افتتاح رئاسي نفطي تنغّصه "كورونا" ثالثة.. و"الحبل عالجرار"
عون ودياب على باخـرة الحفر: يوم تاريخي والحلم يتحقـق
طائرتـان جديدتــان من ايران الى بيـروت في 2 و4 آذار
المركزية- في الزمن النفطي اللبناني المفترض ان يهلل له الشعب وتباركه الدولة، ليس في مقدور اللبنانيين لا التهليل ولا المباركة. كثرة الإستحقاقات الداهمة والخطيرة المدرجة كلها أولويات، لم تعد تترك من مكان لا للتفاؤل ولا للأمل ببلوغ لحظة الاحتفال بنصر الاستخراج النفطي. حتى ذلك الحين قد لا يبقى من يحتفل، اذا لم تسارع "دولة النفط" الموعودة الى حزم امرها سياسياً واقتصادياً فتضع حدا لاستنزاف ما تبقى من رصيدها الشعبي الداخلي والرسمي الدولي. حكومة الرئيس حسان دياب على المحك، وجهودها تسابق الانهيار. وزير الخارجية ناصيف حتي سيبذل غدا مسعى اولياً جدياً في هذا الاتجاه من البوابة الفرنسية حيث له من العلاقات سياسيا ودبلوماسياً ما يكفي لبناء الامل على محاولة اقناع الاوروبيين بالمساعدة مستندا الى وعد حكومي لبناني بتنفيذ برنامج اصلاحي فهل يفلح؟
يوم سعيد: اما نفطياً، وغداة كلمته الى اللبنانيين مساء امس، أطلق رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور رئيس الحكومة ووزير الطاقة ريمون غجر عمل الباخرة التي ستتولى حفر البئر النفطي في البلوك رقم ٤. وقال عون خلال حفل الاطلاق: "يوم سعيد لنا ولجميع اللبنانيين، ونأمل ان يتحقق هذا الحلم الذي حلمنا به وعملنا على تحقيقه اليوم .. انّ بداية اي مشروع كبير تعتبر بداية تاريخية". واردف قائلاً" : لا شكّ في أنّ المجهود الذي قدّمناه في الاستطلاع والكشف لتأكيد وجود الموارد الغازية أو البترولية كان مهماً جداً والأهم اليوم هو استخراج هذه الموارد وجميعنا تعاونا وعملنا لاستخراجها ونأمل أن يتحقق هذا الحلم اليوم الذي يعدّ يوما تاريخيا". وشكر عون شركات "توتال" و"ايني" و"نوفاتك" وتمنى ان يكون هناك تعاون معها في مجالات اخرى في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.
كوة نور: من جهته، قال دياب "يوم تاريخي نبدأ فيه الحفر في البحر لتحويل لبنان الى بلد نفطي، لنحفر في البر مستقبل لبنان الجديد الذي نريده ان يعود مزدهراً". واضاف: "اليوم سيذكره التاريخ وسيكون نقطة التحول في كسر نمطية الاقتصاد اللبناني وبناء أعمدة ثابتة لمستقبل الأجيال والبلد". وتابع: "من وسط الظلام، ستُفتح اليوم كوة نور كبيرة فتوسع دائرة الأمل بتجاوز لبنان الأزمة الاقتصادية الحادة التي تضيق الخناق على الواقع المالي والاجتماعي للبنانيين"... بدوره، قال رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وليد نصر في المناسبة: بدأنا العمل في العام 2013 واطلقنا الدورة الاولى للتراخيص ثم اعددنا القوانين اللازمة الا اننا لم نستطع ان نلزّم الا في اول جلسة للحكومة الاولى في عهد الرئيس عون.
عون – سلامة: على الصعيد المالي – الاقتصادي، ومع اقتراب استحقاق سندات اليوروبوند في 9 آذار المقبل، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للوضع النقدي في البلاد وعمل مصرف لبنان.
قبل 7 آذار: وفي وقت ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصدر حكومي "ان لبنان يعتزم طلب فترة سماح 7 أيام بخصوص سندات الدين الدولية التي تستحق في 9 الشهر المقبل"، نفت مصادر السراي أن تكون الحكومة طلبت الاستمهال ٧ ايام للبحث بموضوع سداد اليوروبوند، وأكدت أن القرار النهائي في ما خص الاستحقاق ستتخذه قبل ٧ آذار.
الموازنة نافذة: وليس بعيدا من الهم المالي وتعقيداته، بات محسوماً بحسب معلومات "المركزية" أن قانون موازنة العام 2020 سيصبح نافذا حكما في نهاية شباط الجاري، ويصدر من دون توقيع رئيس الجمهورية الذي أعلن في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في 20 الجاري أنه لن يوقّع الموازنة "بسبب عدم المصادقة على قانون "قطع الحساب" إذ لا يمكن إصدار الموازنة من دونه، إلا إذا صدر قانون يجيز ذلك كما حصل في العام الماضي من خلال القانون ١٤٣/ ٢٠١٩".
