Mar 14, 2020 12:13 PM
خاص

بين "التاجي" وكورونا..الحرب الاميركية–الايرانية تستعر "عسكريا" و"صحيًّا"!
تصعيد ميداني وكلامي تدق ساعة الحساب في شأنه قريبا.. فلمن تكون الغلبة؟

المركزية- ارتفعت حرارة التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، في شكل لافت، في الساعات الماضية على خلفية الغارة التي استهدفت قاعدة التاجي التابعة لقوات التحالف الدولي في العراق (وتسبّبت بمقتل جنديين أميركيين وعسكري بريطاني)، وما أعقبها من رد عسكري اميركي ضد مواقع تشغلها فصائل موالية لايران، كالحشد الشعبي وحزب الله العراقي، في البوكمال وكربلاء (حيث تم ضرب هيكل قرب المطار وفق القيادة المركزية الاميركية التي تحدثت عن أهداف أخرى تخص كتائب حزب الله لم تضربها "تحليا بضبط النفس")، بعد ان اعتبرت واشنطن ان لها دورا في الهجوم على قاعدتها.

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن "على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يلقي مسؤولية الهجوم على القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في العراق على "وجود وسلوك" قواته. ونقل التلفزيون الرسمي عن المتحدث عباس موسوي قوله "بدلا من اتخاذ خطوات خطيرة واللجوء لاتهامات لا أساس لها، يجب على ترامب مراجعة وجود وسلوك قواته غير المشروع بالمنطقة وتجنب كيل الاتهامات لصرف الأنظار عن مسؤوليتها"، محذرا ترامب من القيام بأفعال "خطيرة".

الا ان التصعيد بين الجانبين لم تكن مسبّباته "عسكرية" فحسب. فاللافت للانتباه، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، هو دخول "كورونا" على الخط، ليصب زيتا على نار التوتر، حيث لم يتردد المرشد الاعلى علي خامنئي، في استخدامه في حرب بلاده مع الولايات المتحدة. فهو اعتبر أن "الفيروس يمكن أن يكون سلاحا إرهابيا بيولوجيا ضد إيران"، علما انه يفتك بالعالم كلّه، من اوروبا الى آسيا مرورا بالشرق الاوسط وافريقيا وصولا الى داخل الولايات المتحدة نفسها. وبعد ان أمر رئاسة الأركان العامة الإيرانية ببناء مقر صحي وعلاجي للحد من تفشي الفيروس، نشر المرشد تغريدة على "تويتر" قال فيها، "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأدلة التي تثبت أن كورونا يمكن أن يكون هجوما بيولوجيا، فإن هذا المقر يمكنه أن يكون بمثابة مناورة دفاع بيولوجي أيضا، كما أنه يعزز الاقتدار الوطني".

الرد الاميركي على كلام خامنئي لم يتأخر، وجاء بكلام من العيار الثقيل، تضيف المصادر. فقد اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خامنئي بالإخفاق في حماية إيران من الوباء. وقال الجمعة، إنه "كان على خامنئي أن يحمي الشعب الإيراني بدلا من ترك الرحلات مفتوحة مع الصين". وأكد أن "خامنئي يكذب على الشعب الإيراني ويسجن كل من يحاول توضيح حقيقة كورونا". وكتب بومبيو في تغريدة على "تويتر": كما يعلم خامنئي، كان أفضل دفاع بيولوجي هو إخبار الشعب الإيراني بالحقيقة عن فيروس ووهان عندما انتشر إلى إيران من الصين". وأضاف "بدلاً من ذلك، فإنه (خامنئي) أبقى على رحلات "ماهان إير" ذهابا وإيابا إلى مركز البؤرة في الصين، وسجن أولئك الذين تحدثوا عن ذلك بصراحة".

امام الاشتباك العسكري – الصحي، الآخذ في الاشتداد، تسأل المصادر عن المسار الذي ستسلكه العلاقات الاميركية – الايرانية بعد ان تهدأ موجة "كورونا" التي تربك العالم بأسره، وايران في شكل خاص، ثاني أكبر بؤرة للوباء بعد الصين. فالاتهامات المتبادلة والضربات المتبادلة في "الوقت الضائع"، ستدق ساعة الحساب الفعلي في شأنها قريبا. وعندها، اذا كان الرئيس ترامب فاز بولاية رئاسية جديدة، فإن كلفتها ستكون ثقيلة على الجمهورية الاسلامية، التي ستضطر للتنازل "نوويا" و"عسكريا" و"سياسيا" واقليميا، والا اشتدّ طوق العقوبات الاقتصادية أكثر حول عنقها...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o