Mar 14, 2020 5:54 PM
صحة

"مدعوون إلى التقيد بتوجيهات وزارة الصحة": في زمن الكورونا..اجراءات في الكنائس والمساجد من دون مصلّين

الكنيسة الأورثودكسية: بعد تفشي فيروس كورونا في سائر بلدان العالم والهلع الذي خلقه لدى الناس مما اضطرهم الى تغيير عادات كثيرة في حياتهم اليومية وجعل الكثيرين من أبناء الكنيسة يتساءلون حول ممارسات الطقوس الكنسية، رأت الكنيسة الأورثودكسية أن القداس الإلهي هو من الفرائض المسيحية لذلك وجب إبقاء الكنائس مفتوحة امام جميع المؤمنين مع أخذ الحيطة والحذر واتباع سلسة اجراءات قامت بنشرها منها الاستعاضة عن تبادل السلام اليدوي باحناء الرأس… وأشارت الى أنّ تناول القربان المقدس هو جزء مكمّل لحضور القداس الالهي ووجب على المؤمن عدم الانقطاع عن تناول جسد ودم الرب مع تغيير طريقة المناولة.

راعي أبرشية جبيل: وجه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، إلى الكهنة وأبناء الرعايا تدبيرا احترازيا مؤقتا وحتى اشعار آخر، بالنسبة للقداديس والمآتم والجنازات، وذلك منعا لتفشي فيروس الكورونا، استهله بالقول: "الأحداث التي تحيط بنا تدعونا أولا إلى أن نوجه أنظارنا إلى الرب بإيمان ورجاء كبيرين، أن نحب المسيح هي الحقيقة المطلقة، ومحبة المسيح نعبر عنها بمحبتنا لبعضنا البعض".
أضاف: "في هذه الظروف الدقيقة التي نمر بها، وأمام الخطر الحقيقي بتفشي وانتشار أوسع لفيروس الكورونا بين أبنائنا وبناتنا، نحن مدعوون إلى التقيد بتوجيهات وزارة الصحة وتطبيق ما يصدر عن منظمة الصحة العالمية التي تدعو صراحة إلى تفادي التجمعات والاختلاط بالناس، واتباع مختلف أساليب الوقاية، لذلك، حرصا منا على سلامة المؤمنين، ولتجنيبهم خطر انتقال العدوى إليهم، واستجابة لطلب السلطات المدنية والروحية التي تدعونا إلى البقاء في المنازل وتفادي التجمعات، نفسح استثنائيا وبصورة مؤقتة لأسباب وقائية من فريضة الاشتراك بالقداس الإلهي أيام الآحاد والأعياد المقررة (بموجب القوانين 881، 708، 1538 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية)".
وأردف: "بالرغم من هذا التفسيح، الذي يجب أن يعوض عنه بالصلاة البيتية في العائلة والاشتراك بالقداس الإلهي عبر وسائل الإعلام أو عبر الإنترنت، يحتفل كهنة الرعايا بالقداس الإلهي في رعاياهم مع من يحضر من أبناء الرعية حاملين بصلاتهم الرعية وكل أبنائها وبناتها الذين آثروا البقاء في منازلهم وعدم المجيء إلى الكنيسة".
وتوجه اليهم في ما يخص المآتم والجنازات بكلمات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي أوعز إلى المطارنة والكهنة "اتخاذ التدابير اللازمة من أجل تجنب التجمعات الكبيرة في الأحزان، والطلب من المحزونين أن يبادروا إلى الاختصار في تقبل التعازي، والطلب من المعزين الصلاة معهم من منازلهم، لأنه لا يمكن معرفة كيفية انتقال هذا الفيروس الخبيث الذي قد يحمله أيا كان ويقوم بنقله من دون علمه للآخرين".
وختم: "نرفع دعاءنا إلى الرب كي يشفي جميع المرضى ويمنح الأطباء وكل العاملين في القطاع الطبي النعم اللازمة لمتابعة رسالتهم بكل تفان ومحبة".

