"هدنة إدلب استراحة محارب"
جابر: المشكلة الأساسية في الوجود المسلّح

المركزية – لليوم الرابع على التوالي يسري اتفاق الهدنة الذي توصلّ إليه اللقاء الاخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في ادلب "الفصل الأخير في الحرب السورية إذ إن شرق الفرات يمكن التوصل إلى حلّ حوله لأن يمكن للأكراد التفاهم مع الدولة السورية" وفق العميد الركن الدكتور هشام جابر. فماذا عنالوضع الميداني والسياسي في شمال سوريا؟

أوضح جابر لـ"المركزية" أن "الاتفاق خلال مرحلة معينة على وقف إطلاق النار في إدلب بين بوتين واردوغان كان ضرورياً، والمهم أنه أكد حق سوريا عسكرياً بالسيطرة على الأماكن التي وصلت إليها. لكن أهم ما في الموضوع تحقيق السيادة والأمن على طريق الـ M5، والبحث الثاني خلال اللقاء تم حول طريق الـM4 حيث اتفق على إجراء دوريات مشتركة بين الروس والأتراك تفتح الطريق جزئياً لكن هذا الاتفاق هشّ لأن عندما يتم الحديث عن 6 كلم شمال الـ M4 و6 جنوبها يمكن للمسلحين الموجودين من بعد هذه الكيلومترات عرقلة الوجود الأمني".

ولفت إلى أن "الاتفاق لم يتوضح على الأرض لأن لجنة مشتركة ستدرس أماكن تمركز المجموعات المسلّحة ونقاط التهدئة خلال أسبوع، من هنا من المفترض أن تتوضح الصورة مع حلول  يوم الجمعة المقبل"، طارحاً العديد من علامات الاستفهام حول "تحقيق أمن الـM4 من عدمه لا سيما وأن هذه الطريق قريبة جداً من مدينة إدلب التي تحوي مجموعة كبيرة من المسلحين. لكن بشكل عام موضوع إدلب لم يحلّ والحرب لم تنته وهذه استراحة محارب إذ يمكن خرق اتفاق وقف إطلاق النار يومياً بشكل طبيعي وليس دراماتيكيا".

واشار إلى أن "التوصل إلى حل في مدينة إدلب صعب، إذ إلى مشكلة النازحين هناك مشكلة أساسية تتجلّى بوجود مجموعة كبيرة من المسلحين وتعج أكثر من نصف مناطق المحافظة تقريباً بالوجود المسلّح وهو ليس سهلاً إطلاقاً لا يمكن حلّه بعملية عسكرية ولا بالسياسة، لأن هناك 30 ألف مسلّح في المحافظة على الأقل و8000 منهم تقريباً أجانب لا تريد دولهم السماح لهم بالعودة، وتركيا غير مستعدّة لاستقبالهم وسوريا تريد التخلّص منهم (إما المغادرة أو الاستسلام)".

ورأى أنه "يمكن الاتفاق مع الجانب التركي على إحياء اتفاق أضنة الذي يسمح له بدخول الأراضي السورية في حال تهديد أمن تركيا وأعتقد أنه سيكون ركيزة مستقبلية في العلاقة مع تركيا".