Feb 04, 2020 3:38 PM
خاص

ماذا في تطورات التوتر السوري – التركي في إدلب؟
عبد القادر: خطة بوتين وضع سوريا تحـت نفوذه

المركزية – من شأن التوتر الروسي السوري والتركي في محافظة إدلب السورية اختبار العلاقة بين موسكو وأنقرة التي أعلنت أنها ضربت عشرات الأهداف التابعة للحكومة السورية بعد مقتل خمسة من جنودها في قصف سوري ليوقع الرد 76 جنديا بحسب وكالة انباء الأناضول. وكالة تاس الروسية للأنباء نقلت عن وزارة الدفاع أن الجيش التركي تعرض لنيران القوات الحكومية السورية لأنه لم يخطر موسكو بشأن عملياته، ليأتي النفي من الحزب الحاكم في تركيا. ورغم دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد وتركيا للفصائل المسلّحة المعارضة للنظام، تعمل كل منهما على تسوية النزاع المستمر منذ تسع سنوات، لكن في ظل التوتر في شمال غرب سوريا آخر معقل للمعارضين السوريين كيف يمكن قراءة تطورات علاقة الطرفين؟

الخبير العسكري نزار عبد القادر لفت لـ "المركزية" إلى أن "كل الخطط التي وضعت في أستانة وسوتشي والتوافقات السياسية بين روسيا وإيران وتركيا، كلّها تبخّرت في أجواء إدلب. يبدو أن روسيا ومعها حليفها النظام السوري، لديهما خطّة منذ البداية تقضي بإعادة سيطرة النظام على كامل الأراضي السورية بما فيها إدلب، وطرد "هيئة تحرير الشام" منها".

واضاف "هذه العملية قد تكون رصاصة الرحمة على كل المشاريع والأحلام التي بناها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شمال سوريا"، معتبراً أن "النظام ومعه روسيا يصممان على استكمال هذه العملية مهما كانت الأثمان وليس فقط إنهاء حلم اردوغان بالتواجد على طول الشمال السوري المحاذي لحدود بلاده، بل أيضاً حلمه بأن يكون لاعباً أساسياً في إعادة رسم الجيوسياسة في سوريا ومنها التأكيد على نفوذ تركيا على هذه المنطقة الحدودية وصولاً إلى قلب الجزيرة العربية".

ورأى عبد القادر أن "أردوغان وفي محاولة يائسة من خلال القوة العسكرية، سيسعى إلى قلب الموازين على الأرض، بالتالي إقناع روسيا وبوتين تحديداً بأنه يحاول الدخول في حرب إقليمية في الوقت الذي نجح في تحاشي الدخول في أي مواجهة مع أي من الأطراف على الأرض باستثناء بعض الميليشيات والجماعات الإرهابية في سوريا. لذا إذا نجح أردوغان في اقناع بوتين بوقف مساندته للنظام السوري، أعتقد أن يمكنه التوصل من جديد إلى ترميم الهدنة الهشة شمال غرب سوريا. ومن الصعب قراءة افكار بوتين الذي أظهر انه لاعب يمارس شد الحبال بذكاء هائل ويربح الوقت لتأجيل مراحل تنفيذ خطته لكنها لم تتغير منذ دخوله سوريا، أي إعادة حليفه إلى كل المواقع على أن تكون سوريا تحت الوصاية الروسية لعقود عديدة".

وفي الجانب الميداني، أوضح أن "إدخال أردوغان القوات إلى سوريا والتي هي تقريباً بحجم لواء آلي، هدفه محاولة فك الحصار عن مركزين تركيين محاصرين وتقوية الأخرى إلى جانب نقاط المراقبة. وفي الوقت نفسه، تعطي هذه القوات مؤشرا واضحا بأن تركيا جادة بعدم إضاعة كل خطوة قامت بها لإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري".

وختم "عدا عن الضغط على تركيا من الناحية العسكرية ومن ناحية النفوذ، ستواجه أزمة أمنية – إنسانية في حال استكمل النظام وروسيا هذه العملية، إذ يبدو أن عدد النازحين إلى تركيا إزاء العمليات العسكرية خلال شهرين يزيد عن نصف مليون، ويمكن خلال شباط ومطلع آذار أن يزداد إلى مليون ونصف أو مليونين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o