Mar 27, 2018 9:39 AM
مقالات

عجائب وغرائب الترشيحات والتحالفات الانتخابية في لبنان

لا تشبه الانتخابات النيابية المرتقبة في السادس من أيار أي انتخابات أخرى شهدها لبنان، نظراً للتعقيدات المحيطة بها، التي أرساها قانون الانتخاب الجديد، إضافة لـ«عجائب وغرائب» طبعت الترشيحات والتحالفات التي باتت أوضح بعد إقفال وزارة الداخلية باب تشكيل اللوائح، أمس الاثنين.

ولعل أبرز ما يمكن تسجيله في هذا المجال خوض وليد البعريني المعركة الانتخابية على لائحة تيار «المستقبل» في دائرة عكار في وجه والده النائب السابق وجيه البعريني، الذي يرأس لائحة قوى «8 آذار» في المنطقة. ويحمّل الأخير قيادة «المستقبل» ما آلت إليه الأمور في هذا السياق، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن نجله «تواصل مع أكثر من حزب وتيار لضمه إلى لوائحه، لكن كل هذه الأحزاب كانت تؤكد على وجوب أن يكون القرار النهائي لي في هذا المجال، إلا تيار (المستقبل) الذي لم يتردد في شق صف العائلة». ويضيف البعريني: «أعتبر نفسي اليوم في مواجهة انتخابية مع كل المرشحين على لائحة (المستقبل) أياً كانوا، خصوصاً وأنني لم أفوّض نجلي خوض الاستحقاق باسم العائلة، لا بل كان منذ العام 2005 يقدم الخدمات في المنطقة باسمي، وهو اليوم سيستفيد من ذلك في المعركة ضدي".

وفي عكار أيضاً، يخوض عضو كتلة «المستقبل» النائب الحالي رياض رحال الانتخابات على اللائحة التي شكّلها «التيار الوطني الحر»، علماً بأنه رفض منح صوته للعماد ميشال عون في انتخابات رئاسة الجمهورية، رغم قرار قيادته التصويت له نتيجة لما عُرف بـ«التسوية الرئاسية». وتواجه لائحة «الوطني الحر» حالياً لائحة «المستقبل» بعد تعذّر التوصل إلى تفاهم انتخابي بين الحزبين في المنطقة. إلا أن ما يثير استياء جزء كبير من الشارع العوني هو ضم رحّال بالذات إلى اللائحة رغم كل «الكلام الجارح» الذي صدر منه بحق رئيس الجمهورية، بخلاف نواب آخرين من «المستقبل» تجنبوا الخوض في الموضوع الشخصي خلال فترة الشغور الرئاسي.

ولدائرة كسروان - جبيل حصة كبيرة من «العجائب والغرائب»، بحيث تنكب السيدة منى الخازن على إدارة حملة زوجها فريد هيكل الخازن الانتخابية، بعدما أعلن أخيراً عن تشكيل لائحة تحالف بها مع «الكتائب اللبنانية» والنائب السابق فارس سعيد والنائبين يوسف خليل وجيلبيرت زوين وآخرين، في الوقت الذي تنشغل فيها شقيقتها بحملة زوجها نعمة أفرام الذي يخوض المعركة على لائحة مقابلة هي اللائحة التي شكلها «التيار الوطني الحر» مع مستقلين، ويرأسها العميد المتقاعد شامل روكز، ليتنافس «العديلان» بذلك على أحد المقاعد المارونية الـ5 المخصصة لقضاء كسروان.

ولا تقتصر مواجهة أفرام العائلية مع عديله، بل يتنافس أيضاً مع زوج شقيقته النائب وليد خوري مرشح «التيار الوطني الحر» عن المقعد الماروني في قضاء جبيل، وإن كانا جزءاً من لائحة واحدة.

ولعل أبرز ما أثار استغراب اللبنانيين، انضمام النائبين جيلبيرت زوين ويوسف خليل، اللذين هما جزء من «تكتل التغيير والإصلاح»، إلى لائحة الخازن التي تواجه اللائحة المدعومة من «الوطني الحر»، بعدما فضلت القيادة العونية استبدالهما بشخصيات أخرى كأفرام ومنصور البون وزياد بارود.

وتمتد المنافسة ضمن العائلة الواحدة إلى دائرة بعلبك - الهرمل، حيث يخوض عباس ياغي المرشح عن لائحة العائلات المواجهة بوجه عمّه غالب ياغي العضو في اللائحة المدعومة من تيار «المستقبل» و"القوات اللبنانية".

أما «التيار الوطني الحر» فقد وصل به الأمر إلى حد التحالف مع «الجماعة الإسلامية» في دائرة صيدا – جزين، علماً بأن الطرفين لطالما كانا وما زالا على خصومة سياسية كبيرة. وسيكون حلفهما في صيدا -جزين بمواجهة حلف آخر يُعتبر «حزب الله» جزءاً أساسياً منه.

بولا اسطيح-الشرق الاوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o