرز ذلك من خلال "مشاهدات" نقلها مقاتلو حزب الله من ارض المعركة ابرزها لاحدهم يقول "حصدونا حصد" واخر يشير الى ان الروس لم يساعدوننا بالمؤازرة الجوية وتخلّوا عنّا كما ان الجيش السوري هرب وتركنا وحدنا نواجه نيران الجيش التركي".

ولعل ما يُعزز هذه المعطيات الجديدة في العلاقة بين الحلفاء والتي افرزتها معركة ادلب، دعوة المركز الاستشاري الايراني في سوريا تركيا الى "ان تتصرّف بعقلانية"، بعدما تبيّن ان القتلى من حزب الله سقطوا بقصف تركي على المعسكرات.

وفي حين تساءلت الاوساط العربية عن عدم تطرّق امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاسبوع الماضي الى معركة ادلب التي كبّدته اكثر من عشرة قتلى"، عزت ذلك الى "تخوّف الحزب من ان يكون تورّطه في معركة تعتبرها تركيا حيوية لأمنه تُشكّل الشرارة لفتنة سنّية-شيعية، خصوصاً ان تركيا هي الدولة السنّية الاخيرة في المنطقة التي لا تزال تربطها علاقة بالحزب في وقت تدهورت علاقته بالدول الخليجية (السنّية) والجامعة العربية، لذلك لا يريد كسر الجرّة مع المكوّن السنّي الاخير في المنطقة".

وتأتي في السياق، زيارة مسؤول امني رسمي لبناني الى تركيا ولقائه مدير المخابرات التركية من اجل الاتّفاق على تخفيض التوتر في ادلب كما اشار بعض المعلومات.

وتخوّفت الاوسط من "ان تؤدي المواجهات في ادلب الى تطورات دراماتيكية، خصوصاً انه تبيّن ان روسيا ترفض اي شراكة معها في الشمال السوري، وهو ما دفع باردوغان الى الاجتماع ببوتين من اجل ترتيب الوضع وخفض التوتر العسكري في مقابل وضع خطة لاخراج التنظيمات الارهابية منها وتحريرها".

وبحسب الاوساط، خرجت القمة الروسية-التركية بوضع خطة مشتركة لضبط الامن في ادلب تقوم على تسيير دوريات عسكرية منتظمة على طول الحدود بين سوريا وتركيا لتثبيت الامن".

وختمت الاوساط بالتساؤل "ما دامت معركة ادلب افرزت خريطة تحالفات جديدة بين "الكبار"، خصوصاً الروسي والتركي، لماذا لا يُبادر حزب الله الى سحب مقاتليه من هناك تمهيداً للانسحاب من سوريا بشكل كامل، طالما ان مقاتليه اعترفوا بأنفسهم ان من يُفترض انهم حلفاءؤهم اي الروسي والجيش السوري تخلّوا عنهم في ارض المعركة؟ ولماذا لا يعود الى لبنان ويكفّ عنه شرّ زجّه في حرب لا ناقلة له فيها ولا جمل "؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o