راعي أبرشية البترون: في السياق،  أصدر راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، تعميما أبرشيا توجه فيه إلى أبناء وبنات الأبرشية وإلى الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين، قائلا:
"عطفا على التعميم الأبرشي الصادر في 5/3/2020، ونظرا لخطورة المرحلة التي يمر بها وطننا لبنان والعالم في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا،
وحرصا منا على سلامة جميع الناس،
وتحملا لمسؤولية عدم نقل العدوى بطريقة لا إرادية،
وتطبيقا للتدابير المتخذة من مجلس المطارنة الموارنة في 4/3/2020، ومن وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية،
وبعد التشاور مع المجلس الكهنوتي، نوصي بما يلي:
أن يبقى المؤمنون في منازلهم واغتنام الفرصة لكي تكون كل عائلة "كنيسة بيتية"، ويكون كل بيت واحة روحية لعيش الإيمان والصلاة إلى الله- قراءة الكتاب المقدس وتلاوة صلاة المسبحة وصلاة الأبرشية- ومساحة اجتماعية لعيش القيم المسيحية والإنسانية في التضامن والمصالحة والمحبة. وبالتالي يصبح واجب المشاركة في القداس والاحتفالات الليتورجية غير ملزم، ويمكن الإستعاضة عنه عبر شاشات التلفزة وغيرها من وسائل التواصل.

بما أن كنائسنا هي مسكن الله وبيت شعب الله، ستبقى مفتوحة، والكهنة المؤتمنون على رعاية النفوس يبقون حاضرين في رعاياهم يؤمنون السهر على الرعية على مثال المسيح الراعي الصالح (يوحنا10) ويحتفلون بالقداس أيام الآحاد والأعياد على نية شعب الله الغائب ويتخذون كل التدابير الوقائية.

تعليق النشاطات والاجتماعات واللقاءات الرعائية كافة- اجتماعات المنظمات الرعوية، سهرات إنجيلية، زياحات، تطوافات، لقاءات تحضير المناولة الأولى، وغيرها.

في حال الوفاة، تختصر صلاة الجناز ورتبة الدفن على حضور كاهن الرعية والعائلة، وتلغى أيام التعازي.

عدم التسليم للخوف ومواجهة ظاهرة الفيروس بإيمان ورجاء وعيش التضامن. وسيكون الكهنة بمثابة السامري الصالح (لوقا 10) لتقديم المساعدة إلى الإخوة المتضايقين.

وإننا إذ نتكل على العناية الإلهية، نصلي إلى الله بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان ومار مارون ومار يوحنا مارون والقديسين شفعائنا، راجين ألا تطول هذه الفترة الدقيقة والصعبة.
نعتبر هذا التعميم المؤقت ملزما حتى إشعار آخر".

في الاطار عينه، أعلنت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، حالة الطوارئ في مؤسساتها ومساجدها "مكافحة لتفشي فيروس كورونا بين المواطنين في لبنان"، مشيرة إلى أن العمل سيقتصر "في مرافقها الدينية والصحية والتربوية والاجتماعية والخيرية، على المناوبة لتيسير أمور اللبنانيين وتسهيلها".

أضافت في بيان: "وبعد التداول بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتين وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية والمدير العام للأوقاف الإسلامية والعلماء، سيتم إغلاق المساجد يوم الجمعة، وتعليق الصلوات فيها مؤقتا أمام المصلين، مع إبقاء رفع الأذان في مواقيت الصلاة، بمتابعة المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في لبنان، وقد تدرجت الفتوى في هذا الموضوع في الأسابيع الماضية باعتبار ان "الضرورة تقدر بقدرها" وحيث إن الضرر أصبح غالبا كما أفاد الخبراء من الأطباء بناء على القاعدة الفقهية "أهل الخبرة محكمون"، وعملا بالأسباب الموجبة وانطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية التي نصت في كلياتها الخمس على حفظ النفس البشرية وعملا بنصوصها الشرعية، الواجب تطبيقها على كل مسلم ومسلمة، ولأن الأخذ بالأسباب مطلوب في ديننا الحنيف تسقط صلاة الجمعة والجماعة كما ذكرنا عند التيقن أو غلبة الظن بحدوث الإيذاء والضرر استنادا الى القاعدة الشرعية "لا ضرر ولا ضرار" ويصلي الناس في بيوتهم".

ووجه المفتي دريان ب"ضرورة التوكل على الله تعالى، والأخذ بالأسباب لما فيه المصلحة العامة".

من جهته أيضا أعلن مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، في بيان، أنه "حرصا على السلامة العامة، ونظرا للظروف الصحية السائدة في البلاد، وبناء على قرار سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، تعلق الصلاة في مساجد مدينة صيدا والضواحي ابتداء من فجر يوم الأحد 15 آذار وصلاة الجمعة، وذلك حتى إشعار آخر، على أن يكتفى برفع الآذان للصلوات الخمس. سائلين المولى عز وجل أن يرفع عنا هذا البلاء وأن يكتب الشفاء لكل المرضى".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o