Feb 04, 2020 3:30 PM
خاص

رئيس حكومة جديد في بغداد: هل سيُخرج علاوي العراق من النفق؟
جابر: حظوظه مرتفعة في التشكيل... لكن درب تحقيق الوعود طويل

المركزية - لن تكون المهمّة سهلة أمام محمد توفيق علاوي، الذي كلّفه الرئيس العراقي برهم صالح السبت الماضي، تشكيل حكومة جديدة في العراق، مع شارع منتفض منذ أربعة أشهر في وجه السلطة، ودعوات لإخراج القوات الأجنبية من البلاد، وانقسام حاد بين الفرقاء السياسيين.

منذ لحظة تعيينه، لاقى علاوي معارضة من قبل المتظاهرين لأنه شغل مناصب وزارية في السابق ولأنه جاء بموجب حسابات لكتل سياسية، لكنه في المقابل، لاقى ترحيباً من قبل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي دعا أنصاره إلى الوقوف في صف القوات الأمنية من أجل التصدي لقطع الطرقات. فهل سيتمكن من إخراج العراق من النفق؟

العميد الركن الدكتور هشام جابر أوضح لـ"المركزية" "أن إخراج العراق من النفق مسألة طويلة جداً، تحتاج الى خطة طويلة الامد، لأن العراق منذ الاحتلال الاميركي وهو غارق في الفساد. وجاءت الانتفاضة الشعبية وثارت على كل الطبقة الحاكمة، وأعلن الحراك الشعبي عن رفضه تعيين أي شخصية لرئاسة الحكومة، ممن تولوا مناصب وزارية، كون رئيس الحكومة هو رئيس السلطة التنفيذية في العراق وليس رئيس الجمهورية".

ولفت جابر إلى "أن علاوي أعطى في خطابه الشعب العراقي الكثير من الوعود، ورغم ذلك ما زال الرفض سائدا ضده حتى اليوم"، مشدداً على "أن الموضوع العراقي ليس داخلياً فقط، إنما تدخل على الخط أيضاً كل من الولايات المتحدة الاميركية وايران اللتان تتقاسمان ايضاً النفوذ في العراق، ورغم انهما تتصارعان لكن مصالحهما تتقاطع، وحتى الساعة يبدو ان هناك قبولاً حذراً له من الجانب الاميركي، وكذلك من الجانب الايراني، كما ان الجماعات الموالية لايران، بمعظمها قبلت بعلاوي، لذا حظوظ تشكيله الحكومة مرتفعة جداً".

اما بالنسبة لإخراج العراق من أزماته السياسية والاقتصادية، فاعتبر جابر "أن علاوي طرح نقاطاً مهمة في خطابه والتي من الممكن ان تثير الجدل، خاصة ما قاله بأن السلاح في العراق يجب ان يكون بيد الدولة"، موضحاً "ان الحشد الشعبي المؤلف من مئة ألف جندي، خاضع دستورياً للجيش العراقي، لكن عندما يتطرق علاوي الى هذه النقطة بالذات، فهذا يعني، انه سيضع هذه الفصائل رسمياً وشعبياً، وليس فقط دستورياً، تحت اشراف الدولة العراقية، وهذه المهمة ستكون الاصعب عليه".  

وتابع: "تبقى المهمة الاقتصادية، لاستئصال الفساد، والتي تتطلب من الرئيس المكلّف وضع خطة طويلة الامد وواضحة وان يبدأ التنفيذ منذ اليوم الاول، فالحكومات التي تولّت الحكم عاثت فساداً".

وختم: "موضوع العراق شائك جداً، فهذا البلد غني جدا بالموارد الطبيعية غير النفط، تؤهّله لأن يكون بلدا غنياً بالزراعة والانتاج، لكنه في الوقت نفسه يعاني من مشاكل عرقية وسياسية وموضوع كردستان والانقسام المذهبي. لذلك قد يكون الحراك ضد الطبقة الحاكمة، من الشيعة خصوصاً، والذي حصل على دعم من المرجعية في النجف بدّل الاوضاع، فالحراك لم يكن شيعياً فقط، كان شيعيا بمعظمه في المناطق الشيعية لكن شاركت فيه ايضاً معظم اطياف الشعب العراقي من مسيحيين وسنّة وغيرهم وهذا امر ايجابي. ولكن الأمر السلبي هو، كيف سيلملم الامور بعد أن فرطت الدولة العراقية منذ ايام الاحتلال الاميركي الذي شارك في نهب ثروات البلاد والتي تُقدّر بمئات المليارات من الدولارات؟"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o