Mar 11, 2020 7:05 AM
صحف

400 مصاب بالكورونا في لبنان في الايام المقبلة..ماذا عن النازحين؟

 بعد الإعلان عن أول حالة وفاة بفيروس كورونا في لبنان للمصاب العائد من مصر بعد ‏‏3 أسابيع، يزداد خوف اللبنانيين وقلقهم من أن يكون ما جرى مع هذه الحالة مقدمةً ‏للإعلان عن وفيات أخرى، لا سيما وأن من بين المصابين الذين ارتفع عددهم إلى 52، ‏ثلاث حالات حرجة بحسب بيان مستشفى رفيق الحريري الجامعي‎.‎
انطلاقاً من ذلك، تخوّفت مصادر طبية عبر "الأنباء" من انتشار المرض أكثر وانتقاله ‏ليصيب مناطق لبنانية عدة نتيجة استخفاف البعض وعدم الالتزام بالوقاية الذاتية بالشكل ‏المطلوب‎.‎
العزل المنزلي: وفي وقت تخوّف فيه وزير الصحة حمد حسن من ارتفاع عدد المصابين في ‏الأيام المقبلة، ناشد مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار الاشخاص القادمين من ‏مناطق موبوءة ضرورة الالتزام بالعزل المنزلي أقله مدة 14 يوما، وكل شخص مصاب ‏بالكورونا يجب ان يلتزم العزل أيضا المدة نفسها، معللاً حالة الوفاة التي سُجلت نتيجة ‏عدم التزام المصاب بما هو مطلوب‎.‎
توازياً أعلن مستشفى اوتيل ديو عن تجهيز قسم خاص فيه لاستقبال المصابين ‏بالكورونا، مشيرا إلى أن هذا القسم سيصبح جاهزاً بعد 3 أيام أو في نهاية الاسبوع ‏الحالي، الأمر الذي أعلنت عنه أيضاً وزارة الصحة بشأن 7 مستشفيات أخرى سيصار ‏إلى تجهيز أقسام فيها لاستقبال المرضى في حال انتشار الفيروس بوتيرة أسرع‎.‎
400 مصاب خلال 10 ايام! في هذا الوقت، شدد الدكتور روي نسناس في اتصال مع "الأنباء" على ضرورة اعتماد ‏الاحتياطات اللازمة، وضرورة أن يكون هناك إجراءات أكثر، لأنه خلال 10 ايام يمكن ‏ان يبلغ عدد المصابين 400 حالة، لذلك يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى لا نصل ‏إلى هذه المرحلة، مشددا على الالتزام بالوقاية الذاتية التي تبدأ بغسل اليدين وتجنب ‏الاماكن المكتظة وتجنب الاختلاط بالأشخاص غير المعروفين او القادمين من الدول ‏الموبوءة‎. ‎
تجهيز 6 مستشفيات حكومية: من جهته أعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عبر "الأنباء" ان ‏اللجنة تقوم بعملها من منطق وجودها كسلطة تشريعية لا تنفيذية، مجددا التأكيد أنه تم ‏تحديد 6 مستشفيات حكومية في المحافظات الست لتجهيزها، مشيرا إلى أن دوره ‏كرئيس لجنة الصحة يقوم على متابعة التطورات الصحية ومراقبة ما يقوم به وزير ‏الصحة في هذا الشأن وسد كل الثغرات التي قد تطرأ‎. ‎
وأشار عراجي إلى أنه لو اتخذت الحكومة قرارا بمنع السفر من وإلى إيران منذ بداية ‏انتشار المرض لما وصلنا الى هذه النتيجة، مشددا على ضرورة عدم الاستخفاف بهذا ‏الوباء الذي يجتاح العالم‎.‎
عراجي تخوف من اعتماد بعض القادمين من سوريا المعابر غير الشرعية وخاصة ‏معبر القصير الذي يدخلون منه الى لبنان بالسيارات "المفيّمة"، فيما البعض يعتمد ‏الدخول عبر الخط العسكري‎.‎
اجهزة التنفّس متوفّرة: وفي السياق الصحي عينه، أكدت رئيسة جمعية مستوردي المستلزمات الطبية سلمى ‏عاصي عبر "الأنباء" أن لا مشكلة بالنسبة لأجهزة التنفس لوجود وفرة منها، لكنها ‏بحاجة لشراء المستلزمات، مطالبة بتأمين اعتمادات المبالغ المطلوبة لهذه الغاية‎.‎
إلى ذلك أبدت مصادر طبية قلقها من تفشي المرض في صفوف النازحين السوريين، لا ‏سيما وأن هناك ما يقارب المليون نازح في لبنان لا يخضعون للمراقبة المشددة من قبل ‏وزارة الصحة اللبنانية، وكذلك الأمر بالنسبة لحوالى 200 الف لاجئ فلسطيني وحوالى ‏‏100 الف من اليد العاملة من مختلف الجنسيات، كاشفة أن هذا الأمر بحد ذاته تحدّ أكبر ‏أمام الإدارات المعنية‎.

