Mar 14, 2020 11:20 AM
خاص

14 آذار... بعد 15 عاما: لا "معارضة لمن تنادي"

المركزية- عقد ونصف العقد بالتمام والكمال على التظاهرة المليونية الشهيرة بعد شهر على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. من حيث لم يتوقع كثيرون، أطلق الشعب اللبناني شرارة معارك وثورات الربيع العربي، مطالبا بالحرية والسيادة والاستقلال، فكان له ما أراد بنجاحه في دحر الجيش السوري من الأراضي اللبنانية بعد 30 عاما من الاحتلال.

غير أن مراجعة دقيقة لشريط الأحداث الذي واكب هذه المرحلة التأسيسية من تاريخ لبنان الحديث تتيح لمصادر سياسية أن تؤكد عبر "المركزية" أن التظاهرة المليونية الشهيرة ليست "الانجاز الوحيد" الذي يصح الاعتداد به عند الاتيان على ذكر 14 آذار 2005 المجيد. ذلك أن من المهم بمكان الاشارة إلى أن كانت للنبض الشعبي اليد الطولى في الوصول إلى الأهداف النبيلة المرجوة. غير أن مقاربة واقعية للأمور تفترض الاعتراف بأهمية إقدام أحزاب سياسية سيادية على ملاقاة هذه الارادة الشعبية بتحالف سياسي صلب صدّعته التسوية الرئاسية بعد 11 عاما.

وفي هذا الاطار، تذكر المصادر بأن مفكر "ثورة الأرز" النائب السابق الراحل سمير فرنجية أطلق شرارة انتفاضة الاستقلال، باسم المعارضة الوطنية اللبنانية، من كليمنصو تحديدا محاطا برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب السابق فارس سعيد وعدد من أبرز وجوه حركة 14 آذار. وفي رمزية هذه المشهدية تأكيد لكون المختارة في صلب المعركة ضد الوجود السوري إلى جانب تيار المستقبل والقوات وحزب الكتائب، ما ولد تحالفا سياديا تلقى رصاصة قاتلة، من باب اتفاق معراب الذي عبّد طريق بعبدا أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلافاً لإرادة المختارة وبيت الوسط والصيفي. وإذا كانت الأخيرة اختارت التغريد في السرب المعارض وحيدة في المرحلة الأولى من التسوية، فإن المرحلة الثانية منها كتبت، على حد قول المصادر بحناجر وصرخات ثوار 17 تشرين. ذلك أنهم دفعوا الرئيس سعد الحريري إلى طي صفحتها نهائيا، بعد تصدع علاقاته مع الثنائي عون- باسيل، كما مع حلفاء الأمس. فما كان منه إلا أن عاد إلى موقعه المعارض في مواجهة بعبدا وميرنا الشالوحي.؟

على أن إعادة توزيع الأوراق والمواقع هذا لا يعني بالضرورة إعادة التقاء الحلفاء تحت سقف 14 آذار، لا لشيء، إلا لأن الزعيم الاشتراكي والرئيس الحريري يتمسكان بسياسة ربط النزاع مع حزب الله للأسباب المعروفة من الجميع. ما يعني أن الجبهة المعارضة الموحدة القادرة على مواجهة اختلال التوازن السياسي لصالح حزب الله وحلفائه لا تزال بعيدة المنال.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o