Mar 11, 2020 2:31 PM
خاص

هل انتهى زمن الطائف... وبدأ السير نحو جمهورية جديدة؟
حرب: لا يمكن اعلان فشله قبـــــــل تطبيقه بالكامل

 

المركزية - كلام رئيس الجمهورية في مستهل جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي عن الجمهورية الثالثة، على رغم سحبه من التداول وشطبه من محضر الجلسة، لم يكن زلّة لسان، كما يؤكد المحللون السياسيون، بل جاء نتيجة طبيعية لمسار طويل من الإخفاقات، التي رافقت مسيرة الجمهورية الثانية، وقد لمسها الرئيس ميشال عون عن كثب بعد تجربة ثلاث سنوات في الحكم، وبعد سلسلة من الخيبات، وبعد مرحلة المراوحة السياسية، التي كان من بين نتائجها إنعكاسات خطيرة على المستوى الإقتصادي - المالي من جهة، والاعلان عن إفلاس الدولة وعلى المستوى السياسي من جهة أخرى، من خلال الفساد المستشري في إدارات الدولة والمحاصصة والزبائنية والطائفية، والتي من أجلها انطلقت ثورة 17 تشرين الاول. فهل انتهى زمن الطائف ونسير باتجاه الجمهورية الثالثة؟

الوزير السابق بطرس حرب أكد لـ"المركزية" "ان الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها في الطائف والتي أصبح القسم الأكبر منها ضمن الدستور، لم تُحترم ولم تنفذ، لذلك اعتبر اننا لم ندخل حتى بصورة كاملة في تنفيذ اتفاق الطائف وفي ما نصت عليه التعديلات الدستورية"، وسأل على ماذا يرتكز الحديث اليوم عن الانتقال الى جمهورية جديدة، وما هي الافكار المطروحة والتعديلات التي ستوضع على النظام السياسي، لنقول اننا انتقلنا من جهورية الى أخرى. والسؤال المطروح والمشروع، خاصة بعد المشاريع التي تتحضّر على الصعيد الاقتصادي والمالي هو: هل هذا سيغيّر وجه لبنان من الناحية الاقتصادية، بمعنى انه سيغير ما نصّت عليه مقدمة الدستور ان النظام الاقتصادي في لبنان حرّ. لكن قبل الحديث عن جمهوريات جديدة، المطلوب تطبيق النصوص التي أَدخَلت التعديلات على النظام الماضي، وعندها يمكننا معرفة ان كانت ناجحة ام لا. لكن عندما لا نطبّقها، لا يمكننا ان نقول ان ما وضع في اتفاق الطائف سيئ ويحتاج الى تعديل".

ورأى حرب "أن احترام الدستور واتفاق الطائف بكامل مضامينه وليس بشكل اختياري انتقائي، هو ما يقرر اذا ما كنا بحاجة الى تعديلات جذرية ام لا"، لافتاً إلى "أن المطالبة بإلغاء الطائفية والانتقال الى الدولة المدنية، كبيرة. الا ان الآلية الموضوعة في الدستور هي التي تسمح بالانتقال بشكل سليم، لكن يبدو ان لا احد من القوى السياسية الفاعلة مؤمن بوجوب الانتقال الى هذه المرحلة الجديدة وتطبيقها وانشاء ما يسمى بالهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية والبدء بتقديم الاقتراحات لنقل المجتمع اللبناني من الطائفية الى حالة المدنية العلمانية. وعندما يُتخذ القرار بانشاء هذه الهيئة وباحترام كل ما نص عليه اتفاق الطائف بدون حرب لا بصورة استثنائية ولا لأن الظروف تفرض ذلك، عندها يمكننا ان نقيّم ما اذا كان الاتفاق والتعديلات الدستورية جيدة ام لا، لأن لا يمكننا ان نقول انها بحاجة للتعديل قبل تطبيقها".

أما في حال كان المطلوب تعديل الدستور، فرأى حرب ان التعديل يتم وفق الأصول، ففي حال اراد رئيس الجمهورية أخذ المبادرة بنفسه، يطرح على مجلس الوزراء تعديلا دستوريا، يوافق عليه مجلس الوزراء بأكثرية الثلثين ومن ثم يحال الى مجلس النواب لمناقشته واقراره او لرفضه، وهنا ايضا يحتاج الى موافقة الثلثين. والا على احد اخذ المبادرة كمجلس النواب مثلاً اثناء الدورة العادية، ويكون هناك عدد معين من النواب محددين بالدستور يقدمون طلب تعديل دستوري لمادة معينة، يقره مجلس النواب بأكثرية الثلثين ومن ثم يرسله إلى الحكومة لصياغة النص، اذ لا يحق للمجلس النيابي القيام بذلك بل الحكومة، التي تعود فترسله الى مجلس النواب، فيقرّه مجددا بأكثرية الثلثين ومن ثم يطلع عليه رئيس الجمهورية كي يوافق عليه او لا".

وختم: "طالما لا يوجد احترام للمواثيق، لا استغرب لماذا يتجه البلد نحو الخراب"، مشددا على "أن عندما نبدأ باحترام النصوص الدستورية التي اتفقنا عليها وادخلناها في الدستور، عندها يمكننا ان نقيّم ما اذا كان ما اتفقنا عليه في الطائف ما زال صالحا لإدارة شؤون البلاد ام لا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o