قنابل الحريري السياسية تشعل جبهة التيار وحكومة دياب تنأى بنفسها
بري مستاء و"مكهرب" ونصرالله على ضريح سليماني في ايران
بومبيو: ايران تخنق العراقيين واللبنانيين وتستغل الشباب لمصالحها
المركزية- الى العام 2016 وما قبل زمن التسوية الرئاسية، عاد المشهد الداخلي بين القوى السياسية في البلاد، ولكن بفارق جوهري. الانقسام العمودي بين ما كان يعرف بفريقي 8 و14 اذار هو نفسه، لكن الحكومة بمنأى عنه. لم يترك رئيس تيار المستقبل سعد الحريري امس سترا مكشوفاً، فجر كل القنابل في وجه شريك التسوية السابق، و لكن شظاياها القاتلة اصابت في شكل خاص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا سيما في حديثه عن "الرئيسين". صحيح ان ما قاله يردده معظم الشعب اللبناني العارف ببواطن الامور وخفايا اللعبة السياسية وللغاية انتفض في وجه الكل، لكن صدور الكلام عن رئيس الحكومة السابق له وقع آخر. الاكيد ان سقوط التسوية وكلام الحريري اسس لمرحلة جديدة، فكيف ستكون الصورة في المرحلة المقبلة التي يبدو ان الحريري قرر ان يبقي فيها على ربط النزاع مع حزب الله وحصر نيرانه في اتجاه التيار ، حليف الحزب، مقابل بروز ملامح لعودة تحالف قوى المعارضة، ولو ان ترميم علاقات مكونات هذا الفريق ما زالت تحتاج للكثير من الجهد والاتصالات. فالتحية التي وجهها رئيس المستقبل لرئيس الاشتراكي وليد جنبلاط لم تكن مثلها لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي لم تكن مشاركة حزبه في المناسبة على قدر تطلعات الفريق المستقبلي.
مواقف بيت الوسط: الحريري فجر مواقف نارية في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فبعد يوم سياسي على الضريح واشكالات بين مناصري تيار المستقبل والثوار في وسط بيروت، جاءت كلمة الحريري في احتفال بيت الوسط لتضع نعش التسوية الرئاسية في مقبرة الزمن. التسوية انتهت قالها الحريري والتوطين غير وارد واموال ايران "الكاش" تحل ازمة حزب لا ازمة بلد. مواقفه هذه الموضوعة في ميزان القراءات السياسية قابلتها اخرى اكثر اهمية بقوله "تعاملتُ مع رئيسين اصلي وظل، منتقدا اداء الوزير السابق النائب جبران باسيل ، ومشيرا الى ان الوقت حان لإجراء انتخابات مبكرة.
باسيل يرد: هجوم الحريري اشعل جبهة "لبنان القوي"، وبعد كلمته التي توجّه فيها لباسيل من دون أن يسمّيه.غرّد رئيس تكتل "لبنان القوي" عبر "تويتر"، قائلاً: "شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني، وكيف ما انا كنت ما رح اقبل كون متلك... بتفرّقنا بعض القيم والمبادئ، بس رح يرجع يجمعنا التفاهم الوطني... رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق انو طريق الرجعة رح تكون أطول وأصعب عليك".
احياء 14 اذار؟ واليوم، شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في تصريح على "ان ما حصل امس يترافق مع حملة من الاتهامات والافتراءات على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قبره". وقال "اغتالوه وقتلوه ويلاحقونه إلى القبر لأنهم لا يستطيعون مواجهة الواقع بما ارتكبته ايديهم". وعن التسوية، لفت الى "ان الحريري رأى فيها مناسبة لحماية البلد وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار الأمني والاقتصادي عبر سيدر، والهدف لم يكن ان يصبح رئيس حكومة، لكن عندما رأى انها لم تعد تخدم الهدف الذي انجزت لأجله، استجاب لمطالب الناس المنتفضين في الساحات وقدم استقالة الحكومة".وتابع "كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يطلب من الحريري التواصل مع باسيل في مختلف الملفات، ولا يوافق على اي توقيع ما لم يقبل باسيل، وقالها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سابقاً. وعندما اندلعت الثورة، حاول الحريري مع عون ان يلبيا في الحد الأدنى، مطالب الناس المنتفضين، وحتى في الملف الأمني كان الرئيس يقول: شوف جبران شو بدو وحلّها انت وجبران. باسيل يستقوي بموقع رئاسة الجمهورية وبحزب الله". وختم الحجار "بعد كلام الحريري امس، لا شك في ان هناك مرحلة سياسية جديدة، خصوصا مع اطراف كانوا منضوين تحت ما يُسمّى 14 آذار في الحكومة، واليوم اصبحوا في خارجها. 14 آذار ملك الناس الذين يشجعون على إعادة إحيائها".
