Feb 11, 2020 3:01 PM
خاص

ثلاثية "الشعب والعرب والغرب" وحدها الثقة المطلوبة للحكومة

المركزية- نجحت السلطة باركانها الثلاثة ومعها الفريق الداعم للحكومة في تأمين النصاب القانوني لجلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة ومنحها الثقة على ما دلت معطيات الارض امس. وعلى رغم الحشد الكبير الذي قدر للحراك توفيره في ساحة النجمة والطرقات المؤدية الى مبنى البرلمان فهو لم يستطع الحؤول دون وصول النواب الى المجلس النيابي بعدما وفرت القوى الامنية والعسكرية لهم الطرق الامنة والغطاء العسكري المدعوم بقرار من المجلس الاعلى للدفاع في اجتماعه الاسبوع الماضي.

ولكن فرح اهل السلطة في كسر ارادة المنتفضين والثائرين في الساحات والطرقات وامام الدوائر الرسمية لن يكتمل بالطبع على ما يقول مراقبون سياسيون لـ"المركزية"، اذ يبدو انه فاتهم ان انطلاق الحكومة في عملها لتنفيذ برنامجها الاصلاحي الصعب ان لم يكن المستحيل يحتاج الى اكثر من ثقة نيابية هزيلة نظرا لخطورة الاوضاع ولعل اهمها:

اولا: ثقة اللبنانيين وتجاوبهم مع اجراءات وقرارات في المرحلة الانتقالية المقبلة ولعل احلاها سيكون قاسيا ومرا بتأكيد المسؤولين انفسهم وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد مرارا وفي اكثر من موقف ان المعالجة تستوجب تدابير واجراءات مالية قاسية ومؤلمة، وتاليا ما هي الافادة من موقف رئاسي ونيابي وحكومي يعارضه شعب بغالبيته ان لم يكن بأكمله ولا يلقى منه القبول والدعم ويقابل لاحقا بالرفض والعصيان المدني الذي يحضّر في المرحلة المقبلة.

ثانيا: ثقة الصناديق والمؤسسات المالية العربية والغربية التي اكدت في اكثر من موقف ايضا انها لن تقدم فلسا واحدا للبنان على رغم خطورة اوضاعه المالية والاقتصادية والمعيشية ما لم تشكل حكومة حيادية تعمل على وقف الهدر وتلتزم تطبيق ما التزمته من اصلاحات في الكهرباء والمرافئ وغيرها من المرافق العامة. والسؤال كيف لهذه الحكومة النجاح في ذلك وهي في غالبيتها من المستشارين والممثلين للقوى المتسلطة والحاكمة التي تسببت في ما وصلنا اليه من افلاس وهدر وفساد في الوزارات قبل الدوائر والادارات، لذا من الصعب لا بل المستحيل الحصول على دولار واحد من الاموال الموعودة ما يؤشر الى ان المرحلة المقبلة ستتدحرج نحو الاصعب والاخطر.

ثالثا: ثقة المجتمعين العربي والدولي التي فقدها لبنان نتيجة السياسة الخارجية التي اتبعها وكانت في غالبيتها مؤيدة لمحور في وجه اخر وخروجا على خط النأي بالنفس الذي التزمه على مدى تاريخه حيث كانت بيروت حتى الامس القريب عاصمة العرب وموئلا جامعا للمواقف والمؤتمرات العربية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o