Mar 10, 2020 2:30 PM
خاص

بعد اعلان وفاة اول مواطن بالكورونا...لبنان موبوء بإرادة سياسييه
امر العمليات الاقليمي يتفوق على حياة اللبنانيين..فهل من يوقفه؟

المركزية- في الدولة الفاشلة، المفلسة، العاجزة، المسروقة، المنهوبة المستمرة بالقدرة الالهية، حيث لا مسؤول ولا حسيب ولا رقيب ولا مكان في قاموس السياسيين الا للمصالح العابرة للحدود وتنفيذ ما يقرره قادة المحاور والاقاليم،لا داعي للهلع. في الدولة التي ينهش السياسيون جسدها ويشنون حروبا شعواء على بعضهم وعلى الشعب لمآرب ومخططات تضرب المصلحة الوطنية، لا داعي للهلع. في الدولة التي تتحكم بمصيرها الشخصانيات والانانيات لاهداف وصولية ولو على جثث الشعب، لا داعي للهلع.

صحيح...لا داعي للهلع من انتشار فيروس كورونا في لبنان ما دام انتشاره يعمّ العالم ، وما دامت اجراءات الوقاية ممكنة لمن يريد ويتنبه ويحرص على سلامته، لكن الهلع واجب لا بل ضرورة مع نظام سياسي بائد، يتحكم باللبنانيين وحياتهم ومصيرهم، لا يترك لهم مجالا حتى لحماية انفسهم وصحتهم.  

ليس فيروس كورونا وحده الوباء، فالمنظومة السياسية التي تقارب انتشار الاوبئة بعقلية القرون الوسطى وبمنطق تفوّق السياسة على صحة الناس هي اكثر خطرا وأشد بطشاً من الكورونا.

في 21 شباط الماضي، وبعدما بقي لبنان لفترة طويلة في منأى من الكورونا وفيروسها، اعلن وزير الصحة حمد حسن، إصابة مواطنة لبنانية قادمة من إيران بالفيروس، كانت على متن طائرة تقلّ اكثر من 160 راكبا لم يتخذوا اي اجراءات وقاية على رغم قدومهم من منطقة قمّ الموبوءة. اجراءات لبنان البدائية لفحص الكورونا لم ترصد ايا منهم في المطار لا سيما من كانوا في جوار السيدة المصابة. غادروا جميعا الى مدنهم وقراهم وقبّلوا اهلهم والاقارب ومارسوا حياتهم العادية من دون ان ينبههم من يُفترض انهم عن الشعب وصحته مسؤولون، الا بعد فوات الاوان ونشر الفيروس في محيطهم ومنه الى كل لبنان.

ولا تنتهي القصة هنا، فعلى رغم اعلان ايران على لسان كبار المسؤولين فيها ان كل اقاليمها باتت موبوءة بالكورونا، وارتفاع عدد الوفيات فيها الى درجة كبيرة، وعلى رغم مناشدة اللبنانيين كل المعنيين في حكومة "مواجهة التحديات" وقف الرحلات موقتا من ايران الى لبنان، تماما كما يطالبون بوقفها اليوم من ايطاليا بعدما باتت بدورها موبوءة واعلنت عزل وحجر مدن بأكملها، لم يرف لوزراء حكومة من يفترض انها لانقاذ لبنان جفن ولا اصدروا قرارا واحدا، بل خرج وزير الصحة ليعلن ان لا يمكن منع اي لبناني من العودة الى وطنه. صحيح ما قاله حسن، فحق اللبناني على دولته استقباله وفتح ابوابها لأي مواطن، لكنّ حق اي مواطن ايضا الا يصاب عمدا وبفعل اهمال المسؤولين بالفيروس وينتهي، كما انتهى المواطن جان خوري الذي توفي اليوم بعدما اصيب بالفيروس في مصر، ليكون اول لبناني ينتصر عليه الكورونا للاسف.

واذا كانت ذريعة عدم منع اي لبناني من العودة الى بلاده تقنع البعض، فهي لا يمكن ان يركن اليها من يقرأ ويسمع ويتابع اخبار الدول الحريصة على مواطنيها وكيفية تعاطيها مع الحد من الفيروس، وقطر خير مثال، وقد اوقفت حركة الطيران مع ايران للغاية، كما العراق ودول اخرى كثيرة اتخذت الاجراء نفسه، علما ان كان في امكان لبنان ان يعالج من ثبتت اصابته بالفيروس حيث هو في الخارج، ويعيده سالما معافى بعد معالجته.

كل لبنان من دون استثناء، يصرخ في وجه المسؤولين اوقفوا الرحلات من ايران وايطاليا واي دولة اخرى ينتشر فيها الفيروس. كل لبنان يناشد ضمائركم ايقاف استقدام المزيد من المصابين اليه. اثبتوا ولو لمرة واحدة ان لهذا الوطن قيمة في اجنداتكم الخارجية التي قضت على احلام ابنائه وهجّرتهم الى اصقاع الارض هربا من دولة الظلم والفساد والاستهتار.

قد تكون المناشدة اليوم بلا فائدة، لان لبنان قد يصبح خلال ايام، دولة موبوءة بإرادة المسؤولين عن نشر الفيروس فيه عن "سابق تصور وتصميم" ، بعدما تخلفوا عن رحمة الشعب لمصلحة امر عملياتهم الاقليمي، لكن عدالة السماء لهم في المرصاد حتماً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o