الكورونا السوري: وفي السياق، اعتبرت "نداء الوطن" ان الخوف يتصاعد والهلع يتضاعف من تكرار سيناريو "الكورونا الإيراني" نفسه مع ‏‏"الكورونا السوري" الآخذ بالتمدد في بلاد الشام مع ما يختزنه ذلك من مضاعفات مضاعفة ‏للفيروس في لبنان تحت وطأة حركة نزوح السوريين المتغلغلة بين اللبنانيين في مختلف ‏المناطق والمحافظات… فهلا سارعت السلطة اللبنانية هذه المرة إلى التحرّر من "عقدة ‏نقص المناعة" إزاء محور الممانعة وأن تولي الأولوية، ولو "لمرة وحيدة غير قابلة للتمديد"، ‏إلى مصلحة شعبها فتبادر من تلقاء كرامتها الوطنية إلى قطع الطريق على الفيروس ‏القاتل الوافد إلى اللبنانيين عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية مع سوريا، أم أنّ هذه ‏السلطة ستبقى "ساقطة عسكرياً" في قبضة "وحدة المسار والمصير" في السراء ‏والضراء… والوباء؟‎!‎
‎ ‎
تفشّي الفيروس في سوريا! فالأنباء الواردة من سوريا تشي بأنّها تسير على خطى إيران في اتباع سياسة المكابرة ‏والتكتم عن إصابات "كورونا" منذ بدايات رصده، ما فاقم من حدة انتشاره في المحافظات ‏الإيرانية، ويفاقم اليوم من تفشيه في المحافظات السورية، لا سيما في دمشق وطرطوس ‏واللاذقية وحمص، حسبما نقلت مصادر طبية عدة داخل مناطق نفوذ النظام السوري الذي، ‏وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوعز لأطباء المستشفيات في هذه المحافظات ‏بضرورة التكتم والامتناع عن تأكيد انتشار الكورونا لديهم، وسط معلومات ميدانية متواترة ‏في البقاع نقلها سوريون قادمون إلى لبنان عبر نقطة المصنع، تفيد بأنّ الفيروس انتشر ‏على نطاق واسع على الأراضي السورية وبعض المصابين به فارقوا الحياة، بحيث يتحدث ‏هؤلاء عن أنّ مستوى الإصابات في سوريا بلغ بحسب التقديرات غير الرسمية أكثر من ‏ألفي مصاب، وأضحت حصيلة الوفيات بالعشرات ممن يصار إلى تحديد سبب وفاتهم في ‏التقارير الطبية بـ"الإلتهاب الرئوي‎".‎

تكثيف الاجراءات الاحترازية: ولأنّه أصبح هناك داعٍ للهلع… استحوذ موضوع انتشار الكورونا على الحيّز الأكبر من ‏مداولات مجلس الوزراء أمس، "فكان استعراض للإجراءات المتخذة والواجب اتخاذها ‏لمواجهة تفشي الفيروس"، حسبما نقلت مصادر وزارية لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ "وزير ‏الصحة حمد حسن قدّم مداخلة مسهبة أمام الحكومة وأجاب على جملة من الأسئلة ‏والاستفسارات، ليتركّز النقاش على تداعيات وقف الرحلات الجوية من والى لبنان، مع ‏المحافظة على تأمين خطوط استقبال المواطنين الراغبين بالعودة من الدول التي تحظر ‏السفر إلى لبنان. وخلص النقاش إلى الاتفاق على أنّ أي قرار بوقف رحلات الطيران يجب ‏أن يتخذ بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، والاكتفاء راهناً بوقفها مع الدول الموبوءة ‏مع استثناء اللبنانيين العائدين الى لبنان، كما تم الاتفاق على تكثيف الاجراءات الاحترازية من ‏فحوصات وحجر طبي وتعزيز قدرات المستشفيات الحكومية، على أن يتم التواصل مع ‏المستشفيات الخاصة للنظر في مدى جهوزيتها لمواجهة تطورات انتشار الفيروس‎".‎
‎ ‎
تعزيز المستشفيات: وعلى هذا الأساس، أكدت المصادر أنه "سيصار فوراً إلى تعزيز وتطوير المستشفيات ‏الحكومية من خلال اقتطاع جزء من قرض مقدّم من البنك الدولي، وتخصيص مستشفيات ‏حكومية بأكملها لاستقبال مصابي الكورونا"، مع إشارتها في هذا المجال إلى "تفويض وزير ‏الصحة تفعيل وتعزيز الكادر البشري في المستشفيات الحكومية، في ضوء اتخاذ مجلس ‏الوزراء قراراً بتحرير ثلاثة ملايين دولار من قيمة قرض البنك الدولي، لتمويل شراء معدات ‏طارئة للمستشفيات الحكومية بصورة عاجلة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o