Mar 16, 2020 2:43 PM
خاص

بين سطور معركة إدلب والصراع على الطائف..
تصفية حسابات ايرانية- سعودية في لبنان؟

المركزية- ما عاد خافيا أن معركة إدلب في شمال سوريا لن تمر من دون أن تترك آثارها على الساحة الداخلية اللبنانية، خصوصا في ضوء الهدنة الهشة التي أرستها القمة الروسية- التركية قبل نحو عشرة أيام. على أن هذه  الهدنة التي توصل إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لا تنفي أن التطورات الميدانية في الشمال السوري سجلت ما تسميها مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" "خسائر مني بها محور المقاومة. بدليل الكمين الذي تعرض له مقاتلو حزب الله في إدلب أخيرا.

وتشير المصادر إلى أن هذه الاشارات السلبية في مرمى محور الممانعة تضاف إلى نكسات أخرى سجلها شريط الأحداث في دول عدة كاليمن والعراق،على سبيل المثال، مذكرة بأن كلا من دمشق وصنعاء تشهدان صراع نفوذ قويا تخوضه ايران في مواجهة "خصومها الدوليين والاقليميين، مستفيدة من ورقة قوية تتمثل في أذرعها العسكرية والسياسية كحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق.

إنطلاقا من هذه المعادلة، لا تستبعد المصادر أن تبادر طهران إلى بذل الجهود الكثيفة لإحكام قبضتها على الورقة اللبنانية في محاولة لتسجيل ما يمكن أن تعتبره إنتصارا سياسيا ترد به الصاع صاعين للقوى التي ضمتها على حين غرة إلى نادي الخاسرين الاقليميين. وفي هذا السياق، تدرج أوساط ديبلوماسية غربية عبر "المركزية" أيضا ما تسميها حملة تستهدف اتفاق الطائف والمعادلات الدقيقة التي أرساها قبل أكثر من ثلاثين عاما. وتبدي مخاوفها من ارتفاع منسوب الضغط في اتجاه اطاحة المناصفة من خلال العمل على إقرار قانون انتخابي جديد من شأنه قلب المشهد السياسي رأسا على عقب. وفي السياق، تلفت أوساط سياسية إلى أن هذه المخاوف حاضرة بقوة لدى القوى المعارضة للنهج السائد في البلاد ، حيث أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حذر، في مقابلة صحافية الأسبوع الفائت، من مغبة إقرار اقتراح القانون الانتخابي الذي قدمته كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، والقائل بالنسبية على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، منبها إلى أن بين سطور هذا الاقتراح ضربا للمناصفة التي "هي أساس اتفاق الطائف"، على حد قوله. مع العلم أن هذا التحذير تزامن مع كلام نسب إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في جلسة لمجلس الوزراء، عن العمل على "تأسيس الجمهورية الثالثة"، في موقف حذف من النسخة الرسمية لبيان الجلسة الحكومية، بعدما قرأت بين سطوره محاولة واضحة للتلميح إلى طي صفحة الطائف.

غير أن الأوساط الديبلوماسية لا تخفي خشيتها من أن تكون وراء هذه الحملة على الطائف من جانب محور ايران وحلفائها أهداف تتصل بالصراع الدائر بين الجمهورية الاسلامية والمملكة العربية السعودية، التي أقر الطائف على أراضيها، واعتبر مكسبا لصالح حلفائها المحليين. وفي انتظار ما سينتهي إليه هذا الكباش، تكتفي الأوساط بالاشارة إلى أهمية التمسك حتى النهاية بهذا الاتفاق، لأن تغيير النظام، في جانبه السياسي، وإن كان على رأس مطالب الثوار، لا يصب في مصلحة أحد ولا يخدم الأهداف اللبنانية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o