معا ننقذ لبنان: في الانتظار، يفترض ان تقدم الحكومة خطتها الاصلاحية في مطلع الاسبوع المقبل، فيطلع عليها اللبنانيون وصندوق النقد ايضا، تمهيدا لتقديم المشورة التقنية الى الحكومة في شأن السندات، في ضوء ما ستتضمنه. وليس بعيدا، لفتت تغريدة نشرها رئيس الحكومة عبر حسابه الخاص على "تويتر"، اعتبر فيها أن "المسؤولية هي رحلة مليئة بالأفكار والمثابرة". وتوجه الى المواطنين بالقول، "أتمنى معرفة أفكاركم واقتراحاتكم، وكذلك مطالبكم، من خلال الحساب الرسمي لفريق العمل"، مضيفا "معاً ننقذ لبنان".
لا تقشف في كورونا: في غضون ذلك، غداة الاعلان عن اصابة ثالثة مؤكدة بفيروس كورونا لايراني قدم الى لبنان، الخوف يزداد من ارتفاع عدد الاصابات وسط قلق من قدرة الاجراءات الرسمية على ضبط انتشار الفيروس وتوسعه. وفي السياق، أعلن وزير الصحة حمد حسن أن لبنان يقوم بتعزيز الاجراءات على الحدود في مواجهة فيروس كورونا. وقال من مستشفى بعلبك الحكومي: "سنكون اليوم في منطقة المصنع لتفقد الاجراءات الموضوعة لحماية المجتمع اللبناني". حسن الذي لفت الى أن الاجراءات في المطار موضوع اشادة من الجهات الدولية، قال:"اذا حصلت بعض الهفوات لا يجب التعامل معها على أنها سلبية مطلقة، والوضع الصحي خط أحمر". ومن نقطة المصنع، شدد على الوافدين الى لبنان أن يلتزموا بالحجر المنزلي الذاتي الالزامي موضحا أن الحالة الثانية التي تم تأكيد إصابتها بكورونا هي حالة عدوى من زميلتها. وقال "الرؤساء الثلاثة يجمعون على أن حماية المجتمع خط أحمر وليس هناك أي اعتبار لتقشف مالي علما أننا نقوم بعمل مسؤول. الى ذلك، جال حسن على مدارس المهدي في بعلبك للاطلاع على كيفية تطبيق الاجراءات الضرورية للوقاية في المدارس من انتشار المرض المستجد "فيروس كورونا ". واكد السيطرة حتى الآن على هذا المرض في لبنان وانه لا حاجة لاقفال المدارس حتى الآن في مدينة بعلبك بعد التداول مع وزير التربية ليل امس مطولاً.
لا اطمئنان: في المقابل، اعلن نقيب الأطباء شرف أبو شرف عدم اطمئنانه الى الاجراءات المتخذة لمواجهة فيروس "كورونا" مضيفاً "استناداً لما تشهده الدول الأخرى، فان عدد المصابين قد يتزايد في لبنان".
لبنانيو ايران: وسط هذه الاجواء، دعت السفارة اللبنانية في ايران أبناء الجالية اللبنانية المتواجدين في مختلف المحافظات والمدن الايرانية الى توخي أقصى درجات الحذر واتباع الارشادات الطبية والصحية التي تعلن عنها وزارة الصحة الايرانية ومنظمة الصحة العالمية. ولفتت انتباه اللبنانيين في ايران الراغبين بالعودة الى لبنان الى أن الرحلتين الآتيتين مباشرة من طهران الى بيروت ستكونان يومي الاثنين 2 آذار والاربعاء 4 آذار.
بين بيروت والرياض: الى ذلك، أعلنت السعودية أنّها علّقت موقّتاً دخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها، في إطار سلسلة إجراءات احترازية ترمي الى منع وصول فيروس كورونا المستجدّ إلى المملكة. وبحسب منشور صادر عن الخطوط الجوية السعودية يتبين أن لبنان من بين الدول التي شملها هذا الاجراء.
ادلب: اقليميا، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست لديه خطط للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخامس من آذار لبحث الوضع في منطقة إدلب في سوريا، وذلك على الرغم من تصريحات أردوغان التي ترجح عقد مثل هذا اللقاء. وقال أردوغان أمس إن من المرجح أن يلتقي بوتين في اسطنبول الأسبوع المقبل لإجراء محادثات في شأن إدلب. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف "بوتين لديه خطط عمل أخرى ليوم الخامس من آذار".