Mar 17, 2020 3:05 PM
خاص

برهم صالح يكلف عدنان الزرفي تشكيل الحكومة الجديدة
تخبط سياسي وانسحاب اميركي عسكري قريب: العراق الى اين؟

المركزية- بين التطورات السياسية والميدانية- العكسرية التي أضيف اليها اخيرا تفشي فيروس كورونا، يبدو العراق يعيش اياما قاسية وصعبة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فالتخبط الحكومي على حاله. اليوم، كلّف برهم صالح رئيس الجمهورية، عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة، حيث امامه مدة شهر لانجاز المهمة. والزرفي قيادي في ائتلاف النصر الذي يرأسه حيدر العبادي، كما انه محافظ سابق للنجف. وقد جاء تكليفه خلال مهلة دستورية، 15 يوماً، وضعت عقب تنحي محمد توفيق علاوي، عن مهمة تشكيل الحكومة مطلع الشهر الجاري، إثر فشله في إقناع السُنة والاكراد بدعم تشكيلته الحكومية وبرنامجه الحكومي.

والجدير ذكره هنا، هو ان احتجاجات شعبية غير مسبوقة في البلاد كانت أجبرت حكومة عادل عبد المهدي، على تقديم استقالتها مطلع كانون الأول 2019، ومنذ ذلك الوقت لم يحسم تشكيل حكومة جديدة جراء خلافات عميقة بين الكتل السياسية فضلا عن رفض الحراك الشعبي لأغلب الأسماء المطروحة.

في الميدان، الى التظاهرات المستمرة والتي لا تخلو من مواجهات دامية، فإن العراق يشهد ايضا مواجهة ايرانية – اميركية، بالواسطة، عبر اعتداءات متواصلة، تنفّذها الفصائل الموالية للجمهورية الاسلامية والمدعومة منها لوجستيا وماليا وعسكريا، على اهداف اميركية في بلاد الرافدين:

فالليلة الماضية، تعرضت قاعدة عسكرية تؤوي قوات أجنبية جنوب بغداد لقصف بصاروخين ، في ثالث هجوم من نوعه خلال أقل من أسبوع. واستهدف الصاروخان معسكر بسماية (60 كيلومترا جنوب بغداد)، حيث يتمركز جزء من عناصر الوحدة الإسبانية في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وقوات من حلف شمال الأطلسي. وتضم القاعدة أيضا قوات أميركية وبريطانية وكندية وأسترالية، تقوم بتدريب عسكريين عراقيين على إطلاق النار وتشغيل الدبابات.

وتأتي هذه الاستهدافات، عشية انسحاب الجيش الأميركي المرتقب في الأسابيع المقبلة من قاعدة القائم وقاعدتين عسكريتين أخريين له في العراق، اي ان واشنطن ستنحسب من 3 من أصل 8 قواعد لها ، متطلعة إلى تقليص حضورها بشكل كبير في البلاد.

هذه العوامل كلها لا تساعد على رسم صورة واضحة عن مستقبل العراق، بل على العكس. فهل يتمكن الزرفي من كسر حلقة التخبط السياسي وينجح في تأليف حكومة تقود البلاد في هذا الظرف الدقيق؟ وكيف سيتعاطى الايرانيون مع الخروج الاميركي من العراق؟ وهل ينعكس هذا الخروج على الحرب على الدولة الاسلامية، فتستفيق جيوبها مجددا في بلاد ما بين النهرين؟ هي اسئلة كثيرة لا جواب واضحا عليها حتى الساعة، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o