Mar 09, 2020 3:31 PM
خاص

اجتماع عسكري تركي - روسي في أنقـــرة غداً يناقش "هدنة" ادلب
هل يتمكن الجانبان من الاتفاق على التفاصيل ومن تنفيذ التفاهم ميدانيا؟

المركزية- لا تزال الهدنة في ادلب، التي أرساها اللقاء الاخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، صامدة في الميدان. فالهدوء الحذر يسود خطوط التماس في "منطقة خفض التصعيد" (إدلب ومحيطها)، في اليوم الثالث على سريان الاتفاق الذي أبصر النور في السادس من الجاري (رغم خروقات شهدها اليوم الأول من سريان الاتفاق في إدلب) وسط غياب تام لسلاح الجو التابع للنظام أو روسيا أو الطيران المسيّر للجيش التركي.

غير ان التعزيزات العسكرية التي تستمر في التدفق إلى المنطقة من قبل طرفي القتال، معطوفة على مواقف عالية السقف تصدر من هذا وذاك، توحي بإمكانية تجدّد المواجهة في اي لحظة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فقد أعلن الرئيس التركي بوضوح الاحد، أن بلاده تحتفظ بما سماه "حقها" في مواصلة العمليات العسكرية ضد القوات السورية وإخراجها من إدلب بطريقتها الخاصة حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة إليها، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً: نحتفظ بحقنا في تطهير محيط "منطقة عملية درع الربيع" بطريقتنا الخاصة، حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة لنا". واعتبر إردوغان، في كلمة خلال فعالية في إسطنبول أمس أن "توجيه النظام السوري جميع قواته نحو إدلب في وقت يخضع ثلث أراضيه لما سماه (احتلال) وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الأكبر لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يشير إلى غايات ومآرب أخرى".

اما على الارض، فواصل الجيش التركي استقدام تعزيزات إضافية إلى نقاطه المنتشرة في "منطقة خفض التصعيد" منذ اليوم الأول لسريان الهدنة، وسُجّل امس دخول عدد من أرتال الجيش التركي إلى إدلب، فيما كان الرتل الأضخم الذي دفع به الأتراك، قد دخل الليلة الماضية من نقطة كفرلوسين العسكرية، والذي ضم حوالي 300 آلية عسكرية، من بينها دبابات وناقلات جند وعربات مصفحة.

الا ان الاتصالات مستمرة بين الاتراك والروس، علما ان هؤلاء مهتمون كثيراً بتعزيز الهدنة وتدعيمهما وتثبيت ركائزها في الميدان. وقد أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم، استضافة العاصمة أنقرة غدا الثلثاء، اجتماعات بين وفدين عسكريين من تركيا وروسيا، لبحث خطوات تطبيق اتفاق موسكو الأخير بين رئيسي البلدين في شأن الشمال السوري. وأوضحت الوزارة عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أن وفداً عسكرياً روسياً يبدأ الثلثاء اجتماعا مع نظيره التركي، تطبيقا لاتفاق موسكو المعروف بملحق اتفاق سوتشي، والموقع بين تركيا وروسيا، الخميس الماضي. ولم تحدد الوزارة مدة زمنية للاجتماعات، ومن المنتظر أن تتواصل ليومين على التوالي كما جرت في الاجتماعات المماثلة، حيث إن هناك بنودا عدة على أجندة الاجتماع وفق اتفاق موسكو الأخير.

والحال ان النقاط التي تُركت لهذه المشاورات، دقيقة، وتدخل في تفاصيل الوضع على الارض "تقنيا"، وفيها تكمن "الشياطين"، بحسب المصادر.

فهل سيتمكن الجانبان من الاتفاق عليها، والاهم، هل سينجحان في تطبيقها على الارض، سيما وان عددا من الفصائل وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام"، غير راضية بالمطلق، عن التفاهم الروسي – التركي الاخير، وقد انتقدته في بيان رفضت فيه بند فتح ممر آمن بعرض 12 كلم حول الطريق الدولي حلب - اللاذقية (M4)، وتسيير دوريات روسية - تركية عليه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o