روكز والمحاصصة: من جهته، اعتبر النائب شامل روكز "ان المحاصصة هي أسوأ ما أنتجته التسوية"، متمنيا على "تيار المستقبل ألا يعود بتسويات أو ثنائية بل بتفاهمات وطنية لأن البلد يمر بأزمة كبيرة ويحتاج إلى تضامن وطني واسع". وقال: "نقد المعارضة للفريق الآخر يجب أن يكون بناء لا تدميريا".
ولفت في تصريح الى "ان المناكفات السياسية والصراعات، دفع ثمنها العهد لأن فشل الحكومات انعكس على العهد، وكنا حذرنا مرارا من ثورة شعبية وهذا ما حصل، ولكن من الجيد أنها أتت في وقت مبكر قبل أن نصل الى الحضيض".
الكهرباء اولا: وليس بعيدا، نقل زوّار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه تأكيده "ان لا يستقيم البحث عن معالجات للوضع النقدي وتنامي الدين العام من دون إيجاد حلول فعّالة في ملف الكهرباء الذي يساهم بشكل اساسي في ازمة المديونية". وقال الزوّار لـ"مستقبل ويب" "ان بري مستاء من الاستمرار بملف البواخر، علماً ان بناء معملين يبقى الخيار الأفضل". واكد "ان موضوع الكهرباء سيصبح قضيته الأولى في الأسابيع القليلة المقبلة"، مردّداً بصوت عالِ :"كهرباء.. كهرباء .. كهرباء.
نصرالله في ايران: من جهة ثانية وقبيل اطلالته بعد ظهر غد، تداولت مواقع إخبارية إيرانية، معلومات عن قيام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بزيارة سرية إلى إيران، وتوجهه إلى زيارة قبر قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بمحافظة كرمان جنوب شرق إيران. وذكر موقع "الأخبار العاجلة" الإيراني، أن"هناك معلومات تشير إلى زيارة سرية قام بها نصر الله اخيرا"، مضيفًا أن"نصر الله زار مرقد علي بن موسى الرضا وقبر الجنرال قاسم سليماني". كما أشارت وكالة أنباء "الحرس الثوري" عبر التلغرام، إلى خبر هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقًا. وكان نصر الله تحدث مساء الخميس خلال مقابلة مع القناة الأولى للتلفزيون الإيراني، عن علاقته مع قاسم سليماني، مؤكدًا أن"الأخير كان يتردد على لبنان بشكل مستمر". وقال:" قاسم سليماني كان يأتي إلى لبنان، كل عدة أسابيع وليس كل عدة أشهر"، مضيفًا أن"لديه علاقة متميزة مع قاسم سليماني".
سفينة الدعم: نفطيا، افادت "ال.بي.سي" ، ان سفينة الحفر التي ستعمل في البلوك رقم ٤ تأخر وصولها إلى المياه اللبنانية وان الموعد المتوقع هو في ٢٤ الجاري بعد ان تغادر مصر وتتوقف لفترة قصيرة في ليماسول في قبرص من اجل التزوّد بالوقود". واشارت المعلومات إلى "ان سفينة الدعم اللوجستي الثالثة يتوقع ان تصل إلى مرفأ بيروت في خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، كما وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي مروحيتان مخصصتان ايضا للدعم اللوجستي ونقل العمال إلى موقع الحفر".
ايران تخنق لبنان: في المقلب الدولي، دان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التدخلات الإيرانية في العراق ولبنان وسوريا"، مشدداً على "ان إيران تخنق العراقيين واللبنانيين وتستغل الشباب العراقي واللبناني لمصالحها وتنتهك سيادة العراق ولبنان". وقال خلال كلمته امام مؤتمر ميونخ للأمن، حيث عدد إنجازات اميركا الأمنية والعسكرية بمواجهة الإرهاب واطماع إيران"ان الولايات المتحدة تحمي مضيق هرمز وتضمن امن الخليج". واشار بومبيو إلى ان الولايات المتحدة حاربت "داعش" وافكاره التطرفية ونجحت في التخلص من ابوبكر البغدادي"، مضيفاً "عملنا بشكل حثيث لمنع داعش من الحصول على ملاذات آمنة".وقال "ان بلاده ترفض الاتهامات الألمانية لواشنطن بالانسحاب من الساحة الدولية"، مشدداً على "ان السيادة هي الأساس في الغرب والديموقراطية والعدالة ايضا".
****