Mar 12, 2020 3:09 PM
خاص

واشنطن ولندن تتوعدان بمحاسبة مهاجمي معسكــــر "التاجي" في العراق
هل تحرّك الغارة "اللقيطة" ضد "التحالف" موجةَ تصعيد اميركي-ايراني جديدة؟

 

المركزية- تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا، منذ ساعات، بمحاسبة مرتكبي الهجوم الدامي على معسكر التاجي شمالي العاصمة العراقية بغداد. وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره البريطاني دومينيك راب، في مكالمة هاتفية على أن "تجب محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات"، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية، بحسب "فرانس برس".

فمساء امس، أعلن مسؤولون أميركيون، أن أميركيين اثنين وبريطانياً قتلا وأصيب أكثر من 12 آخرين في سقوط صواريخ كاتيوشا على معسكر التاجي. وأوضح المسؤولون أن نحو 12 من أفراد التحالف أصيبوا في الهجوم. وذكر الجيش العراقي من جهته، أن 15 من صواريخ كاتيوشا سقطت على قاعدة عسكرية عراقية قرب بغداد تؤوي جنودا أميركيين، في هجوم هو الثاني والعشرين من نوعه الذي يستهدف مصالح أميركية عسكرية في العراق منذ أواخر تشرين الاول.

وعلى اثر هذه العملية، سارعت ثلاث طائرات يرجح أنها لـ"التحالف الدولي" الى قصف منطقة الحسيان وقاعدة الإمام علي في البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية، ادت الى "مقتل 18 مسلحا على الأقل من ميليشيات الحشد الشعبي العراقي" وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي تحدث اليوم عن "ارتفاع حصيلة القتلى العراقيين من "الحشد" إلى 26 قتيلا على الأقل وأكثر من 15 جريحا، جراء الغارات التي استهدفت مستودعات أسلحة وآليات للفصائل الموالية لايران.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، من اللافت ان اي جهة او فصيل لم يتبن العملية ضد قوات التحالف في العراق. فاذا كانت تندرج ضمن مسار الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في غارة اميركية منذ اشهر، لا بد من ان يتم الاعلان عن ذلك.

وفي انتظار ما اذا كانت ايران او الفصائل المؤيدة لها ستتبنى الغارة، تعتبر المصادر ان سرعة رد التحالف وضرب مقار لقوات مدعومة من ايران، يشيران الى ان واشنطن تحمّل طهران مسؤولية الهجوم. كما انه وفي وقت أعلن الجيش العراقي أنه فتح تحقيقاً في الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة التحالف، عثرت القوات العراقية على شاحنة تحوي منصة إطلاق الصواريخ على بعد بضعة أميال من معسكر التاجي. وقد أطلقت الشاحنة 30 صاروخ كاتيوشا من عيار 107 ملم على المعسكر، والجدير ذكره ان سبق للفصائل المدعومة من إيران في العراق أن استخدمت هذا النوع من الصواريخ.

في الموازاة، قال أكثر من محلل أميركي في وسائل الاعلام الاميركية في الساعات الماضية، إن "من المستحيل أن تكون داعش هي من نفذ الهجوم" لأنها "لا تمتلك الإمكانيات"، وذلك على رغم الضربات المستمرة التي وجهتها الولايات المتحدة والعراقيون والتحالف الدولي للتنظيم.

والسؤال الذي يفرض نفسه، في حال أعلنت ايران أو القوات الموالية لها، مسؤوليتها عن غارة التاجي، هل سيكتفي الاميركيون والتحالف بالرد في البوكمال، معتبرين ان هذه العملية تأتي من باب حفظ طهران ماء وجهها؟ أم سندخل مرحلة تصعيد ميداني – عسكري جديد بين الجانبين؟ الاحتمال الاول هو المرجّح وسط الاجواء الاقليمية المشدودة من جهة واوضاع ايران الحرجة اقتصاديا وصحيا، وفي ظل انهماك واشنطن بالتحضير لانتخاباتها الرئاسية...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o